حورمحب (1319 ق.م حتى 1292 ق.م,)

حورمحب آخر فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة فى تاريخ مصر القديم، سبقه الملك آى وتبعه الملك رمسيس الأول.
اسمه الكامل حورمحب ميرى أمون ومعناه «حور فى عيد، محبوب أمون».
يعرف القليل عن خلفية الفرعون حورمحب.ووفقا لعالم المصريات الفرنسى نيكولاس جريمال (من السوربون) ان أوائل وظيفة حورمحب السياسية بدأت فى ظل توت عنخ آمون حيث إنه مبين إلى جانب الملك فى مصلى قبر حورمحب فى ممفيس (منطقة سقارة)، فى أوائل حياته السياسية، كان بمثابة «المتحدث الملكى الخارجى باسم مصر» وقاد شخصيا إحدى البعثات الدبلوماسية لزيارة حكام النوبة، وسرعان ما ارتفع حورمحب فى الأهمية فى ظل توت عنخ آمون، وأصبح القائد العام للجيش، ومستشار فرعون.
والأدلة التاريخية تشير إلى وجود وزيرين لتوت عنخ أمون أحدهما خپر خپرو رع آى (آى) والآخر كان (حورمحب) وهناك أدلة أثرية تؤكد أنه بعد وفاة توت عنخ أمون أستلم الوزير( آى) مقاليد الحكم لفترة قصيرة ليحل محله الوزير الثانى حورمحب.
بدأ حور محب بعد أن أصبح حاكم مصر، سلسلة شاملة من الإصلاحات الداخلية لكبح إساءة استخدام السلطة والامتيازات التى كانت قد بدأت فى ظل اخناتون، واستطاع حور محب أعادة الاستقرار إلى مصر بعد فترة من الفوضى، وضرب بيد من حديد على أيدى العابثين والمفسدين فى الدولة المصرية آنذاك، وعين القضاة وأعاد السلطات الدينية المحلية وقسم السلطة.
وأعاد الانضباط إلى الإدارة الحكومية، وأعاد المركزية والهيبة للدولة،فكان الملك حورمحب أول من وضع تشريعات وقوانين لتنظيم حياة العامة فى التاريخ واهتم بإصدار العديد من القوانين التى تنظم العلاقة بين الفرد والسلطة الحاكمة ولقد أصدر حور محب مرسوما مهما ينص على الإجراءات والقوانين اللازمة لحماية الأملاك الخاصة وطرق المواصلات للتخلص من مظاهر الإبتزاز العنيف، وإعادة تنظيم هيكل المناطق العسكرية، والمجالس الإدارية بالأقاليم. واعاد بناء القوات المسلحة بعد ان أفقدت سياسة أخناتون مصر إمبراطوريتها التى أسسها تحتمس الأول وتحتمس الثالث، ومن المعتقد أنه قام بقيادة بعض العمليات الحربية بغية تدعيم البقية الباقية من الإمبراطورية.
ومن الآثار العظيمة التى تركها حور محب هى، معبد جبل عاد فيما بين وادى حلفا وأبوسنبل، وبهو الاحتفالات فى معبد الأقصر حيث كانت تقام فى هذا المكان أعياد الإله واحتفالاته وكانت جميع جدران المعبد فى الأصل مزينة بالنقوش الرائعة.كما أقام، مقبرته المتسعة الرائعة والمنحوتة فى وادى الملوك، وجدران المقبرة مصورة بالنقش البارز ودون هذا الملك لأول مرة «كتاب الدهاليز، وهو عبارة عن إحياء رمزى لبعث الشمس..
وشيد كذلك فى سقارة بناءه الجنائزى الضخم الذى اكتشف حديثا ومن نقوشه البارزة المتدفقة بالحيوية والتى تخلد أعماله فى شمال مصر وجنوبها، كما نحت تماثيله الجميلة التى كان على هيئة «الكاتب» فى كل من طيبة ومنف. ومن الأعمال العظيمة التى قام بها حورمحب هو، اختياره رفيقه فى الجيش الوزير رمسيس كخليفة له على العرش (الملك رمسيس الأول بعد ذلك)، والذى أسس الأسرة التاسعة عشرة وحكم البلاد لمدة عامين فقط بسبب تقدمه فى العمر وقت اعتلائه العرش، وهو جد الفرعون العظيم رمسيس الثانى بطل الحرب والسلام الأول فى التاريخ. وهكذا فتح حور محب لمصر صفحة جديدة من تاريخها المجيد بهذا الاختيار.