خطفها سحر المسرح منذ نعومة أظافرها، بدأت تتحسس خطاها الأولى من مسرح المدرسة، إلى أن نضجت وعلمت الطريق إلى مسرح الجامعة ثم المعهد العالى للفنون المسرحية، وأخيرا التحقت بورشة مركز الإبداع الفنى للمخرج خالد جلال، لتكون أحد نجوم «سينما مصر» لم تكتف بسمة ماهر بهذا النشاط بل ظلت على عهدها فى الدأب والعمل والمحاولة إلى أن شاركت مؤخرا فى أكثر من بطولة بالعرض المسرحى «ديجافو» ثم «نساء بلا غد» والذى تطرح فيه موهبتها طرحا مختلفا عما سبق، عن العرض وتجارب فنية أخرى قالت بسمة فى هذا الحوار: ■ متى خطفك سحر المسرح؟ - فى المدرسة كنت أشارك فى تقديم مسرحيات بالمرحلة الإبتدائية، بمدرسة كلية البنات بالزمالك، كانت الفتيات فى المرحلة الثانوية يقدمن أعمالا مسرحية كنت أحب انتظارها ومشاهدتها، وأتذكر فى يوم نسيت نفسى بالمدرسى حتى الساعة السادسة مساء فى انتظار عرض مسرحى ووقتها ظنت والدتى اننى خطفت، وظلت تبحث عنى حتى وجدتنى داخل المسرح انتظر العرض، ثم التحقت بكلية الآثار جامعة القاهرة ووقتها دخلت فريق التمثيل بمسرح كلية التجارة مع أصداقئى فراج وتايسون وأوتاكا وأوس أوس وربيع، ثم دخلت معهد فنون مسرحية حتى التحق بورشة مركز الإبداع الفني، وعندما بدأت الورشة فى استقبال اعضاء جدد اعتذرت عن السنة الثانية بالمعهد ودخلت الورشة. ■ ماذا اضافت لك تجربة مركز الإبداع الفنى؟ - كانت تجربة مميزة للغاية لأننا خلال ثلاث سنوات نقوم بالتحضير للعرض ثم عرضنا لمدة عامين كاملين، بالتأكيد نلت من الخبرة الكثير، خالد جلال دربنا على كيفية اختيار التفاصيل الخاصة بنا، وبملابسنا، كيف نقوم باختيارها بعناية شديدة دون تدخل من أحد، اشتريت كل شيء بنفسى، خاصة أن «سينما مصر» لم يكن عرض ارتجال، بينما كان عرضا لإعادة محاكاة مشاهد سينمائية معروفة وبالتالى لابد أن تكون الأشياء بنفس تفاصيلها حتى تحاكى المشهد الأصلى، مع تكرار العرض يوميا اثقلنى فنيا بجانب أنه علمنا تفاصيل انسانية كثيرة. ■ ماذا تعنى بالتفاصيل الإنسانية؟ - علمنى «ازاى أكون قاسية».. لأننى كنت شخصية هشة للغاية، إذا كان يحدث شيء يزعجنى كنت أبكى بسرعة شديدة مثل طفلة ضغيرة، لكن اليوم بعد تجربة مركز الإبداع أصبحت أقوى وصلبة حتى أنه قال لنا ذات مرة أنه يقسو علينا حتى نستطيع الدخول والاستمرار بالوسط الفني، نتعرض يوميا لضغط نفسى وفنى كبير وهو ما جعلنى أقوى وانضج. ■ كيف كان اختيارك لسعاد حسنى وفاتن حمامة؟ - فى البداية العرض كان مجرد تمرين، وهو طلب منا أن يبدأ كل شخص فى تصور كيف يريد تقديم نفسه للسوق والوسط الفني، منحنا مخاطرة تحمل مسئولية الاختيار، اخترت سعاد حسنى وفاتن حمامة، لأننى احب فيلم «المتوحشة» للغاية واعشق استعراض أغنية «ِشيكا بيكا»، والأغنية دائما تترك أثرا فى الجمهور، شعرت أننى أقدم شيئا يلمسنى، بجانب أننى كنت اتمنى تقديم نفسى للسوق فى قالب فنى أجيد فيه التمثيل والغناء والرقص والاستعراض. ■ هل كان من السهل الخروج من فخ تقليد سعاد حسنى؟ - حاولت قدر المستطاع ألا أدخل فى هذه المنطقة تجنبت تكرار «لازمات» الممثل فى العمل الأصلى لأن هذا الشكل يطمس معالم شخصيتى وموهبتي، قررت تقديم المشهد بروحى وإحساسى به، لأنه لا يمكن أن يضع أحد نفسه فى مقارنة مع سعاد حسنى أو فاتن حمامة. ■ فى «ديجافو» قدمت شخصية كوميدية؟ - «ديجافو» إخراج أحمد فؤاد كانت شخصية خفيفة لفتاة ارستقراطية تلعب على البطل كى تصل إلى طريق حبيبها كانت كوميديا خفيفة، كنت العب كوميديا قبل التحاقى بمركز الإبداع لكننى لم أشأ تقديم نفسى ككوميديانة فى الورشة لأننى لعبت كوميديا أكثر من مرة فى برنامج «عايزة اتجوز» 30 حلقة، قدمت خلالها 30 شخصية كوميدية مختلفين تماما على «ام بى سى مصر» وبالتالى شعرت بالتشبع من الكوميديا وحققت رغبتى فيها بالبرنامج وفى أعمال أخرى. ■ هل هذا ما دفعك لطرح نفسك بشكل مختلف تماما فى «نساء بلا غد»؟ - «نساء بلا غد» قدمته منذ اربع سنوات ولم تكن لدىَّ الخبرة الكافية لدراسة تفاصيل الشخصية وقتها، لكن اليوم عندما أعيد العرض شعرت بحالة من النضج والثقل الفنى فى قراءة ودراسة كل جوانب وتفاصيل الشخصية، فى كل كلمة وكل خط حركة أضع له تفصيلة مميزة، لأنها شخصية غنية بانفاعالات وصراعات متعددة هى امرأة تظهر عكس ما بداخلها بسبب ما تعرضت له فى الحرب من اغتصاب وإهانة، ضاعت هويتها فى سوريا وعندما هربت على المانيا طمست كل ما حدث لها هناك حتى لا يعلم أحد أى شىء عن شخصيتها. ■ ماذا عن الأعمال المقبلة؟ - شاركت مؤخرا فى حملة إعلانية مع الفنان محمد هنيدى مع تامر مهدى، قمت بأداء شخصية الجارة الفضولية الرغاية وبسبب نجاح تلك الحملة فكر تامر مهدى واقترح على هنيدى أن نقوم بتحويله إلى ست كوم صغير مثل «صباح الخير يا جارى»، شاركت مؤخرا فى سلسلة حلقات «إلا أنا» فى «ربع قيراط» مع ريهام عبد الغفور، ثم لدىَّ مشاركة فى مسلسل «الحرير المخملى» تأليف امين جمال وإخراج أحمد حسن، كما لدىَّ أول مشاركة فى رمضان هذا العام مع الفنان حمادة هلال فى مسلسل «مداح».