ترجمة: سعيد شعيب تعهد الاتحاد الأوروبى بالتضامن طويل الأمد مع الحكومة الأفغانية وتقديم الدعم الكافى مع بدء مفاوضات السلام بين الأفغان للتوصل إلى حل الصراع. وكشفت العديد من حكومات الدول الأوروبية عن استعدادها لدعم السلام بين الأفغان للحد من التهديدات الإرهابية ومكافحة الهجرة غير الشرعية. أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبى لدى أفغانستان فى 21 يناير 2021، تقديم (35 ) مليون يورو إلى البلاد لمواجهة فيروس كورونا ومواجهة أثارها السلبية على الاقتصاد. وكان "جوزيب بوريل" مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى قد دعا إلى وقف إطلاق النار فورا فى أفغانستان وقال إن أى تحرك لإقامة إمارة إسلامية سيؤثر على الدعم الذى يمكن أن يقدمه الاتحاد. وأكد الاتحاد الأوروبي، أن دعمه المستقبلى لأفغانستان مرتبط بالحفاظ على مبادئ الجمهورية، فى ظل مواقف متضاربة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان حول نظام الدولة فى المستقبل. الاتحاد الأوروبى وسوريا التعاون الأمنى والإستخباراتى. تتألف قوة حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى أفغانستان من حوالى (17) ألف جندى من (39) دولة متحالفة. العدد الأكبر على الصعيد الأوروبى هو للقوات الألمانية والبريطانية حيث لديهم ( 1100 )جندى و(1000 ) جندى على التوالي. وانهى التحالف رسمياً مهمته القتالية هناك فى نهاية عام 2014 وحالياً يقدم المشورة والتدريب للقوات الأفغانية. دعت ألمانيا المجتمع الدولى إلى تجنب إنهاء المهمة العسكرية فى أفغانستان قبل الأوان للقوات الأجنبية، فهذا سوف يصبّ فى مصلحة حركة "طالبان". أعربت الحكومة الألمانية أنها مستعدة لدعم السلام بين الأفغان وطالب وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس بعقد مفاوضات عاجلة بين طالبان والحكومة الأفغانية. وأضاف "على جميع الأطراف أن توفى بالتزاماتها ويجب أن تبدأ فى أقرب فرصة المفاوضات الأفغانية". ووصف وزير الخارجية الألمانى الاتفاق الذى وقع بأنه "فرصة طال انتظارها لبدء عملية السلام فى أفغانستان". وحذر فى الوقت ذاته من أنه: "لا يصح أن تحدث ردة إلى الحكم الشمولى لطالبان على حساب جيل كامل من الشابات والشباب الأفغان.. تشكل القوات الألمانية ثانى أكبر قوة عسكرية أجنبية فى أفغانستان بعد الولاياتالمتحدة. ووافق مجلس الوزراء الألماني، فى 25 فبراير 2021 على الإبقاء على الحد الأقصى للجنود الألمان المشاركين فى المهمة الدولية فى أفغانستان دون تغيير، وبهذا فقد مهد الطريق لمواصلة المهمة حتى 31 يناير 2022. وتنشر ألمانيا قرابة (1100) جندى فى شمال أفغانستان، فى إطار مهمة حلف شمال الأطلسى المعروفة ب"الدعم الحازم"، وتضم (9600) عنصر. ويقدر عدد قوات النخبة الألمانية المتواجدة فى أفغانستان بحوالى (50) جنديا، وتمركزت القوات فى شمال أفغانستان، ومهمتهم هى تدريب وحدات خاصة من الشرطة الأفغانية، وتقديم الدعم لها فى حالات الطوارئ. ورغم تصريحات وزير الخارجية الألمانى إلا ان مجلة "دير شبيجل" الألمانية كشفت فى 31 ديسمبر2020 عن أن وزارة الدفاع تتجه بقوة للانسحاب من أفغانستان وبدأت بالفعل سحب جزء من القوات". وأضافت: أنه جرى بالفعل إعادة الجزء الأكبر من هذه القوات ومعداتها، ويتمركز حاليا (12) جنديا فقط من قوات النخبة الخاصة فى المعسكر الألمانى فى مزار شريف شمالى أفغانستان". صرح وزير الدفاع البريطانى "بن والاس" إن بريطانيا ستحذو على الأرجح حذو الولاياتالمتحدة فى خفض مستوى قواتها فى أفغانستان، لكنها ستواصل العمل مع الحكومة هناك ومع واشنطن لحماية أمن البلاد. كما صرح "والاس" لشبكة "سكاى نيوز"، قائلاً: "أتوقع أنه إذا خفضت الولاياتالمتحدة قواتها فى مرحلة ما، فسنخفض نحن قواتنا".. وأوضح وزير الخارجية الفرنسى "جان إيف لو دريان"، إن بلاده طلبت من الولاياتالمتحدة عدم الانسحاب من العراقوأفغانستان نظرا لاستمرار محاربة ما وصفه ب"التشدد الإسلاموي". هذا التردد الأوروبى يحدث رغم ان أفغانستان لا تزال هى منطقة الصراع التى تشكّل مبعث القلق الأكبر بالنسبة للدول الأعضاء خارج المعقل الرئيسى لتنظيم داعش". ولا يزال "تنظيم داعش ولاية خراسان" مركز ثقل التنظيم فى جنوب آسيا. والتنظيم يتمتع بقدرة كبيرة على الصمود، وينفذ هجمات تخلّف أثرا لا يتناسب مع أعدادها، حتى فى كابول، و يقوم بأنشطة دعائية فى المدارس والجامعات. ويتواجد أيضا الكثير من الجماعات المتطرفة المتحالفة مع تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" فى أفغانستان. تقول "آشلى جاكسون" المديرة المشاركة بمركز دراسة الجماعات المسلحة فى معهد التنمية الخارجية بشأن تواجد أو انسحاب القوات الأوروبية والدولية من أفغانستان" إنه إذا ظل الموقف غير واضح فإن طالبان قد تصعّد الهجمات وربما تعود للهجوم على القوات الدولية". يؤكد الدكتور "توماس باركر" الباحث فى "معهد واشنطن" بشأن الانسحاب للقوات العسكرية الدولية من أفغانستان، من المحتمل أن ينشط الإرهابيين الذين يعيشون حاليًا فى مكان آخر فى العالم الإسلامى وفى الغرب، حيث انهم قد يروا فى أفغانستان مكانًا جديدًا يتهافتون إليه، ربما للانضمام إلى فرع "داعش" فى أفغانستان أو للانتقال إلى المناطق الخاضعة لحكم "طالبان" من أجل تلقّى التدريب. المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات