لغة الجينات 60

رغم انتشار حالة الجحود ونكران الجميل التى نعيش فيها ونتألم منها يوميا.. يبقى العطاء فريضة واجبة.. الجحود والعطاء أبرز صفتين ممكن تتعرف منهما على أصحاب الجينات الأصلية والخبيثة.
«الشخص الجاحد» فى الظاهر هو شخص متكبر لا يعترف بالفضل والجميل الذى يقدّم له، وفى الباطن هومُنكر للنعمة، شخص سلبيّ جحوده نابع من شخصيته ذاتها، وليس من البيئة المحيطة، أو الظروف التى يتعرّض لها.
«الجاحد» فى الظاهر يعُدّ نفسه صاحب الفضل فى كلّ الأشياء والأمور الجيدة التى حصلت معه، وفى الباطن يعتقد أن كلّ خير ومنفعة يقدِّمها له غيره، هى من واجباتهم، ويظنُّ أنهم مجبورون على خدمته، وهو شخص فى غاية السلبية، ولا يحب التعاوُن مع الآخرين ومشاركتهم فى همومهم وأحزانهم، ومعاونتهم فى مشاكلهم.
وفى التاريخ لن تجد أجحد من «النضيرة» بنت الضيزن بن معاوية من قبيلة قضاعة العربية الجذور، وكان ملكًا بين دجلة والفرات بجبال تكريت على ما كان يسمى «مملكة الحضر».
»النضيرة» فى الظاهر ابنة ملك وجميلة الجميلات الجميع يسعى لخدمتها.. وفى الباطن تمتلك جينات خبيثة يملأها الجحود حتى لأقرب الناس إليها.. أبوها.
«النضيرة» سلمت أباها والمملكة لعدوها لتحقق رغباتها، خانت الجميع من أجل ما تريد.. مملكة أبيها كانت محاصرة لسنوات من «سابور» ملك الفرس.
فى الظاهر المملكة ستظل صامدة فحصونها قوية... وفى الباطن هناك نقطة ضعف وحيدة.. ممر سرى يؤدى إلى القصر مباشرة.
»النضيرة» صعدت إلى الأسوار فرأت سابور وأحبته.. فأرسلت إليه بالسر وطلبت منه أن يقتل أباها وتكون مكافأتها الزواج منه.
اقتحم «سابور» المملكة وقتل أباها وتزوجها.. ثم أمر بقتلها.. لم يطمئن لها.. فمن تعود على الجحود والخيانة لا أمان له. نكمل غدا