تشهد معركة انتخابات الوفد حالة من التوتر والتقلبات، حيث تم بث تسجيلات صوتية نسبت إلى بعض أعضاء الحزب تتضمن وقائع ماسة بالشرف والاعتبار لقيادات وفدية وسيدات وفديات، مستغلين استعدادات الحزب لإجراء الانتخابات على رئاسته المزمع عقدها 11 مارس الجارى بغرض إحداث فوضى. على نحو يهدد استقرار الحزب الأمر الذى دفع أبوشقة رئيس حزب الوفد، لإصدار قرار بتجميد عضوية، أعضاء الحزب المسئولين عن نشر التسريبات التى تم تداولها مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعى وتتضمن وقائع سب وقذف فى حق عدد من قيادات الحزب على رأسهم أبوشقة. الشائعات امتدت أيضا لتصل الى انسحاب د.هانى سرى الدين نائب رئس حزب الوفد فى حين أنه لم يتقدم بأوراق ترشحه على رئاسة الحزب من الأساس، موضحا أنه فضل عدم المشاركة فى معركة انتخابية تفتقد لأدنى قواعد النزاهة والشفافية، وليس أدل على ذلك من عدم وجود بيانات واضحة للجمعية العمومية للوفد، فضلا عن تشكيل جميع اللجان بالتعيين من رئيس الحزب رغم أن اللائحة تحدد شروطا استثنائية لذلك حسبما قال سرى الدين، مضيفا إنه قرر عدم المشاركة فى هذه الانتخابات احتراما لجموع الوفديين، موضحا أن هذا ليس انسحابا من معركة وانما احترام لكيان عظيم. وأوضح الدكتور وجدى زين الدين، عضو الهيئة العليا للوفد ورئيس تحرير الوفد وعضو اللجنة المشرفة على انتخابات رئاسة الحزب، أن الدكتور هانى سرى الدين لم يتقدم للانتخابات حتى ينسحب، قائلًا: «نحن نكن له كل احترام والتقدير، ولكنه برغم كونه نائب رئيس الحزب ورئيس مجلس إدارة جريدة الوفد، لم يحضر لمقر الحزب منذ 9 شهور، وبالتالى لا يوجد أى مرشح منسحب». وأكد زين الدين أن هناك ضوابط وضعتها اللجنة المشرفة على الانتخابات، وأنها على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأن الجميع حريص على خروج العملية الانتخابية بصورة ديمقراطية وشفافة، كما عاهدوا عليه فى انتخابات حزب الوفد منذ سعد زغلول. من جانبه أكد ياسر قورة المرشح للانتخابات، أن حزب الوفد من أعرق الأحزاب فى العالم، ولا بد أن تجرى الانتخابات بصورة تليق به، وأن كل أعضاء حزب الوفد ينتمون لكيان عظيم يشيد الجميع بتاريخه ومواقفه السياسية، ودائمًا هو حزب داعم للشعب وللدولة المصرية، ولم يتخذ يومًا موقفًا سلبيًا ضد إرادة الشارع المصرى والصالح العام لمصر، وأنه سيستكمل تلك المسيرة. وأعرب قورة عن رغبته فى الاستمرار فى حزب الوفد سواء على مقعد كرسى الرئاسة أو أى مقعد آخر، قائلا: «فى الآخر نحن جميعًا ندعم حزب الوفد، ونخدم مصر فى أى موقع، وجميعنا نقف خلف الدولة وداعمين لها». ولفت إلى ضرورة وجود تنافس انتخابى وليس صراعا سياسيا، وأن الجميع سيهنئ الفائز، لأن الجميع يجتمع تحت راية واحدة، ويهدف إلى رفع راية الوفد وبالتالى رفع راية مصر، لأن الوفد عصب من أعصاب الأمة المصرية، ولا يمكن أن توجد سياسة دون حزب الوفد، وبالتالى إذا لم يكن هناك حزب الوفد لا توجد حياة سياسية فى مصر. ودعا قورة أعضاء الهيئة الوفدية إلى النزول والتواجد والإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الحزب، وعدم الانصياع إلى من يقول إن النتيجة محسومة، لأنه ليس هناك حسم فى الانتخابات، وإنما الصندوق وحده يحسم النتيجة، لأن من ينصاع لذلك يهدر حقه فى إبداء رأيه فى مستقبل الوفد. وقال عبدالسند يمامة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إنه يتطلع لإعادة حزب الوفد إلى مكانته السابقة لافتا الى أنه قرر إعلان ترشحه لرئاسة الحزب الوفد العريق لعدة أسباب، منها ما هو قانونى وسياسي، مؤكدًا أنه خلال السنوات الأربع الماضية اختفى تأثير الوفد من الساحة المصرية، وذلك بسبب عدم احترام نصوص لائحة الحزب. وأضاف يمامة أنه خلال الفترة الماضية ظهرت العديد من المعوقات أمام ظهور الحزب فى وضعه الطبيعى، وكان على رأسها غياب التأثير على المجتمع، موضحًا أن الديمقراطية ليست كلمة تقال دون أن يتم فهم معناها، لافتا إلى أنه لا يجب أن يختصر الحزب فى شخص أو مجموعة من الأشخاص، ولكن يجب أن يكون هناك حزب مؤسسي، ونظام عمل معروف حتى يستمر التأثير حتى وإن اختفى الأشخاص.