على الرغم من هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابى واعتقال ومقتل أغلب أعضائه إلا أن الكثير من «الداعشيات» وأطفال الدواعش عبارة عن قنابل جاهزة للانفجار ويشكلون خطرًا على العالم والمناطق التى يتواجدون بها، وهو ما أكدته التقارير الإعلامية حول العالم، بأن نساء الدواعش لايبدو عليهن أى علامات للندم ومراجعة الأفكار المتطرفة، بل تحاول بعضهن تنشئة أطفالهن كقنابل موقوتة، حيث تسعى ميليشيا «داعش» لنشر استراتيجيتها من خلال هؤلاء النساء والأطفال الذين أصبحوا عبارة عن قنابل موقوتة، بعدما تشبعوا بتدريبات وعقيدة العنف التى تلقوها فى معسكرات التنظيم بسوريا والعراق. مؤخرًا نشرت تقارير تلفزيونية هذه الصورة المأساوية، وفى نهاية الشهر الماضى، كانت صحيفة تايمز البريطانية، قد حذرت من أن جيلاً جديدًا من مقاتلى داعش ينشأ فى سوريا فى معسكر الهول، والأرامل والأيتام الذين تم منعهم من العودة إلى ديارهم من مخيمات اللاجئين لم يتلقوا سوى المرض والحرمان والعنف، وغياب التعليم عن الأطفال، الذين يتجمعون فى شكل عصابات تتقاتل أو ترمى الحراس المسلحين بالحجارة من أجل اللعب، والأولاد الأكبر سنًا الذين تعلموا الخبث بتعرضهم لمدارس داعش يهاجمون أحيانًا الأصغر سنًا، وفى بعض الأحيان يكون هناك اعتداء جنسى عنيف. «أشبال داعش» تم إعدادهم ليكونوا إرهابيين مفجرين انتحاريين وظهر ذلك من خلال أشرطة الفيديو الدعائية ل«داعش» أطفالًا صغارًا قاموا بقطع رؤوس بعض الأسرى وإطلاق النار على السجناء كما أن بعضهم قد تلقى سنوات من حشو الرؤوس بالأفكار المتطرفة وفى حالة الصبية الأكبر سنا يكونون قد تلقوا تدريبات عسكرية. وأكد خبراء فى شئون الجماعات الإرهابية أنهم لا يستبعدون ظهور جيل جديد من المتطرفين يحملون أفكار أكثر عنفًا خاصة أن هؤلاء الأطفال عاشوا فترة طويلة من الزمن فى ظل «دولة داعش». وقال عمرو فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإرهابية: إن أطفال داعش فى المخيمات يمثلون الجيل الجديد من التنظيم أكثر وحشية ودموية من آبائهم المؤسسين، ويتوقع أن يعتمد التنظيم على الأطفال والنساء لإعادة التمحور داخل المناطق الجغرافية التقليدية لما يسمونه «دولة الخلافة» فى سوريا والعراق. وأضاف: مازالت الحياة السائدة بين النساء الداعشيات فى المخيم هى نفسها الحياة التى عاشوها فى دولتهم الإسلامية المزعومة، حيث يقمن بدورات تدريب شرعية للنساء والأطفال وتعليمهم الشريعة والقرآن بحسب مقررات التنظيم الإرهابى وتفسيراته الخاصة، وكذلك تلقينهم الدروس على الاستمرار فى الجهاد وزرع العنف والانتقام فى نفوسهم وتكريس الكراهية ضد كل من لا يفكر مثلهم كما أنه داخل المخيم وقعت أحداث مثيرة مثل الإعدامات الميدانية بحق النساء اللواتى يخضن فى نقد ممارسات نساء داعش داخل المخيم وهو الأمر الذى تكرر فى حالات متفاوتة من خلال ما يعرف ب«نظام الحسبة».وواصل: المشكلة هى أن العدد الأكبر من هؤلاء الأطفال لا يملكون أوراقًا ثبوتية أصلا، وبعضهم توفيت أمه مع أبيه خلال الحرب مع تنظيم داعش الإرهابى وبقوا فى المخيمات لا يعرفون حقيقة نسبهم، وفى أغلب الحالات يصعب التوصل لعائلات وأقارب يمكن أن تتسلمها. واستكمل: هؤلاء الأطفال مدربون بشكل جيد على حمل واستخدام السلاح، كما أنهم يعتنقون فكرًا متطرفًا ورغبة عدائية تجاه المجتمع ما يجعلهم خطر لا بد من واجهته سريعًا، مطالبًا بضرورة تخصيص جزء من الأموال التى يتم انفاقها فى إطار الحرب على الإرهاب لمعالجة هذه الإشكالية. وتابع: يقبع نحو 74 ألف شخص فى مخيم الهول شمال سوريا 66% منهم من الأطفال وعدد الأطفال فى المخيم يزيد على 12 ألف طفل معظمهم من جنسيات أجنبية وترفض بلدانهم استقبالهم لأسباب أمنية ويعيش جميعهم مع أمهاتهم من نساء التنظيم المتشبهات بأفكاره ولا بدّ من التعامل مع الواقع والتحلى بالصبر لإتمام عملية تفكيك اللغم وضرورة إعلان استراتيجية دولية موحدة لتنفيذ تلك الإجراءات تحفظ الأمن وحقوق الإنسان فى الوقت ذاته. وأكد منير أديب، الباحث فى شئون الحركات الإرهابية، أن مخيم الهول بأطفاله ونسائه عبارة عن قنبلة موقوتة جاهزة للاشتعال فى أى وقت، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولى رفض استقبالهم ولا بد من التعامل معهم وفق برامج تربوية واكتفى المجتمع الدولى بإلقائه بمخيم الهول تحت حراسة ضعيفة. وتابع: أطفال داعش هم مشاريع للتطرف مرة أخرى يعيشون مع أمهاتهم وما زالوا يؤمنون بأفكار التنظيم المتطرف وهم يقومون على تربيتهم ورعايتهم تحت مظلة العنف والإرهاب وهو الأمر الذى ينذر بظهور أبو بكر البغدادى مرة أخرى وظهور جيل أشد عنفا وإرهابا بسبب الأفكار التى تشبعوا بها.