حالة من الحراك السياسى والمجتمعى المثمر بدأتها مصر بعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان الماضى عن تبنيه لحوار وطنى يجمع كل فرقاء الدولة وأطرافها من المؤيد والمعارض ليطرح رؤيته وأفكاره على طاولة النقاش أمام الجميع دون أن يحدث أى تدخل فى مضمون أو محتوى ما يقترحه أو يقدمه أى طرف من الأطراف التى ستشارك بالحوار ليكون حوارا جادا وفعالا وجامعا لكل القوى والفئات. «روزاليوسف» حاولت أن ترصد آراء وأفكار رؤساء الأحزاب والنقابات قياداتها وكل المفكرين المستنيرين لاستطلاع آرائهم وأفكارهم فيما يمكن أن يقدم خلال هذا الحوار المرتقب لنقدم منتجا نهائيا يمثل أجندة عمل تحقق طموحات وتطلعات القيادة السياسية والقوى السياسية المختلفة، ليكون خطوة فى غاية الأهمية تساهم فى تحديد أولويات العمل الوطنى وتدشين الجمهورية الجديدة التى تتسع وتستوعب الجميع بكافة أفكارهم وأهدافهم.
الأحزاب: الحوار الوطنى يضع القُوَى السياسية أمام مسئولياتهم
كتب - أسامة رمضان ومحمد السيد
قال المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، عضو المكتب التنفيذى لتحالف الأحزاب المصرية: إن الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى يضع القُوَى السياسية والأحزاب أمام مسئولياتهم فى التعبير الحقيقى، عن هموم ومشكلات المواطن والمشاركة فى تقديم رؤى وحلول غير تقليدية لبناء الجمهورية الجديدة. وأضاف أن الأحزاب السياسية كانت تعانى من ضعف شديد وترهل، أدى إلى تغيبها عن المشهد السياسى، ومكن جماعة الإخوان الإرهابية من احتلال هذا الفراغ السياسى بعد 25 يناير 2011، ولا زالت تعانى من الفرقة والتشتت، موضحًا أن حزبه له تجربة انتخابية فريدة فى الانتخابات السابقة، حيث كان الحزب الوحيد فى مصر الذى استطاع المنافسة فى شرق الدلتا، بقائمة انتخابية كاملة من أبنائه فقط، وطالب أيضًا الأحزاب بانتهاز الفرصة الحالية لبناء تحالفات دون انتظار لاقتراب وقت الانتخابات. وأكد أن تعديل قوانين مباشرة الحقوق السياسية، وتعديل النظام الانتخابى من النظام المختلط لنظام القائمة النسبية غير المشروطة، يأتى على رأس أولويات رؤية حزب أبناء مصر فى الحوار الوطنى، حتى لا تعود الأحزاب الدينية لاحتلال الشارع. وأضاف النائب عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل، أن حزبه أرسل للأكاديمية الوطنية للتدريب التصور الخاص لإدارة الحوار الوطنى، مشيرًا إلى أن المكاشفة والمصارحة هى أساس نجاح الحوار لوضع أسس ومبادئ حقيقية لبناء جمهورية جديدة قائمة على مبادئ وأسس واضحة، مؤكدًا أن الحياة السياسية انحصرت لعقود بين تيارى التطبيل المطلق والاحتجاج المطلق، منوهًا بأن حزبه تقدم برؤية شاملة لكيفية إدارة الحوار اشتملت على إجراءات المرحلة التحضيرية، وتركزت فى 6 محاور هى الاقتصادى والسياسى والبيئى والاجتماعى والثقافى والإصلاح الإدارى والهيكلى. وأضاف أن الحوار الوطنى يعتبر فرصة حقيقية للحوار بين الأحزاب والسياسيين، والحوار بمشاركة ممثلى المجتمع بعد فترة استثنائية عصيبة مرت بها مصر الفترة الماضية، وحان وقت المشاركة والتعاون لما هو فى صالح مصر والمصريين. وأكد محمد شهاب، المتحدث الإعلامى لحزب الجيل، أن حزبه ناقش خلال اجتماعة أهم القضايا التى تهم الشارع المصرى وكان على رأسها مراجعة الاوراق المقدمة من الحزب إلى الأكاديمية الوطنية للتدريب المكلفة بإعداد وإدارة الحوار مشيرًا إلى أن حزبه ضمن أول خمسة أحزاب سياسية قدمت اوراقها ومقترحاتها الى الحوار الوطنى والتى يرى الحزب أنها قابلة للتطبيق على أرض الواقع وتشمل عدة موضوعات وقضايا سياسية وأقتصادية وصناعية وأستثمار وتعدين واعلام وتعليم وصحة وغيرها من الملفات والمحاور بالمرجعية والمفاهيم المصرية والتى ستكون رؤية الحزب فى هذا الحوار. وأضاف أن الحزب يؤمن بالتطورات الحادثة عالميا فى نماذج الممارسة السياسية وتغير أنماط العمل الحزبى فى عصر التكنولوجيا كأداة اتصال بين الشعوب والأنظمة فأعدنا تشكيل جسد الحزب من الداخل بكوادر شابة متنوعة ومتميزة ومتخصصة ومؤهلة علميا وثقافيًا فى مجالات الشأن العام ومندمجة بالشارع السياسيى. وأضاف د. طارق زيدان رئيس حزب نداء مصر، إن محور الإصلاح السياسي له الأولوية لما له من تأثير في بقية المحاور، ووضع في المرتبة الثانية المحور الاقتصادي، حيث يرى ضرورة زيادة التصنيع المحلي، وتشجيع القطاع الخاص إلى جانب إصلاح الشركات الحكومية، وكذلك تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات المختلفة. وطالب أن يتناول الحوار الوطنى طريقة الانتخابات البرلمانية والمحليات، حيث يجب إطلاق الانتخابات بنظام القائمة النسبية، مؤكدًا أن عقد الحوار الوطني تحت مظلة رئاسة الجمهورية هو الضمان الأكيد لتنفيذ مخرجاته، خصوصاً أن الرئيس سيحضر جلساته الختامية استعرضت عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ عن حزب الوفد، رؤيتها الخاصة بأولويات القضايا والملفات التى يجب أن تتضمنها أجندة الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية مؤخرا. وتناولت النائبة أمل رمزى، خلال مشاركتها باجتماع لجنة الحوار الوطنى بحزب الوفد، أهم المحاور التى وضعتها بالمسودة المبدئية الخاصة بها، والتى ترتكز حول ضرورة فتح نقاش موسع حول الملف السياسي، وكذلك الاقتصادى، لا سيما فى ظل الظروف العصيبة التى تواجه الاقتصاد الوطنى جراء الحرب الروسية الأوكرانية والتى أثرت تداعياتها السلبية على الأسواق الداخلية والخارجية، ولفتت إلى ضرورة التطرق للملف الاجتماعى، من حيث حقوق فئات المجتمع على حدة، سواء الشباب، أو المرأة، أو ذوى الاحتياجات الخاصة، أو كبار السن والمسنين، وكذلك الحقوق العمالية، فضلا عن ضرورة التطرق إلى آليات دعم ملف الأمن القومى باعتباره من أهم الأسلحة التى يمكن من خلالها الحفاظ على أمن واستقرار الوطن والقدرة على مواجهة أية تحديات تواجه مصر وتهدد أمنها القومى. وأكدت أن الحوار الوطنى فرصة ذهبية لتجمع الأحزاب السياسية تحت مظلة واحدة ويتم التحاور على نطاق واسع من المشاركة بشأن القضايا التى تمس المجتمع المصرى، بل والسعى لوضع حلول جذرية للمشكلات التى تواجه المواطن، مطالبة بأن يكون المواطن المصرى صاحب الأولوية على مائدة الحوار فى مختلف المجالات حتى يتم الخروج بنتائج يمكن تفعيلها على أرض الواقع ويشعر بها المواطن.
مبادرة الحوار تحقق المصلحة العامة للمجتمع
كتب - هبة سالم ومحمود محرم ومحمد السيد
تستعد النقابات المهنية والعمالية للمشاركة فى الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال إفطار الأسرة المصرية مشيرين إلى أن مبادرات الحوار الوطنى تحقق المصلحة العامة للمجتمع.. وقال د.عبد الحميد زيد نقيب الاجتماعيين: إن الدولة مهتمة بالمجتمع المدنى ككل والنقابات المهنية جزء منه، فقد سبق وأن أعلن الرئيس أن هذا العام هو عام المجتمع المدنى، وهى فرصة حقيقية وواعدة لمؤسسات المجتمعات المدنى والنقابات المهنية بصفة خاصة أن تطرح حراكا حواريا لمناقشة أهم قضاياها بداية من مشاكلها التى تعوق انطلاقها مساهمتها فى إحداث التنمية الاجتماعية وأضاف أن الحوار الذى دعا إليه الرئيس يشمل كل القوى السياسية والاجتماعية والمجتمع المدنى والنقابات، ونحن يهمنا إبراز دور النقابات بصفة عامة، ونقابة الاجتماعيين بصفة خاصة فى إحداث التطور الاجتماعى، وعلاج القضايا الاجتماعية المطروحة. وأكد خلف الزناتى، نقيب المعلمين، أن الأزمة الاقتصادية الموجودة حاليا أثرت على العالم كله ومن بينه مصر، لذا ستدعو النقابة فى الحوار الجميع إلى التكاتف لتجاوز تلك الأزمة، قائلا: كما نسعى من خلال المقترحات التى ستقدمها النقابة إلى تحقيق تواصل بين الأحزاب والمجتمع المدنى بلا قيود، ولا يخفى على أحد حروب الشائعات الكبيرة التى تسعى للنيل من استقرار الدولة، والحكومة ليست المسئولة عن ردع تلك الشائعات لكن زيادة الوعى مسئولية مجتمعية تتطلب المشاركة فى صناعة القرار فى كل القضايا، والأهم من ذلك الاستجابة للحلول المقترحة بجدول زمنى مُحدد ومتابعة التنفيذ. وقال شعبان خليفة، رئيس النقابة العامة للعاملين بالقطاع الخاص: إن الحوار الوطنى أحد أهم سبل نجاح المجتمعات الحديثة وتقدمها، إذ يشجع دومًا أبناء الوطن الواحد على العمل من أجل رفعة وطنهم، لما لديهم من شعور بأنهم مسئولون عنه وعن مستقبله ومشاركون فى قراراته، مشيرًا إلى أن العمال منذ فجر التاريخ لم يتأخروا عن أى دعوة من القيادة السياسية فى سبيل تقدم وازدهار وطنهم، خاصة أن هذه الدعوة للحوار الوطنى تساعد على نشر روح المحبة والإخاء والتماسك. وأشار خليفة إلى أنه فى ظل مبادرة الرئيس للحوار الوطنى تحت شعار «وطن يتسع للجميع»، التى تؤكد أن هناك إصرارا من جانب إدارة القيادة السياسية لإجراء حوار وطنى شامل لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع، فإن العمال يتطلعون إلى تشريع قانون عمل متوازن ومنصف وبه نصوص عقوبات رادعة لمن لا يرغب الالتزام بالحقوق والواجبات من طرفى علاقة العمل، مطالبًا بإعادة النظر فى قانون التأمينات الاجتماعية رقم 148 لسنة 2019 وخاصة المواد المتعلقة بتنظيم شئون أصحاب المعاشات والعلاوات السنوية. وطالب خليفة بإصلاح حقيقى لملف الأجور بإقرار حد أدنى عادل ولائق يتناسب وقيمة العمل والجهد المبذول من قبل العمال ويتناسب مع متطلبات المعيشة للعمال وأسرهم، وعلاوة سنوية مناسبة تعمل على التوازن بين الأجر وزيادة الأسعار المتواترة، وإيجاد آلية تشريعية ت ملزمة لأصحاب الأعمال بتطبيق الحد الأدنى للأجور دون تهرب من التطبيق أو عدم الالتزام بصرف العلاوات المقررة والصادر به قرار من المجلس القومى للأجور. وأكد أهمية التدريب المستمر للعمالة على المهن الجديدة والعمل على تأهيل العمالة المهارة التى يتطلبها سوق العمل، مشددا على أهمية وجود قضاء عمالى ناجز لا يتأخر عن تداول القضايا العمالية أكثر من 6 أشهر، وتنفيذ فورى للأحكام القضائية، مشيرا إلى أنه من الضرورى مد مظلة الحماية الاجتماعية لكل عمال مصر وخاصة للعاملين بالقطاع الخاص والعمالة غير المنتظمة، مع تقوية شبكات الأمان الاجتماعى للتخفيف من وطأة الضغوط الاقتصادية على الفئات الأكثر فقرًا.
العبسى: فرصة إيجابية للأحزاب للنهوض بالحالة السياسية
كتب - محمد السيد
قالت الدكتورة منال العبسى، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر: إن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لكافة أطياف المجتمع المصرى لإجراء حوار وطنى شامل، يأتى فى إطار دخول مصر إلى الجمهورية الجديدة التى تقوم على بناء حياة سياسية وحزبية جديدة، تتضافر فيها جهود الأحزاب وكل القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى ومنظمات الحقوقية والنخب والمفكرين، على مائدة حوار شاملة تضمن فتح نقاش موسع حول القضايا والموضوعات المتعلقة بالدولة المصرية. وأكدت أن الهدف الرئيسى للحوار الوطنى هو السعى نحو إيجاد حلول عملية يمكن تطبيقها على أرض الواقع لحل المشكلات والعقبات التى تواجه المواطنين، لا سيما فى ظل وجود أزمة اقتصادية يعانى منها العالم أجمع وليس تأثيراتها مقتصرة على مصر فقط، مشيرة إلى أن مائدة الحوار الوطنى مدعو إليها عدد كبير من النخب السياسية التى تضمن خروج توصيات ونتائج للحوار تتماشى مع مخططات وأهداف الدولة نحو الدخول الجديدة التى تحتاج لأفكار وأساليب فكر وعمل مختلفة وغير نمطية. وفيما يتعلق بأجندة الحوار الوطني، طالبت العبسى، أن يكون ملف المرأة ضمن الأولويات على مائدة الحوار لاسيما ملف الأحوال الشخصية، ومحاولة الوصول إلى تسريع يحقق الرضا لدى الطرفين ويحقق المعادلة الصعبة التى طالما فشل القانون الحالى فى حلها من أجل تحقيق مصلحة الطفل فى المقام الأول. وتابعت: التشريعات المتعلقة بالمرأة بحاجة إلى المراجعة تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى المستمرة على ضرورة إعادة النظر فى بنودها بما يحفظ للمرأة حقوقها وكرامتها وقيمتها داخل المجتمع، فقوانين العقوبات الخاصة لمواجهة الظواهر التى تسيئ للمرأة داخل المجتمع بحاجة إلى إعادة تقييم.. وأضافت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن الحوار الوطنى فرصة إيجابية للأحزاب للنهوض بالحالة السياسية فى مصر ومواجهة الركود الذى طال الحياة الحزبية لسنوات عديدة، قائلة: الرئيس اليوم يدعو الجميع للجلوس على مائدة واحدة ويستمعوا لأفكار وآراء ورؤى كافة فئات وشرائح المجتمع، ما يعد فرصة ذهبية لا بد وأن يتمسك بها كل حزب ويعلو بها عن تحقيق المصلحة الفردية والنظر معًا إلى خندق واحد وهو الوطن وإعلاء المصلحة العامة.