فى خطوة للحفاظ على زعامته فى حركة النهضة الإخوانية فى تونس، قام رئيس حركة النهضة الإسلامية بالتضحية بالوطن من أجل الابقاء فى السلطة مثلما فعلت اخوان مصر حيث أقال رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشى أعضاء المكتب التنفيذى للحركة بحجة إدخال إصلاحات على هياكل الحزب وإعادة تكوين المكتب التنفيذى بما يتناسب مع مقتضيات المرحلة . ووصف خبراء فى شئون الحركات الإسلامية قرارات الغنوشى الأخيرة بأنها «تغريدة البجعة» التى تطلقها عندما تستعد للموت فتطلق صرختها الأخيرة ثم تموت، وهذا ما فعله الغنوشى بعد فشله فى تقديم نفسه زعيما من جديد واستبعاد المعارضين له وكذلك الأصوات التى تطالب بإقالته وعزله من منصبه. قال طارق أبوالسعد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ان قرارات راشد الغنوشى الاخيرة بإقالة أعضاء المكتب التنفيذى لحركة النهضة، تشير إلى عمق الخلافات داخل صفوف النهضة العليا، كما أنها كشفت عجز الغنوشى وفشله فى تقديم نفسه زعيما من جديد. وأضاف: الغنوشى يعانى من توابع زلزال 25 يوليو لان الصف الاخوانى فى الحركة يرى أن ما وقع يعود على الغنوشى وهناك مطالب باستبعاده من القيادة خصوصا أن نص المادة 31 فى اللائحة الداخلية للحزب يمنع رئاسته لأكثر من دورتين وهو يريد إسكات كل الأصوات التى تطالب بالاستقالة ويحاول ترضية مجلس الشورى بإلقاء التهمة أو إيجاد ضحية يلقى عليها كل التهم وهى المكتب التنفيذى للحركة. وتابع يحرص الغنوشى على أن يكون الرجل الأول والوحيد المقبول دوليا ولا يقبل ان يكون «أربكان» الحياة السياسية فى تونس ويضحى بنفسه من أجل الحزب حتى لو قدم تلاميذه عليه لكنه مثل اخوان مصر يمكن أن يضحى بالجماعة كلها من أجل أن يظل فى السلطة، وأصدر قرار الحل لأسباب داخلية لكنها ذات بعد تونسى شديد مشيرا الى انه دخل فى صراعات مع أجنحة متعددة داخل الحركة، وربما سنسمع قريباً الكثير من الاستقالات وسيتحول حزب النهضة بعدها إلى حزب تقليدى ضعيف، ولن يتبقى معه إلا أعداد قليلة من الصقور القدامى فاقدى الفاعلية فى الحياة السياسية أو فى مسارات النهضة المستقبلية. وقال مصطفى زهران الباحث فى شئون الحركات الاسلامية إن قرارات راشد الغنوشى الاخيرة هى بمثابة تغريدة البجعة، وذلك عندما تستعد للموت تطلق صرختها الأخيرة ثم تموت والاجراءات التى اتخذها قيس سعيد والتصعيد المتواصل لا يعنى الا ان الغنوشى يضع النهضة على رأس المقصلة، مضيفا «اتوقع ان يحل قيس سعيد حزب الحركة وان النهضة باتت ايامها معدودة فى المشهد التونسي». وأشار زهران إلى أن قرارات الغنوشى جاءت ضمن مجموعة إجراءات قام بها لاستبعاد المعارضين له والأصوات التى تطالب بإقالته وعزله من منصبه بعد فشله فى تقديم نفسه زعيما من جديد، لافتا أن الغنوشى يحرص على أن يكون هو عراب المصالحة مع الرئيس قيس سعيد إذا ما سمح بالحوار مع الأحزاب السياسية ويخشى صعود أى شخصية قوية فى الحزب.