أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس جمهورية جنوب السودان دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفا كير، ونائب الرئيس الدكتور رياك مشار، وجميع الأطراف الجنوب سودانية من أجل تحقيق السلام فى البلاد. وقال أود الإشادة فى هذا الصدد بالجهود المبذولة من قبل الأطراف السياسية فى جنوب السودان للمضى قدماً فى تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقاً لبنود اتفاق السلام المُنشَط، وهو الاتفاق الذى نحرص جميعاً على تعزيز آليات تنفيذه، وكذا دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لصياغة دستور جديد يحقق تطلعات شعب جنوب السودان الشقيق نحو السلام والاستقرار والتنمية. وفيما يلى نص كلمة الرئيس أخى العزيز فخامة الرئيس/ سلفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيق، السيدات والسادة الحضور، إنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد معكم اليوم فى جوبا، وأود أن أشكر أخى فخامة الرئيس «سلفا كير» على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة فى بلدى الثانى جنوب السودان، وهو البلد الشقيق الذى تجمعه بمصر وشعبها روابط أزلية وتاريخاً مشتركاً يمتد لعقود طويلة، شهدت مصر خلاله على تطلعات شعبكم العظيم نحو مستقبل أفضل، إيماناً منها بحقه فى تحقيق آماله وتلبية طموحاته المشروعة، وتجسدت كذلك فى العلاقة الخاصة التى جمعت مصر بالزعيم الراحل «جون جارانچ». لقد أجرينا اليوم مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية المشتركة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين فى مختلف المجالات، بما يسمح بالاستغلال الأمثل لقدراتنا لخدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. كما بحثنا سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات، وعلى رأسها التنسيق السياسى والعسكرى والأمنى خلال هذه المرحلة المهمة التى تمر بها المنطقة، إلى جانب بحث المجالات الاقتصادية والتجارية، والسعى للارتقاء بمعدلات التبادل التجارى بين البلدين، وتشجيع الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان، بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين. كما تناولت المباحثات تعزيز التعاون القائم بين البلدين فى مجال الموارد المائية والرى وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤية مصر المستندة إلى أن نهر النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة. واتفقنا كذلك على تكثيف التعاون فى مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنى وبناء قدرات الكوادر الوطنية فى جنوب السودان الشقيق، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التى تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية فى مختلف القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والرى وغيرها من المجالات المدنية والعسكرية المختلفة. وقد أكدت خلال المباحثات على دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سلفا كير، ونائب الرئيس الدكتور رياك مشار، وجميع الأطراف الجنوب سودانية من أجل تحقيق السلام فى البلاد. وأود الإشادة فى هذا الصدد بالجهود المبذولة من قبل الأطراف السياسية فى جنوب السودان للمضى قدماً فى تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية طبقاً لبنود اتفاق السلام المُنشَط، وهو الاتفاق الذى نحرص جميعاً على تعزيز آليات تنفيذه، وكذا دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية لصياغة دستور جديد يحقق تطلعات شعب جنوب السودان الشقيق نحو السلام والاستقرار والتنمية. كما شهدت مباحثاتنا تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما التطورات الجارية فى منطقة القرن الإفريقى وشرق إفريقيا ذات الأهمية الاستراتيجية، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على المنطقة. وتوافقنا على تنسيق جهودنا المشتركة بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوب الإقليم فى إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة. ولا يفوتنى فى هذا الصدد الإشادة بجهود الرئيس «سلفا كير» فى تحقيق الاستقرار فى دول الإقليم، خاصةً جهودكم فى الوساطة بين حكومة جمهورية السودان والفصائل الثورية، وهى الجهود التى تكللت بنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين فى شهر أكتوبر الماضى. أخى فخامة الرئيس «سلفا كير»، السيدات والسادة الحضور، أود أن أغتنم هذه المناسبة لأؤكد لشعب جنوب السودان الشقيق أن مصر ستظل السند الوفى والشقيق الحريص على مصلحة هذا الشعب الكريم، وإننا ملتزمون بتقديم كل أوجه الدعم من خلال الآليات القائمة للتعاون بين البلدين. كما أدعو المجتمع الدولى للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان فى مسيرتها نحو بناء مستقبل أفضل، وندعم مساعى رفع العقوبات الدولية عنها بما يسهم فى دعم عملية الانتقال السياسى الجارية. وفى الختام، أود أن أجدد الإعراب عن خالص الامتنان والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منكم فخامة الرئيس «سلفا كير» ومن شعب جنوب السودان الشقيق، وأتطلع لاستقبالكم فى المستقبل القريب فى بلدكم الثانى مصر. وشكراً.