كتب - خالد عبدالخالق وحماده الكحلي ومصطفي أمين ومحمد بناية ووكالات الأنباء شهدت القاهرة أمس اجتماعين مهمين للنظر فى تطورات الأزمة السورية الأول لدول مجلس التعاون الخليجى الست التى قررت طرد سفراء سوريا، والثانى لوزراء الخارجية العرب. وأكد مصدر بالجامعة العربية أن الاجتماع الخليجى بحث ما انتهى إليه الأمر بعد اخفاق مجلس الأمن فى استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الأزمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية أن يوجد وضع جديد لحل هذه الأزمة أو يؤسس على مسيرة أخرى أو منظور آخر. من ناحية أخرى قدم رئيس بعثة المراقبين العرب والفريق مصطفى الدالى استقالته قبل بداية الاجتماع الوزارى واوضحت المصادر أنه قدم الاستقالة بعد عقد اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجى. أوضحت المصادر ل«روزاليوسف» أن الأمين العام قدم اسمين ليتم تكليف أحدهما للعمل كمبعوث للأمين العام بشأن الأزمة السورية وهما عبدالله الخطيب وزير خارجية الأردن الأسبق والسفير هانى خلاف رئيس بعثة الجامعة العربية بالعراق سابقًا وحتى الآن والجريدة ماثلة للطبع لن يتم توافق أو اختيار أى منهما للعمل بهذه المهمة. وأشارت مصادر صحفية إلى أن من المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء العرب عدة اقتراحات من بينها تشكيل بعثة مراقبة مشتركة من الدول العربية والأممالمتحدة تحل محل بعثة المراقبين التى شكلتها جامعة الدول العربية وأوقفت عملها نهاية الشهر الماضي. وقالت مصادر مطلعة: إن الجامعة تتجه لتشكيل بعثة جديدة من ثلاثة آلاف مراقب تحمل صبغة دولية بإشراف الجامعة العربية وستضم البعثة الجديدة مراقبين من دول عربية وإسلامية وأجنبية وستزود بمعدات وآليات وأدوات أكثر قدرة وتطوراً. ومن بين المقترحات كذلك التى سيناقشها الوزراء العرب حسب مصادر بالجامعة العربية أن يكون هناك مبعوث من الأممالمتحدة ومن الجامعة العربية للتعامل مع الملف السوري. هذا فى الوقت الذى أكد فيه أحمد رمضان عضو المكتب التنفيذى للمجلس الوطنى السورى أنه يتوقع أن يصدر اعترافاً عربياً قريبًا بالمجلس. مشدداً على أن لديهم اعتراف عربى سيتم فى وقت قريب. فيما أكدت مصادر دبلوماسية أن الاجتماع الخليجى سيدعم مذكرة تقدمت بها المملكة العربية السعودية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحتوى نفس نص مشروع القرار الذى رفض مجلس الأمن تمريره قبل أسبوع بسبب الفيتو الروسى الصيني. ويشمل المشروع عدة أمور من بينها الوقف الفورى للعنف ودعم إقامة حكومة وطنية والدعم الكامل لمبادرة الجامعة العربية التى تطالب بتنحى الرئيس السورى بشار الأسد وتفويضه قائمة صلاحياته إلى نائبه لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين. ومن المتوقع أن ينافس وزراء الخارجية العرب مقترحات وزراء مجلس التعاون خاصة مع وجود حالة بين الدول الخليجية والجزائر والسودان واليمن حولها البند المتعلق بطرد سفراء النظام السوري. ذكر نشطاء أن 45 شخصاً على الأقل قتلوا أمس الأول كما قتل عميداً فى الجيش السورى فى دمشق. ووقع أغلب الضحايا فى حى بابا عمرو حيث تتركز الاحتجاجات ضد الحكومة، إلا أن السكان يقولون: إن منطقة الإنشاءات شهدت أيضاً إطلاق نار كثيف. ويقول النشطاء إن أكثر من 400 شخص قتلوا منذ أن بدأت القوات الحكومية حملتها على مدينة حمص السبت قبل الماضى ودخلت القوات السورية بلدة الزبدانى خارج العاصمة دمشق. فيما أعلن العميد أحمد مصطفى الشيخ عن تشكيل المجلس العسكرى الثورى الأعلى للتحرير سوريا من أجل المساهمة مع شعبنا فى تحرير البلاد واسقاط نظام القتل والإبادة ومحاسبة جميع عناصره عن الجرائم التى ارتكبوها ويرتكبونها. فيما أعرب حسن هانى زادة الخبير فى شئون الشرق الأوسط عن اعتقاده عن انفصال الكثير من أبناء الجيش السورى والانضمام إلى القو،ات المعروفة باسم جيش التحرير السوري. من جانبه انتقد السفير السورى بالقاهرة يوسف الأحمد موقف تركيا وبعض البلاد العربية تجاه الأزمة السورية واصفا تركيا ورئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بأنهما يتعريان حتى من ورقة التوت. وأضاف فى تصريحات صحفية «لقد ناضلنا كثيرا حتى تخلصنا من الاستعمار العثمانى وليس بإمكاننا أن نستعيد هذه الذكريات الأليمة ثانية زاعما أن الوضع فى سوريا يسير فى الاتجاه الصحيح وأنها ستنتصر ضد كل التحديات التى تواجهها وضد التيار الأمريكى الصهيونى والخليجيين وبعض العرب». ووصف السفير السورى بالقاهرة دولة قطر بأنها «رأس الحربة» فى العدوان على الدول العربية وأن أميرها ورئيس وزرائها جسرا يعبر عليه العدوان الأمريكى الاسرائيلى على الوطن العربي، متسائلا: «كيف لدولة تحتوى على قاعدة عسكرية أمريكية يفوق عدد الأعداء الأمريكيين بها أكبر من عدد سكان هذه الدولة أن تقدم النصائح لدولة عربية أخري؟، واصفا إياها بالمتآمرة الخادمة للمخططات الأمريكية الصهيونية. ووصف السفير السورى بالقاهرة القتلى الذين يسقطون يوميا بالعصابات المسلحة التى تستهدف أمن مواطنى سوريا والذين يزجون بالأطفال الأبرياء حتى يظهر الجيش فى صورة الوحشي.