وكيلة الشيوخ: تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة ملحة لمواكبة تطورات العصر وتحدياته    مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 للطلبة المصريين في الخارج    لهذا السبب.. فيلم "السلم والثعبان" يتصدر تريند "جوجل"    أخرج أشهر أفلام السبعينيات وتزوّج أربع مرات.. محطات من حياة حسام الدين مصطفى    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    وزيرة التخطيط تستقبل رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار لاستعراض مختلف ملفات التعاون المشترك    وزيرة التضامن تلتقي نائبة وزير خارجية تشيلي (تفاصيل)    المدرسة المصرية اليابانية بحدائق أكتوبر تستقبل وزيري التعليم بمصر واليابان وسفير اليابان بالقاهرة    سلطات الاحتلال الإسرائيلى تفرج عن 10 معتقلين من قطاع غزة    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    زيزو يصل نادى الزمالك للمشاركة فى مران المستبعدين من مباراة البنك الأهلي    وزير الرياضة يشهد مؤتمر إعلان البطولات العربية والأفريقية للترايثلون بالجلالة    كرّم الفنان سامح حسين.. وزير التعليم العالي يشهد انطلاق فعاليات «صالون القادة الثقافي»    الطقس غدا.. ارتفاع فى درجات الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 32 درجة    إحالة المتهم بالتعدى على الطفلة مريم بشبين القناطر للجنايات    تنفيذ صفقة جديدة علي شهادات الكربون وتعديل اسم السوق ليعكس استيعاب أدوات مالية جديدة    تراجع سعر الريال السعودى مقابل الجنيه فى ختام تعاملات اليوم الإثنين 5-5-2025    رئيس الوزراء يتابع خطوات تيسير إجراءات دخول السائحين بالمطارات والمنافذ المختلفة    كارول سماحة تقيم عزاء ثانيا لزوجها وليد مصطفى فى لبنان الخميس المقبل    القاهرة الإخبارية: أطفال غزة فى خطر.. و"الصحة" تطلق نداء استغاثة    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    محافظ الدقهلية يتفقد مستشفى المنصورة التخصصى ويوجه بتكثيف رعاية المرضى    محافظ الجيزة يتفقد فرع التأمين الصحى بمدينة 6 أكتوبر لمتابعة الخدمات المقدمة للمواطنين    نجم الزمالك السابق: نظام الدوري الجديد يفتقد التنافس بين جميع الأندية    منافس الأهلي.. بوسكيتس: لسنا على مستوى المنافسة وسنحاول عبور مجموعات كأس العالم    مدرب نيوكاسل: لن ننتظر الهدايا في صراع التأهل لدوري الأبطال    فرص وظائف بالمجلس الأعلى للجامعات بنظام التعاقد.. الشروط وموعد التقديم    جامعة بنها تحصد المراكز الأولى فى مهرجان إبداع -صور    أعدادهم بلغت 2.6 مليون.. أشرف صبحي: الطلاب قوتنا الحقيقية    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    لا يسري على هذه الفئات| قرار جمهوري بإصدار قانون العمل الجديد -نص كامل    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    القضاء والذكاء الاصطناعي.. انطلاق المؤتمر العربي الأول بمشاركة قيادات النيابة الإدارية    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    أمل عمار: النساء تواجه تهديدات متزايدة عبر الفضاء الرقمي    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    «وكيل الشباب بشمال سيناء» يتفقد الأندية الرياضية لبحث فرص الاستثمار    «الصحة» تنظم دورات تدريبية للتعامل مع التغييرات المناخية وعلاج الدرن    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    محافظ أسيوط يشيد بحصد فريق ملاكمة الناشئين فضيتين وبرونزيتين في بطولة الإسكندرية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    إعلام إسرائيلي: الحكومة تقرر عدم تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر    جامعة مايو تفتح ندوتها "الانتماء وقيم المواطنة" بكلمة داليا عبد الرحيم.. صور    «غير متزن».. وكيل «اتصالات النواب» تعلن رفضها صيغة مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة    وزير الخارجية العراقي يحذر من احتمال تطور الأوضاع في سوريا إلى صراع إقليمي    جامعة بنها تحصد عددا من المراكز الأولى فى مهرجان إبداع    الهند تحبط مخططا إرهابيا في قطاع بونش بإقليم جامو وكشمير    بدرية طلبة تتصدر الترند بعد إطلالاتها في مسرحية «ألف تيتة وتيتة»|صور    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    مصرع طالبة صعقًا بالكهرباء أثناء غسل الملابس بمنزلها في بسوهاج    توقعات الأبراج اليوم.. 3 أبراج تواجه أيامًا صعبة وضغوطًا ومفاجآت خلال الفترة المقبلة    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومي    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    بكام الشعير والأبيض؟.. أسعار الأرز اليوم الإثنين 5 مايو 2025 في أسواق الشرقية    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أطفال داعش" خلايا الإرهاب النائمة

الأطفال كلمة السر فى عودة ظهور تنظيم داعش.. حقيقة باتت واقعا لا تقبل الشك، خاصة أنهم أصبحوا يشكلون خلايا نائمة مستمرة لعقود من الزمن، وأيضا، لأنهم حجر الأساس فى استمرار أفكار التنظيم، وانتشارها، بالنظر إلى اقتداء الأطفال ببعضهم البعض، ومسارعتهم إلى تقليد ما هو غريب، وعنيف فى بعض الأحيان. ولعل ما يخدم التنظيم أن الحكومات لا تزال عاجزة عن وضع حلول جذرية لمشكلة «أشبال الخلافة المزعومة»، بعد نجاحها فى إلحاق هزائم عسكرية بداعش على الأرض، بجانب أنها لا تستطيع محاكمتهم لصغر سنهم، ولن تنجح فى إعادة تأهيلهم بسهولة، فى ضوء ما هو متعارف عليه من أن «التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر»، ولذا هناك صعوبة بالغة فى محو الأفكار المتطرفة، التى تم زرعها فى عقول آلاف الأطفال، عن طريق آبائهم الإرهابيين.
جاءت إدانة أحد المعلمين البريطانيين فى 2 مارس بتهمة تجنيد أطفال دواعش، لتزيد من حجم المأزق، الذى يواجهه العالم، خاصة أنها أظهرت بوضوح أن التنظيمات المتشددة اخترقت أيضا بعض المدارس الخاضعة لرقابة الحكومات، وأنها لن تتوانى عن فعل أى شيء لتحقيق أهدافها الإرهابية.
يبدو أن الحروب، التى شنها التحالف الدولى ضد «داعش»، سواء فى سوريا أو العراق، وفرت أيضا مخزونا إضافيا من «الأطفال الإرهابيين»، لأن هذه الحروب سببت دمارا واسعا، وشردت آلاف الأسر والعائلات، دون مأوى، ما يساعد فلول التنظيم فى تجنيد المزيد من العناصر المتطرفة.
ولعل تتبع مراحل إعداد الأطفال الإرهابيين يزيد أيضا من قتامة الصورة، إذ يتعمد داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، قتل براءتهم، على مرحلتين، الأولى، تقوم على زرع الحقد وكره الآخر فى نفوسهم، فيما الثانية تركز على عرض مشاهد قتل وذبح أمامهم، وتدريبهم على استخدام الأسلحة. ويبقى الأمر الأخطر، وهو قيام الإرهابيين بتبرير الجرائم الوحشية من منطلق ديني، ومحاولة تشويه معتقدات الدين الإسلامى فى عقول الأطفال، لضمان استمرار الأفكار المتطرفة السامة لعقود، وإجهاض جميع محاولات الحكومات والأطباء النفسيين، لتخليصهم منها، وهذا ما ظهر بوضوح فى واقعة المدرس البريطاني، عمر أحمد حقي، الذى عرض فيديوهات على الأطفال تتضمن «مشاهد عنف»، كما جعلهم «يمثلون دور إرهابيين» يطعنون ضباط شرطة. وحسب الشرطة البريطانية، فإن حقى (25 عاما)، حاول دفع أعداد كبيرة من الأطفال إلى التطرف، من أجل استغلالهم فى ارتكاب «هجمات ضد أهداف فى لندن». وأدانت محكمة «أولد بايلى» فى لندن، فى 2 مارس «حقى» بتهم استغلال عمله فى إحدى المدارس شرقى بريطانيا، ليعمل على تجنيد «جيش» من الأطفال بهدف «شن هجمات إرهابية». وقال دين هايدون رئيس وحدة مكافحة الإرهاب فى شرطة لندن: «كان حقى رجلا خطيرا، أراد أن يدبر عدة هجمات فى وقت واحد، تستخدم فيها الأسلحة النارية والخناجر والقنابل والسيارات الكبيرة لقتل أناس أبرياء».
وأضاف «استعدنا عددا من كتب التدريب من منزله، وكان واضحا من ملاحظاته التى دونها أن خطته كانت طويلة الأمد».
وتابع هايدون «حقى اعتزم تنفيذ خطته بعد سنوات، فى الوقت الذى قدّر فيه أنه سيكون قد انتهى من تدريب وامتلاك جيش من الجنود، بينهم أطفال».
واستطرد «عندما استجوب ضباط متخصصون الأطفال، تحدثوا عن قيام حقى بعرض فيديوهات عنف أمامهم، بما فى ذلك مشاهد إعدام».
وأضاف «الأطفال أبلغوا الشرطة أيضا كيف طلب منهم حقى لعب دور إرهابيين ورجال شرطة، والأطفال الذين يمثلون دور الإرهابيين عليهم أن يطعنوا ضباط الشرطة حتى الموت».
وأشار المسئول البريطانى إلى أن حقى هدد الأطفال بأن مصيرا عنيفا ينتظرهم إن هم أخبروا أحدا ما الذى يفعله. وحسب «رويترز»، تتعرض هيئة الرقابة على المدارس البريطانية «أوفستيد» لانتقادات شديدة، لأن المدرسة، التى كان يعمل بها حقي، حصلت على تصنيف «ممتاز»، بعد جولة تفتيش قامت بها الهيئة هناك. وكانت هيئة «أوفستيد»، أجرت فى 2015 تحقيقا شمل 21 مدرسة فى مدينة «برمنجهام» وسط بريطانيا، وأظهر أن بعض المدارس بالمدينة استعمل مناهج دراسية وضعت من منظور متطرف. وأشار التحقيق حينها إلى وجود شخصيات بارزة داخل بريطانيا دعمت جهودا لترسيخ ما سمته «التشدد الإسلامي» فى تلك المدارس، أو أنهم تعاونوا بطريقة غير مباشرة من خلال عدم رفضهم لتلك التوجهات داخل تلك المدارس، التى يشرفون عليها.
ذعر أوروبى
تتوالى التقارير الأوروبية، التى تكشف أمورا صادمة حول «الأطفال الدواعش»، ففى 13 نوفمبر 2017، نشرت شبكة «يورو نيوز» تقريرا للمركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، حول مشكلة المقاتلين الدواعش العائدين.
وأظهر التقرير أن هناك نقطة فى غاية الخطورة فى مشكلة العائدين، هى الأصعب بالنسبة للدول للتعامل معها، وهى شريحة الأطفال والمراهقين، الذين انضموا إلى «داعش» عبر الإنترنت، أو بعض الأطفال، ممن وُلدوا فى دولة الخلافة المزعومة، لأب أو أم يحملون جنسية إحدى الدول الأوروبية.
وحسب التقرير؛ فإن التعامل مع هؤلاء الأطفال يتطلب، وبشكل عاجل، استحداث آليات للسلامة العقلية والدعم الاجتماعى؛ لأن بعضهم درب على حمل السلاح والقتل، وخلص إلى القول: «إن أحد أصعب الأمور هو إعادة تأهيل الأطفال، الذين جندتهم الجماعات المتطرفة، فولاؤهم شبه مطلق للإرهابيين». وفى مطلع فبراير الماضي، قال رئيس جهاز المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن، إنه يريد من حكومة بلاده، إعادة النظر فى القوانين، التى تفرض قيودا على مراقبة القُصر، لمواجهة خطر أطفال المقاتلين المتشددين، الذين يعودون إلى البلاد على شكل «خلايا نائمة»، قد تنشط فى أى وقت.
وأبلغ ماسن «رويترز»، أن مسئولى الأمن يتأهبون لعودة مقاتلين من تنظيم داعش إلى ألمانيا مع أطفالهم الذين يحتمل أن يكونوا تعرضوا ل«غسل المخ».
وتابع «قرابة ألف شخص غادروا ألمانيا للانضمام إلى تنظيمات متشددة، ومع هزائم داعش فى الشرق الأوسط، يعود البعض من هؤلاء مع أفراد أسرهم».
وأشار ماسن إلى أن 290 رضيعا وطفلا رحلوا من ألمانيا أو ولدوا فى سوريا والعراق، عادوا إلى ألمانيا، ولا يزال كثير منهم على الأرجح فى الشرق الأوسط، أو ربما انتقلوا إلى أفغانستان مثلا، حيث لا يزال داعش هناك قويا.
وفيما تسارع الدول الأوروبية الخطى لمواجهة خطر الأطفال الدواعش العائدين، يكثف التنظيم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لتجنيد المزيد من الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى أساليبه المعتادة فى تجنيد الأطفال فى مناطق القتال، إذ قالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «داعش» فى سوريا والعراق كان يتعمد تجنيد الأطفال فى المرحلة العمرية ما بين 13 و17 عاما، كما عمل على إغرائهم بالمال والهدايا، للالتحاق بدوراته للتدريب، وفى الوقت عينه، قام التنظيم بترهيب أسر أولئك الأطفال.
وأضافت الوكالة، أن خطة داعش تقوم على إرسال الأطفال بعد انتهاء دوراتهم التدريبية لتنفيذ عمليات انتحارية، أو تركهم ينضجون لمرحلة مستقبلية، أو زرعهم كخلايا نائمة، تهدد بظهور جيل من الدواعش فى المستقبل، أكثر تطرفًا ودموية من الجيل الحالي.
وبصفة عامة؛ فإن الحرب على الإرهاب ركزت على استهداف البنية القتالية للتنظيمات المتشددة، وأغفلت أمورا أخرى تغذى الإرهابيين، وتضمن استمرارهم لعقود، وهى الأفكار المتطرفة فى عقول الأطفال، ما جعل «أشبال الخلافة المزعومة»، قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أية لحظة.
ويبقى الأمل معقودا على احتمال ابتكار علاج نفسى غير تقليدي، لإنقاذ الأطفال من براثن الإرهاب، فهل تنجح تجربة العراق فى استخدام الرسوم والألوان لمواجهة التطرف.
أكد عدد من الخبراء فى مصر، أن الأطفال التابعين لتنظيم داعش غير أسوياء ويحتاجون إلى علاج نفسى وإعادة تأهيل بشكل سريع، لأنهم بمثابة قنبلة موقوتة.
وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إنه يوجد عدد كبير من الأطفال الدواعش لأن الكثير من النساء اللاتى التحقن بالتنظيم وتزوجن بمقاتليه أنجبن منهم، كما أن بعضهن ذهبن حوامل إلى العراق أو سوريا واصطحبن معهن أطفالهن.
وأضاف فرويز فى تصريحات ل«البوابة نيوز»، أن أطفال داعش بعد مقتل الكثير من آبائهم الإرهابيين، فى حاجة ماسة إلى علاج نفسى ضخم لكى يعودوا إلى الحياة الطبيعية، ويستطيعوا التعامل بسلمية مع المجتمع، خاصة أن آباءهم الإرهابيين علموهم مفاهيم متطرفة، وجعلوهم يرون مشاهد القتل والدمار والذبح والإرهاب، وزرعوا داخل نفوسهم الإرهاب، لذلك إذا لم يتم علاجهم بطريقة صحيحة، لن يكونوا أسوياء، وسيشكلون خطورة كبيرة على المجتمع.
وأشار الطبيب النفسي، إلى أن أى إنسان طبيعى يحتاج إلى المأكل والملبس ومكان للنوم، ثم يأتى الأمر الثاني، وهو توفير الأمان له، والأمر الثالث هو توفير العمل وتوفير أدوات العمل والإبداع فى العمل، وكل هذه الأمور يجب توفيرها للإنسان حتى ينشأ تنشئة سوية، وفى حال عدم توافرها، سيكون إنسانا عنيفا وإرهابيا، وهذا الأمر حدث مع أطفال تنظيم «داعش»، لذلك يجب أثناء فترة التأهيل النفسى لهم، أن يتم توفير هذه الأمور لهم، حتى لا يشعروا بأى نقص.
وأضاف «فرويز»، أن الأطفال أبناء عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى ليس لهم أى ذنب فيما حدث، لأن أى إنسان يولد ولا يختار الأب والأم ولا المستوى الاجتماعى ولا الظروف، لذلك هؤلاء الأطفال ضحية ولا بد من التعامل معهم على هذا الأساس حتى تتم تنشئتهم تنشئة سليمة، خاصة أن آباءهم العناصر الإرهابية التى كانت فى التنظيم قاموا بغسيل مخ لهؤلاء الأبناء.
وتابع «هؤلاء الأطفال لا يعتبرون بشرا وهم هيكل إنسان، لأنهم لا يمتلكون أى نوع من أنواع الأمان، فهم منبوذون من قبل الشعوب التى حدثت على أراضيها الحرب على داعش، على الرغم من أن هذه الشعوب تعلم أن هؤلاء الأطفال ضحية».
وأشار فرويز إلى أنه يجب الإسراع فى عمل مركز تأهيل لهؤلاء الأطفال من أجل إعادة تأهليهم، فهؤلاء الأطفال يعانون الآن أمراضًا نفسية خطيرة للغاية، وقد تؤثر تأثيرا سلبيا فى المجتمع.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور هاشم بحري، استشارى الطب النفسي، إن الأطفال الدواعش يعانون شيئا يدعى «كرب الصدمة»، وهذا المرض النفسى عبارة عن أزمة نفسية أو صدمة كبرى تأتى للأطفال وللشباب بسبب الحروب، وهذا المرض أًصيب به أطفال تنظيم داعش، لأن آباءهم الإرهابيين كانوا يتعمدون إشراكهم فى المعارك الإرهابية التى يقومون بها، بل وكانوا يجعلونهم يشاهدون مناظر الذبح والقتل حتى يزرعوا فى نفوسهم حب التطرف والإرهاب.
وأضاف «بحري»، أن أطفال تنظيم داعش هم الضحية الأولى للصراعات والحروب التى حدثت طوال السنوات السابقة، ويجب على الشعوب تبنى مصير هؤلاء الأطفال، حتى لا يشكلوا خطرا على المجتمعات بسبب إرهابهم.
وأضاف الطبيب النفسي، أن الحل الوحيد لإنقاذ هؤلاء الأطفال هو أن يتم جمعهم فى مراكز نفسية خاصة، وتأهيلهم بعيدا عن الضياع الذى يعيشون فيه، خاصة أنهم يشكلون عبئا كبيرا على المجتمعين السورى والعراقي. وأشار إلى أن الأطفال الدواعش يشكلون تحديًا كبيرًا أمام المجتمع الغربي، وذلك لأن أغلبهم من جنسيات أوروبية واندمجوا فى صفوف التنظيم فى السنوات الأخيرة، وهذا الأمر يضع العالم الغربى فى مشكلة، وهى أن هؤلاء الأطفال من المحتمل أن يعودوا إلى أوطانهم الأصلية ويشكلوا خطرا كبيرا. وتابع الطبيب النفسي، أنه يجب عمل مراكز تأهيل فى أسرع وقت سواء داخل العراق أو سوريا أو فى الخارج لتأهيل هؤلاء الأطفال حتى يسترجعوا الثقة فى نفوسهم من جديد، ويجب اختيار أفضل الأطباء من جميع أنحاء العالم لتأهيلهم للحياة الطبيعية، ويأتى الدور الثانى وهو دور الإعلام فى جميع دول العالم لتوعية الناس بأن هؤلاء الأطفال قنابل موقوتة يجب الإسراع فى ضمهم إلى المجتمع، وإذا لم يحدث ذلك، سوف يشكلون تنظيما إرهابيا جديدا.
وبدوره، قال الدكتور محمد هاني، استشارى صحة نفسية وعلاقات أسرية وتعديل سلوك الأطفال، إن أطفال تنظيم «داعش»، الذين عثرت عليهم القوات العراقية والسورية تحت ركام الحرب أثناء عمليات تحرير المدن التى كانت تحت سيطرة التنظيم، نشأوا فى بيئة غير سوية، وتربوا على أفكار العنف والقتل.
وأضاف، أن ذنب هؤلاء الأطفال فى أعناق آبائهم، ويجب على الحكومات فى كل مكان جمعهم فى أماكن قابلة للعيش والراحة النفسية والتأهيل للحياة من خلال مراكز خاصة بالتأهيل، فهؤلاء الأطفال هم بذرة المستقبل ويجب أن تكون بذرة صالحة للحياة.
وأكد «هاني» ضرورة اختيار أماكن بعيدة عن ويلات الحرب، والاستعانة بأشخاص لا يعاملون هؤلاء الأطفال على أساس ذنب ذويهم، ويجب معاملتهم على أسس إنسانية سليمة. ومن جانبه، قال جمال أبو ذكري، الخبير الاستراتيجي، إن الأطفال التابعين لتنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على المجتمعات؛ لأنهم أبناء إرهابيين، وبالتالى تم التأثير فيهم بشكل سلبي، خاصة أن آباءهم عملوا لهم عمليات غسيل مخ بالكامل وزرعوا فى عقولهم الأفكار المتطرفة والإرهابية. وأضاف أبو ذكري، أنه لا بد من التعامل سريعا مع هؤلاء الأطفال، حتى تتم السيطرة على إرهابهم، كما أنه لا بد من وضع استراتيجية أمنية قوية للتصدى لخطرهم. وأخيرا، قال عبدالشكور عامر، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية والباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن أطفال تنظيم داعش يشكلون خطرا أمنيا كبيرا على سوريا والعراق والبلدان التى من الممكن أن يلجأوا إليها. وأضاف عامر فى تصريحات ل«البوابة نيوز»، أن أطفال داعش عبارة عن جيل ثانٍ من التنظيم، وإذا لم يتم التعامل معهم بشكل جيد سيصبحون أخطر من آبائهم.
فى محاولة لمواجهة خطر الأطفال الدواعش قبل فوات الأوان، لجأت الحكومة العراقية لعدة خيارات لإنقاذهم من براثن الإرهاب، كان أبرزها، استقبالهم فى مراكز إيواء، والاستعانة بالرسوم والألوان لمواجهة أفكارهم المتطرفة.
ففى 8 فبراير، أكدت وزارة العمل والشئون الاجتماعية العراقية، أنها استقبلت العديد من أطفال الدواعش من الأيتام فى مراكز إيواء تابعة للدولة.
وقال معاون مدير دائرة رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة فى الوزارة عامر الموسوى، فى بيان نشره موقع «عين العراق نيوز»، إن «دور إيواء تابعة لوزارة العمل استقبلت الأطفال الدواعش من عمر يوم واحد إلى 18 سنة»، لافتا إلى «وجود دور إيواء حسب الفئات العمرية للإناث والذكور فى بغداد والمحافظات».
وأشار الموسوى إلى وجود أكثر من 50 طفلا داعشيا حاليا فى دور إيواء، وأن هناك تنسيقا مع الجهات الرسمية للتعرف على ذويهم من خلال الفحوص المختبرية DNA، وتابع أن «أطفال الدواعش تم دمجهم فى دور الإيواء استنادا إلى أوامر قضائية»، مضيفا أن «الوزارة كلفت باحثين اجتماعيين بدراسة حالات أطفال الدواعش، واستطاعت الحد من التأثير السلبي، الذى غرسه التنظيم الإرهابى فى عقولهم- حسب تعبيره. وبجانب ما سبق، اتجهت الحكومة العراقية وبمساعدة أمريكية إلى أسلوب الرسومات لإعادة تأهيل الأطفال الدواعش، وقال تيرى وولف، مساعد المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لدى التحالف الدولى لمحاربة داعش، إنه يوجد فى مخيم «روانكة» فى شمال العراق أكثر من 1000 طفل كانوا يتبعون التنظيم الإرهابي، وهذا العدد كبير للغاية، خاصة أنهم يمثلون خطرا كبيرا بسبب النزعة الإرهابية، التى ترعرعوا عليها طوال السنوات الماضية، موضحا أنه يتم حاليًا تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل نفسى كبير حتى يصلحوا للعيش كأى شخص طبيعي.
وأضاف وولف على هامش أحد مؤتمراته الصحفية فى العراق بداية هذا الشهر، أن الولايات المتحدة خصصت لجانا اجتماعية معينة ليتم تأهيل هؤلاء الأطفال بشكل جيد وصحيح، فبدأت بتأهيلهم عن طريق الرسومات، لكنها فوجئت بطابع الإرهاب والعنف يغلب على رسوماتهم؛ حيث رسموا صور أحزمة وقنابل وعبوات ناسفة.
وأشار المسئول الأمريكى إلى أن اللجان الخاصة بتأهل الأطفال الدواعش لم تكف عن محاولة علاجهم نفسيًا، على الرغم من الرسومات العنيفة التى يرسمونها، وستحاول علاجهم بنفس الطريقة، لأن الرسم من أسهل الطرق التى تجعل الإنسان يعبر عما بداخله، ومع الوقت والممارسة وطريقة المعاملة، التى يتلقونها من قبل المعالجين النفسيين، سيتغير هؤلاء الأطفال إلى الأفضل- حسب تعبيره.
وبدوره، قال الطبيب النفسى العراقى نايف جوردو القاسم، الذى يعالج الأطفال فى مخيم روانكة للاجئين فى شمال العراق، إن «الأطفال الدواعش ضحايا لا مجرمون ويجب التعامل معهم على هذا الأساس». ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية فى 10 مارس عن قاسم، قوله: «إنه فى بداية الأمر، واجه العاملون فى مركز القاسم، الذى يديره، صعوبة بالغة فى التعامل مع أطفال الدواعش، خاصة أن أغلبهم كانوا لا يرغبون فى الاستجابة للعلاج النفسي، بالإضافة إلى أنهم يريدون الانتقام من الجيش العراقي، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يستجيبون تدريجيًا للعلاج النفسي، الذى يقدمه المركز». ويعتبر مركز « القاسم»، أول مركز عراقى للعلاج النفسى وإعادة تأهيل الأطفال الدواعش؛ حيث بدأ المركز عمله منذ ستة أشهر وقام بعلاج نحو 123 طفلا ما بين الإناث والذكور، وجميعهم لا يتخطى الثمانية عشر عاما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.