أخيراً أوروبا تتخذ إجراءات ضد منظمة الإغاثة الإسلامية الإخوانية العالمية

اتهامات موثقة بتمويل الإرهاب ونشر التطرف

ترجمة: سعيد شعيب
اتهمت تقارير استخباراتية أوروبية منظمة الإغاثة الإسلامية وفروعها داخل العواصم الأوروبية بتمويل ودعم الجماعات المتطرفة . وتورطت منظمة الإغاثة الأسلمية بعمليات تمويل معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة فى أفغانستان، والعمل والتنسيق مع جماعة الشباب الصومالية. وفيما يلى توضيح لأبرز أنشطته وقيادات المنظمة فى فرنسا وإسبانيا.

فرنسا

1 نشأة وتأسيس منظمة الإغاثة الإسلامية

يقول مؤسس منظمة الإغاثة الإسلامية فى فرنسا «رشيد لحلو» أنها فكرة تأسيسها رأت النور نهاية العام1991. وشاركت منظمة الإغاثة الإسلامية بالبوسنة فى أول حملة إغاثة لها. يرأس منظمة الإغاثة الإسلامية فى فرنسا رشيد لحلو ويعمل بها (115) موظفا وأكثر من (500) متطوع. ومن أبرز القيادات فى أوروبا «عبدالوهاب نوروالى» وهو عضو سابق فى مجلس أمناء IRW والأمين العام المساعد للجمعية العالمية للشباب الإسلامى.

2 الميزانية والتمويل

تجاوزت ميزانية الإغاثة الإسلامية فى فرنسا السنوية (21) مليون يورو، وظلت معتمدة على تبرعات مسلمى فرنسا، وتشير التقديرات بأن أقل من (10%) من تمويلها يأتى من المؤسسات العامة فى فرنسا ومن الاتحاد الأوروبي. حيث بلغ عدد المتبرعين لمنظمة الإغاثة الإسلامية فى فرنسا (80) ألف شخص. قبلت منظمة الإغاثة الإسلامية شيكا بمبلغ (500) الف دولار من بن لادن وحوالى (60) ألف دولار من مجموعات أخرى لتنظيم القاعدة. وفى عام 2013 قدم صندوق قطر الخيرى منحة قدرها (276) الف دولار لمنظمة الاغاثة الإسلامية.

3 أنشطة المنظمة

تتدخل الإغاثة الإسلامية بالتعاون مع السلطات المحلية فى ملف اللجوء والهجرة، حيث تحيل عليها السلطات الفرنسية مجموعات من المهاجرين، ليتم استقبالهم دون أى شروط مسبقة وفقا ل«مهاجر نيوز» فى 10 يوليو 2017. أطلقت منظمة الإغاثة الإسلامية فى فرنسا حملة واسعة تشمل تنظيم تظاهرات ومعارض، فى 5 مدن فرنسية كبرى على مدار ثلاثة أشهر، لتعريف قاعدتها العريضة من المواطنين الفرنسيين بأنشطتها وحثهم على المساهمة فى تمويلها.

4 كيف استولى الإخوان على الإغاثة

نشرت صحيفة «ذا إنڤستيغيتيف چورنال – تى آى چيه» البريطانية تقريرا فى 19 أغسطس 2019 مفاده أن التنظيم الدولى لجماعة للإخوان المسلمين استطاع اختراق كيانات غير ربحية فى فرنسا عبر الدعم المالى لتلك المنظمات، وزرع قيادات الاخوان داخلها، للترويج للأدبيات الفكرية للجماعة. وهاجم وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانين، فى مقابلة نُشرت فى 24 يوليو2020 بجريدة لوفيغارو، ما سماه بالإسلام السياسي، معتبرا أن الشبكات الإخوانية لا تقل خطورة عن الشبكات السلفية المتطرفة وفقا ل«سكاى نيوز عربية» فى 31 أغسطس 2020.

إسبانيا

منظمة الإغاثة الإسلامية

تعد الإغاثة الإسلامية فى إسبانيا فرعاً من فروع المنظمة الدولية التى وقعت شراكة إطارية مع الاتحاد الأوروبى فى عام 2002، وينتمى قادة منظمة الإغاثة الإسلامية فى إسبانيا إلى «الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش»، وهى منظمة إسلامية أخرى لها روابط وثيقة بالإخوان المسلمين. وروج متشددون يسيطرون على المركز الثقافى الإسلامى فى برشلونة لأيديولوجيا التطرف، ويعملون على توجيه مجموعات محلية تعمل فى جمعيات خيرية، وترتبط بالفرع الإسبانى ل«منظمة الإغاثة الإسلامية»، ذراع العمل الميدانى لتنظيم الإخوان المسلمين وفقا ل«العرب اللندنية فى 4 سبتمبر 2017 .
ويقول دبلوماسى إسبانى فى بيان صادر عن مكتبه فى نيويورك، إنه أدان «بشكل قاطع» العديد من «المنشورات البغيضة على وسائل التواصل الاجتماعى» لحشمت خليفة رئيس هيئة الإغاثة الإسلامية على مستوى العالم والتى كشفت عنها صحيفة “The Times” فى أغسطس 2020. ووصف التعليقات بأنها «تصريحات عنصرية سامة تهين كرامة الإنسان».
السويد

1 الإغاثة الإسلامية

أشارت الأجهزة الأمنية فى السويد إلى الصلات الوثيقة بين أنشطة الإخوان المسلمين فى السويد ومنظمة الإغاثة الإسلامية. وتزايدت محاولات تنظيم الإخوان المسلمين فى السعى لاختراق الجاليات المسلمة فى السويد، عبر السيطرة على المنظمات والهيئات الإسلامية والتى من بينها منظمة الإغاثة الإسلامية. مما دفع سياسيين داخل البرلمان السويدى بالمطالبة بتشديد الرقابة على منظمة الإغاثة الإسلامية.
بحجة أن منظمة الإغاثة تقدم خدمات إنسانية، منحت الوكالة السويدية للتنمية الدولية (SIDA) فى عام 2013 مبلغ (24.000.000) كرونة سويدية، كما حصلت الإغاثة الإسلامية على مبلغ يقدر ب 4.2 مليون جنيه إسترلينى بين العام 2017 والعام 2019 من أموال دافعى الضرائب من الوكالات الحكومية السويدية،.ومن أبرز القيادات فى أوروبا عصام البشير، وهو المدير السابق للإغاثة، وهو شخصية قيادية فى جماعة الإخوان المسلمين.

2 علاقة بتنظيم الإخوان

أصدرت وكالة الطوارئ المدنية السويدية تقريرا حول أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، مفاده أن هيئة الإغاثة الإسلامية هى «منظمة رئيسية» فى توفير «المصداقية» لجماعة الإخوان المسلمين. ومن أبرز أعضاء منظمة الإغاثة الإسلامية السويدية «هيثم رحمة» وهو أيضا مسؤول فى تنظيم الإخوان المسلمين. وكان قد كشف قسم الأخبار فى الإذاعة السويدية «إكوت» فى أكتوبر 2013 إنخراط إمام سويدى «هيثم رحمة» عمل سابقاً لسنوات عدة فى مسجد ستوكهولم الواقع فى «ميدبورياربلاتسن».

3 موقف من تصريحات الأعضاء بالمنظمة

صرح «جوران هولمكفيست» مدير المساعدات الإنسانية فى الوكالة السويدية للشرق الأوسط وآسيا، لراديو السويد «من الواضح بالنسبة إلى سيدا أن التصريحات المتطرفة والداعمة للعنف غير مقبولة على الإطلاق. لقد كنا على اتصال بالمنظمة والآن بعد أن دخلنا فترة إعداد اتفاقيات جديدة محتملة مع الإغاثة الإسلامية، سنطرح جميع الأسئلة ذات الصلة ونكتشف المزيد».. وذلك بعد كشف تحقيق أجرته صحيفة The National أن ثلاثة موظفين حاليين للإغاثة الإسلامية استخدموا حسابات شخصية لمشاركة مواد «غير مقبولة» و«غير مناسبة».

4 مطالبات بتشديد الرقابة

طالب «ارس أداكتسون» السياسى وعضو لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان السويدى إلى تجميد دعم وتمويل منظمة الإغاثة الإسلامية، ودعا «لارس» إلى إجراء تحقيق رسمى فى أى صلاتها بتنظيم جماعة الإخوان المسلمين. يأتى ذلك فى أعقاب الكشف عن قيام موظفين كبار فى الإغاثة الإسلامية العالمية بنشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعى تظهر دعمهم لحركة حماس والإخوان المسلمين فى مصر.

تقييم المنظمة فى أوروبا

يرى الباحث السويدى والخبير فى شؤون جماعة «الإخوان لمسلمين» لورينزو فيدينو، فى تحليله لطريقة انتشار الإخوان فى السويد، إلى القول بأن جماعة “الإخوان” الأم تعتمد على ثلاث فئات من الكيانات السويدية أعضاء الإخوان أنفسهم، وشبكات الإخوان غير المباشرة، والمنظمات المتأثرة بالإخوان وفقا ل«الشرق الأوسط» فى 14 أكتوبر 2019.. ويرى مراقبون بريطانيون أن الخطاب الرافض للإخوان المسلمين يكشف عن طبيعة خطابها الذى يتسم بالتناقض والازدواجية وتبنى الرأى ونقيضه، متسائلين كيف يمكن أن تقبل هيئة الإغاثة الإسلامية أشخاصا يحملون خطابا عدائيا لأحد مكونات المجتمع الذى عاشوا فيه، ويصعدون فى سلم قياداتها دون أن تعرف أفكارهم وفقفا ل«العرب اللندنية » فى 27 يوليو 2020.
ومن المهم التأكيد على:
■ تدير منظمة الإغاثة الإسلامية فى دول أوروبا شخصيات وثيقة الصلة بتنظيم الإخوان المسلمين. وتتسم الخلفية الفكرية للائمة التى تتعامل معهم منظمة الإغاثة الإسلامية فى أووربا بالتشدد والتطرف
■ تسلمت منظمة الإغاثة الإسلامية ملايين الدولارات خلال السنوات السابقة من أموال دافعى الضرائب فى أوروبا ومن مؤسسات دولية وحكومية أوروبية رسمية وشبه رسمية كدعم لتمويل الأعمال الإنسانية والخيرية.
■ تورطت منظمة الإغاثة الإسلامية باستخدام الأموال والتبرعات فى تمويل بعض الهيئات والمؤسسات التابعة لتنظيم الإخوان فى أوروبا وخارجها. بل ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك حيث تورطت الإغاثة فى تمويل جماعات إرهابية تحت ستار العمل الخيرى والمساعدات.
■ بعد خضوع أنشطة منظمة الإغاثة وفروعها فى أوروبا لمراجعات شاملة. أظهرت تلك المراجعات علاقات وروابط وثيقة بين الإغاثة الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين. ما دفع العديد من حكومات الدول الأوروبية وقف تمويل ودعم منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية وفروعها فى أوروبا.
– يعنى وقف الحكومات الأوروبية دعم منظمة الإغاثة الإسلامية وفروعها فى أوروبا هو حرمان جماعة الإخوان المسلمين من أهم مصادر تمويل التنظيم السرية فى أوروبا.
■ أقرت الإغاثة الإسلامية بقيام قيادات بالمنظمة بتمجيد تنظيمات إرهابية ودعم بعض الأعضاء لخطابات الكراهية والحض على التطرف عبر المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى. وبالنظر إلى أنشطة وخطابات وطرق عمل منظمة الإغاثة الإسلامية فى أوروبا نجد أنها تتشابه كثيرا مع أيدولوجية تنظيم الإخوان التى تتسم بالإزدواجية والتناقض.
3072
3073
3074