رامون باريسى الرئيس التنفيذى ل«دومينا» العالمية ل«روزاليوسف»: المقاصد السياحية فى مصر جاذبة للإيطاليين

حوار - محمد زكريا

بات جليًا أن صناعة السياحة والطيران تمر بمرحلة مخاض عسير منذ أزمة فيروس كورونا، ولا أحد على وجه اليقين يعلم متى ستنتهى تلك الأزمة، خاصة بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا، الأمر الذى دفع العديد من الدول الأوروبية الإعلان عن بداية الإغلاق، وعدم التفكير فى تخفيف قيود السفر، فى الوقت ذاته هناك مساع حثيثة وجهود مضنية يبذلها منظمو الرحلات الإيطاليين (مجموعة دومينا العالمية) لطمأنة السائح الإيطالى على الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية المتبعة فى مختلف المقاصد السياحية التى يرغبون السفر لها.
من أجل هذا كله أجرت «روزاليوسف» حوارًا مع رامون باريسى الرئيس التنفيذى لدومينا ترافل العالمية. وهى أكبر المستثمرين فى إيطاليا، إذ تمتلك 70 شركة منتشرة حول العالم، برأس مال قدره 3 مليارات دولار، وتستحوذ على النصيب الأكبر من إجمالى السياحة الإيطالية الوافدة لشرم الشيخ.
«باريسى» قال خلال حواره معنا: إن مصر نفذت مشروعات بنية تحتية ضخمة فى فترة زمنية وجيزة، وأنه لا بد من إطلاق حملة ترويجية تركز على أبراز معالم مصر السياحية، خاصة منطقة البحر الأحمر، كونها وجهة سياحية آمنة وشبه خالية من الإصابات بفيروس كورونا، بحسب قوله.
وتطرقنا خلال حوارنا مع «باريسى» إلى العديد من الملفات والقضايا السياحية المهمة وإلى نص الحوار.
■ هناك وقفات احتجاجية للعديد من الاتحادات والوكالات السياحية ومنظمى الرحلات بأوروبا لاسيما الإيطالية ضد الإجراءات المرتبطة بجائحة «كوفيد 19» والمطالبة باستئناف الحركة السياحية الإيطالية لمختلف المقاصد السياحية. خاصة فى ظل إعلان إفلاس العديد من منظمى الرحلات والشركات السياحية الأوروبية من بينها الإيطالية بسبب جائحة كورونا.. هل تتوقع أن تستجيب الحكومة الإيطالية لتلك الطلبات؟
- الأزمة الحالية ليست فى صناعة السفر بإيطاليا فحسب، بل هى جائحة تواجه العالم أجمع، وتقدم الحكومة الإيطالية الكثير من المُساهمات، ولا تزال مُستمرة فى ذلك، حتى لو لم تكن مساهمات كبيرة، ووفقاً لقرار السلطات الايطالية من المقرر أن ينتهى قرار الإغلاق فى 6 أبريل المقبل، واعتبارًا من هذا التاريخ ستكون لدينا نسبيًا رؤية واضحة حول كيف سيكون الوضع مستقبلًا، كما أننا لا نستطيع التنبؤ بتمديد تلك الفترة أم لا.
■ ما خطة منظمى رحلات السياحة الإيطالية لمواجهة جائحة «كوفيد-19»؟
- نسعى للترويج لمفهوم «المقاصد السياحية الآمنة» وهى مقاصد خالية من كوفيد 19؛ نحاول تعريف السائحين بها ليتمكنوا من السفر إليها بأمان تام.
■ من وجهة نظرك ما أفضل الخطط التسويقية التى يمكن أن تجذب السياح الإيطاليين فى الوضع الحالى لمصر؟ وما أكثر المدن الايطالية التى يرغب مواطنيها المجىء إلى مصر؟
- أنصح المختصين القائمين على وضع السياسات والخطط التسويقية والترويجية للمقاصد السياحية المصرية ضرورة التركيز خلال الفترة الحالية على إبراز مصر كمقصد سياحى آمن، وخاصة منطقة البحر الأحمر، كونها وجهة سياحية شبه خالية من معدلات الإصابات بفيروس كورونا. ويحدث هذا بالإعلان والتعريف أن البحر الأحمر تطبق المعايير والإجراءات الاحترازية الصحية العالمية، لمواجهة فيروس كورونا.
أمّا بالنسبة لأكثر المدن الإيطالية التى يسافر مواطنيها إلى مصر فهى 9 مدن، ميلان وبرجامو وفيرونا وبولونيا وروما ونابولى وبارى وسردينيا وصقلية.
■ ما المنتجات السياحية التى تجذب السائح الإيطالى إلى مصر؟
- تتمتع مصر بعنصرى قوة، توافر المنتج الثقافى، وشواطئ البحر الجاذبة للعطلات السياحية. وتستطيع مصر تقديم منتجات سياحية أوسع نطاقاً تستهدف شرائح أكثر، مثل منتج السياحة الصحية، ومنتج سياحة التجميل. وتلك المنتجات يمكن تطويرها لتلبى احتياجات السائح الإيطالى.
وهنا أذكر مثلاً بعض المقاصد فى أوروبا تقوم بهذا الأمر، مثل كرواتيا، إذ قامت بتطوير منتجات سياحية جديدة مثل سياحة زيارة عيادات الأسنان مع التعرف على مقومات الجذب السياحى بكرواتيا. وأيضا تركيا التى طورت منتجات سياحية جديدة مثل دعوة السائح الايطالى لزيارة تركيا مع القيام بزراعة الشعر.
■ ما الذى يمكن تقديمه من الجانب المصرى لمساعدة منظمى الرحلات الإيطاليين لزيادة معدلات حركة السياحة الآتية من السوق الإيطالية؟
- هناك عنصران مهمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض هو التعاون مع منظمى الرحلات الذين يقومون بتحمل المخاطرة فى زيادة أعداد الطيران العارض، والمشاركة فى زيادة حجم الأنشطة الترويجية بهدف المساهمة فى ملء تلك الطائرات التى يتحمل فقط منظمو الرحلات المخاطرة بمفردهم.
من بين تلك الأدوات الترويجية دعم ورش العمل المتخصصة التى تستهدف بائعى الرحلات السياحية بإيطاليا وتدريبهم على كيفية إقناع عملائهم على اختيار المقصد السياحى المصرى وعرض مستجدات المنتجات السياحية بالبحر الأحمر، ودعوة شركات السياحة الإيطالية لزيارة المقصد بهدف الترويج لمنتج معين.
أما على الجانب الجماهيرى فمن الممكن القيام بعمل مسابقات للسائح الإيطالى عن مقصد السياحة الشاطئية عبر الراديو، وإقامة حملات تليفزيونية يتم بثها أثناء البرامج الحوارية بالمحطات الإيطالية تعرض رسائل مباشرة توضح الأمان الذى تتمتع به المقاصد السياحية المختلفة فى مصر والإجراءات الاحترازية بالمنتجعات والفنادق المصرية.
■ تتمتع مصر بالعديد من الفرص الاستثمارية السياحية، ولديها خطة طموحة لمشروعات سياحية ضخمة، كيف ترى ذلك من وجهة نظرك؟ وما المعوقات التى تواجه المستثمرين السياحيين الإيطاليين فى مصر؟
- مصر قامت بتنفيذ العديد من مشروعات البنية التحتية الضخمة فى فترة زمنية وجيزة كشبكات الطرق ومشاريع البنية التحتية وإقامة مجمعات سكنية جديدة فى المناطق السياحية إلى آخره من المشروعات وسيكون لها مردود إيجابى على مناخ الاستثمار.
ومن وجهة نظرى أرى أنه فى حال استمرار مصر فى تلك الخطوات، سيُصبح المستقبل آمنًا للغاية للراغبين فى الاستثمار بمصر.
أما بخصوص المعوقات التى تواجه المستثمرين فمن خلال تجربتى أرى أنه فى بعض الأحيان لا توجد مرونة كافية فى الاستيراد على سبيل المثال فهناك بعض المنتجات الضرورية لاحتياجات السائح الإيطالى بالمنتجعات السياحية غير متوفرة، فالسائح الإيطالى يفضل وجود مزيج بين المنتجات المصرية والإيطالية.
على الجانب الآخر أعتقد أن العمل على الواردات سيسهل بالتأكيد استثمار الشركات الإيطالية فى مصر نظرًا لقرب المسافة بين البلدين.
■ قمت بتنظيم رحلة تعريفية إلى شرم الشيخ لمنظمى الرحلات والشركات السياحية ووسائل الإعلام الإيطالية، ما الرسالة التى تريد إيصالها من وراء هذا الإجراء؟
- رسالتى هى أن الوضع الحالى لقطاع السياحة يتطلب إنشاء ممر آمن للسائحين، من بلدهم إلى وجهتهم السياحية (من بلد المنشأ وصولاً إلى بلد المقصد) من أجل إعادة إحياء القطاع بسرعة. وهدف إنشاء مثل تلك الممرات الآمنة بالتحديد يجعل السائح يشعر بالاطمئنان والقدرة على السفر لقضاء عطلته السياحية.
■ متى تخطط لبدء إعداد الرحلات السياحية من إيطاليا إلى شرم الشيخ؟
- نتابع باستمرار القرارات الحكومية الإيطالية، ولقد أُلغيت رحلاتنا على مدار العام الماضي، لكننا حاليًا نضطر إلى تأجيلها بشكل شهرى إلى أن تُصدر الحكومة الإيطالية قرارًا للسماح بالسفر، ففى اليوم الذى سوف تعلن فيه الحكومة الإيطالية استئناف الرحلات السياحية، سنطلق على الفور رحلاتنا وطائراتنا إلى شرم الشيخ.
■ لديكم استثمارات سياحية (مجموعة دومينا الدولية) فى جميع أنحاء العالم، ويعد النادى الإيطالى بشرم الشيخ الأكثر شهرة فى مصر هل تخطط لزيادة حجم استثماراتك فى الساحل الشمالى ومرسى علم؟
- بالفعل نعمل على تدشين وجهات سياحية جديدة فى مصر، لكننا فى الوقت الحالى نُفضل منطقة البحر الأحمر عن البحر المتوسط، فبالرُغم من أن منطقة البحر الأبيض المتوسط متصلة جيدًا بالقاهرة وأنها جميلة للغاية، إلا أن موسم السياحة بها أقصر بكثير (حوالى 4-5 أشهر) عن نظيره فى منطقة البحر الأحمر التى تتميز بموسمها الطويل.
كما أن سلسلة منتجعات وفنادق (دومينا كورال باى) تعد أول من ابتكرت فكرة النادى الإيطالى بمصر، وتعريف السائح الايطالى بشرم الشيخ، حيث نعمل كل يوم على تقديم أجود أنواع الخدمات الإيطالية المُتميزة للسائحين، ونُتيح لضيوفنا الاستمتاع بمزيج من الأجواء المصرية والإيطالية معا.
كما أننا لدينا أهداف ورؤى مستقبلية واضحة لتنفيذ مشاريع الاستدامة بشرم الشيخ لنصبح أول منتجع بيئى هناك، وبالفعل قمنا بتنفيذ بعض الاستثمارات، التى ستقودنا إلى تحقيق هذه الأهداف التى حددناها ومنها تنفذ مشروعات زراعية مثل زراعة الخضروات والفاكهة بمنطقة دومينا كورال باى بشرم الشيخ، ويقوم السائحين الإيطاليين بزيارة تلك المشروعات، وتحقيق اكتفاء ذاتى للمطاعم ومنها يأكل السائح الإيطالى الذى يفضل ذلك.