حاورته في طهران - هبة سالم أبدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الإيرانية مهمان برست استعداد بلاده لوضع خبراتها منذ قيام الثورة الإسلامية بين أيدى المصريين لتحقيق التقدم. وأكد برست فى حوار مع «روزاليوسف» أن طهران مستعدة لإعادة العلاقات مع مصر على أعلى مستوياتها لكنه أشار إلى أن مصر تخضع لضغوط أمريكية إسرائيلية للحيلولة دون استئناف العلاقات. وأوضح أن أمريكا تستخدم «الإيرانو فوبيا» لإخاقة الشعوب العربية مؤكدًا أن إيران لا تريد غلق مضيق هرمز. وأشار إلى أن بلاده ليست عراق صدام أو ليبيا القذافى حتى تهاجمنا أمريكا مضيفًا: لكن إذا أرادت أمريكا الحرب فأهلاً بالمعارك. ■ فى البداية ماذا تمثل الثورة المصرية لإيران؟ اولا أرى لزامًا علينا أن نهنئ الشعب المصرى العظيم بمناسبة الذكرى الاولى للثورة المصرية وخلال هذه السنة كان لهذا الشعب العريق العديد من الإنجازات الجيدة، وفى الواقع ان لمصر مكانة كبيرة ومهمة لدى العالم الإسلامى وكذلك على الساحة الدولية لانها تتمتع بتاريخ وحضارة عظيمين ونحن نريد فى الواقع ان نعرب عن أسفنا العميق حيث إنه ولمدة طويلة كان يسيطر على الامور فى مصر اشخاصا لا يهتمون بمطالب الشعب الحقيقية وبدلا من الدفاع عن الشعب وكلمته وكرامته.. كانوا يتبعون الغرب. وعندما رأينا ان الشعب قام بحراك عظيم وابدى رغبته لادارة بلده ومسيرته اصبح هذا من دواعى الفخر والسرور لدينا ونحن على ثقة تامة بان الشعب المصرى يتمتع بشخصية فذة جدا وهناك شباب ثورى ذو نشاط عال جدا سيظل مستمرا بهذه الثورة المباركة حتى تتحقق جميع اهدافها ، ونحن نحترم شعب مصر جدا ونكن له احتراما خاصا وعظيما وكذلك للثورة المجيدة التى قام بها نظرا للمكانة التى تتمتع بها مصر . ■ بعد مرور عام على الثورة لماذا لم ترتق العلاقات المصرية الإيرانية إلى مستوى السفارة؟ نحن دائما كنا مستعدون لاعادة واقامة العلاقات السياسية الرسمية بين مصر وايران وحتى فى زمن السيد حسنى مبارك، ونحن كنا نعرف انه يخضع لضغوط سياسية غربية التى كانت بدورها تمانع وتعرقل عودة العلاقات السياسية او حتى الشعبية بين البلدين الشقيقين فى مصر وايران، ولكن بعد ان قام الشعب بدوره الايجابى خاصة بعد تشكيل مجلس الشعب نتمنى له ان يخطو خطوات تدريجية باتجاه تشكيل حكومة شعبية ونحن نعتقد ان هذه الحكومة الجديدة ستقوم باعادة هذه العلاقات وفى اى وقت تعلنه هذه الحكومة سنكون مستعدين وجاهزين لاعادة العلاقات إلى اعلى مستوى. فى الواقع هناك اعداء لا يرحبون ان تكون هناك علاقات جيدة بين مصر وايران حيث إنهما تعتبران من القوى الكبيرة فى المنطقة والعالم الاسلامى، وهذا بالطبع يقلق امريكا واسرائيل وغيرهما من الدول والحكومات التابعة للغرب لذلك لا يرحبون ولا يسمحون بعودة هذه العلاقات. ■ وما الحل من وجهة نظرك لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين؟ فى الواقع الدول المعارضة للاسلام والعالم الاسلامى دائما تحيك المؤامرات من اجل الفرقة بين الدول والبلدان الاسلامية ولتوسيع هذه المؤامرات أحيانًا يبرزون الاختلاف بين العربى والعجمى والسنة والشيعة كما ان الذين يطرحون هذه المسألة يريدون ان يثيروا الفتن والخلاف بين المسلمين فى الدولة الواحدة وبين البلدان الاسلامية لذلك دائما يطرحون هذه المسائل لاثارة الهاجس والخوف لدى الشعوب فتارة يقولون ايران ضد العرب واخرى يقولون بان الشيعة يريدون ان يأتوا لكى يسيطروا على السنةوفى هذا الاطار يطرحون مسألة ايران بهدف ان تنسى الشعوب اسرئيل والكيان الصهيونى، ولكن بعد ان انتصرت الثورة الاسلامية فى ايران فان الامام الخمينى رحمه الله وكذلك بعده الامام خامنئى يريان مبدأ الوحدة بين المسلمين بجميع اطيافهم ومذاهبهم ويجب على المسلمين ألا يسمحوا بطرح هذه المسألة والمؤامرات من قبل الاخرين حتى لا يتمكنوا من حياكتها فى الدول الاسلامية وعلى سبيل المثال ومنذ انتصار الثورة الاسلامية الايرانية فان احد اهم المبادئ السياسية التى قمنا باعلانها هى الدعم الكامل والدفاع عن الشعب الفلسطينى المظلوم رغم ان الشعب الفلسطينى شعب مسلم سنى ولا توجد هناك شيعة اصلا ومع ذلك نحن ندعمه بقوة والى الابد حتى ينتصر هذا الشعب . ■ فازت الاحزاب ذات التوجهات الاسلامية فى مصر فما شكل العلاقات بين البلدين فى المستقبل؟ نحن سعداء جدا لمشاركة جميع الاحزاب المصرية فى الانتخابات البرلمانية كما سعدنا ايضا لوصول الاحزاب الاسلامية وفوزها بأغلبية ساحقة لمقاعد المجلس وبارادة الشعب نفسه، ورغم اشتراك العديد من الشرائح المختلفة فى الثورة ورغم اختلاف المطالب ونحن نعتبر ان هذا ارضية جيدة لتطوير العلاقات بين الشعوب المسلمة والبلدان الاسلامية وهذا يدل على ان الروح الدائمة والجوهر الاصلى لدى هذا الشعب هو التوجه الاسلامى وعلى هذا الاساس اختار الشعب الاحزاب الاسلامية، والان نحن نرى ان الشعب المصرى يمكنه الاستفادة من التجارب والخبرات لدينا فمنذ الثورة الايرانية اكتسبنا العديد من التجارب والخبرات ونحن على استعداد تام ان نضع هذه التجارب بين ايدى الشعب المصرى حتى يتقدم بصورة اسرع وحتى لا تكون هناك حاجة لاعادة التجارب التى جربناها نحن منذ الثورة الايرانية. ■ ماذا عن الملف الامنى بين البلدين؟ وهل تم تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولى؟ عندما تكون هناك علاقة جيدة بين البلدين ورغبة اكيدة فى توسيع العلاقات او رفع مستواها سيتم ازالة سوء التفاهم وخلال هذه المسألة سيكون هناك تبادل لوجهات النظر بين المسئولين فى البلدين ووقتها يمكن ازالة كافة المشكلات واى شىء يريده الشعب المصرى وهو شعب ثورى سيتم تفعيله ما دام الشعب قام بهذه الثورة وقدم شهداءه وتكريما لهؤلاء الشهداء فنحن ليس لدينا مانع من ان نغير اسم شارع خالد الاسلامبولى الى شارع شهداء ثورة 25 يناير المصرية ومن المؤكد أنه سيتم تفعيل هذا الرأى مادام ان فخامة رئيس الجمهورية احمدى نجاد ابدى هذا الرأى ومن المؤكد ان يتم ذلك فى اقرب فرصة. ■ ماذا تمثل القضية الفلسطينيةلايران.. وما التأثير المتوقع على القضية الفلسطينية فى حال عودة العلاقات المصرية الإيرانية؟ - نحن نعمل جاهداً منذ مدة طويلة على اعادة جميع الاراضى الفلسطينية للشعب و اجراء وتنفيذ انتخابات حرة يشارك فيها جميع ابناء الشعب وفى هذه الحالة ستنتهى هذه الازمة وعندما تكون بين ايران ومصر علاقات سياسية جيدة فان ذلك سيساعد كثيرا فى حل القضية الفلسطينية ووقف معناة الشعب الفلسطينى . ■ برأيك لماذا دائما تستخدم امريكا «الايرانو فوبيا»؟ بالطبع هذا الشىء صحيح لان الحراك الذى نراه لشعوب المنطقة يخيف امريكا واسرائيل جدا لانهما يعتقد أن فى حال اذا انتصرت هذه الثورات ستصل الى الاستقلال الحقيقى وهذا يعنى قطع اى تابعية لها وبالطبع سندافع البلدان المستقلان عن مصالحها الوطنية وليس مصالح الكيان الصهيونى ولذلك فان امريكا واسرائيل يخافان ولديهما هواجس كثيرة من هذه الثورات لانها ستحقق حتما الانتصار مما يؤدى الى الوحدة فى الراى بين الدول الاسلامية وهذه الوحدة ستؤدى الى وجود قوة كبيرة فى المنطقة، وهؤلاء على هذا الاساس يقومون باثارة الخلاف بين الدول بالتعبير عن ان ايران خطر على المنطقة. ■ ما موقف القيادة الايرانية حول ما يجرى فى سوريا؟ وما تفسيركم لما يتردد بان ايران تدعم النظام السورى ضد شعبه؟ اعتقد ان سماحة قائد الجمهورية الاسلامية تحدث امس عن موقف الجمهورية الايرانية تجاه ما يجرى فى سوريا وقد اعلن بصراحة دعمنا الكامل لاى اصلاحات تتم فى اى منطقة لانها فى مصلحة الشعب ولذلك ندعم الاصلاحات فى سوريا ومن جانب اخر نحن نعارض اى تدخلات خارجية فى الشئون الداخلية للبلدان الاسلامية وشعوب المنطقة ومن ضمنها سوريا . ■ شجبت ايران تدخل السعودية فى البحرين ثم تردد ان ايران تسعى للتدخل فى احداث البحرين فما تعليقكم؟ هناك مسألة جوهرية ونحن فى سياستنا الخارجية لا نعتقد بالتدخل الخارجى فى الشئون الداخلية للدول الاخرى وفى نفس الوقت يجب على اى بلد الا يتدخل فى شئون الداخلية للبلدان الاخرى والآن لدى سؤال عندما نشاهد فى فلسطين الكيان الصهيونى يرتكب الجرائم ضد هذا الشعب المظلوم وعندما نقول اننا يجب علينا ان نساعد هذا الشعب فهل هذا معناه التدخل فى الشأن الداخلى له ؟ وعندما احتلت اسرائيل جنوب لبنان كنا دوما نقول انه يجب علينا ان نقدم جميع المساعدات للشعب اللبنانى لطرد اسرائيل فهذا لم يكن معناه التدخل بل كنا ندعوالعالم لمساعدة هذا الشعب لطرد الكيان الصهيونى من جنوب لبنان فهل هذا معناه التدخل فى شئون الاخرين، وعندما رأينا فى البحرين القمع والقتل والسجن لهذا الشعب وفى نفس الوقت قامت السعودية بالتدخل من خلال ادخال قواتها ومساعدة النظام البحرينى على قمع وكبت شعبه المظلوم ونحن نعلن للعالم هذه المظلومية للشعب البحرينى. ■ هل ترون ان الاحتمال قائم فى ان توجه امريكا بتحريض من اسرائيل ضربة عسكرية لمنشآت ايران النووية؟ لو لديهم اى تصرف عقلانى فهذا التصرف والاحتمال قليل جدا لان بلدنا ليس مثل العراق فى زمن صدام حسين او مثل ليبيا فى زمن العقيد القذافى وعلى هذا الاساس على هؤلاء قبل الهجوم على ايران ان يعملوا الف حساب ويتساءلون: اذا ارتكبوا هذا الخطا يمكنهم ان يقوموا ببدء هذه المسأله ولكن المؤكد ان النهاية ليست بأيديهم. ■ تقوم امريكا بحشد دولى للحصول على الدعم فى اتخاذ اجراءات ضد ايران، فهل يمكن ان يقود ذلك الى حصار اكبر لعزلها دوليا.. ولاى مدى انتم مستعدون لذلك ؟ اولا الامريكيون يحاولون حشد المسئولين الحكوميين الى جانبهم فى كثير من دول العالم لكن شعوب هذه البلدان ليسوا مع ما تقوم به امريكا ولا ما يقوم به مسؤلو بلدانهم فأمريكا معتادة دائما على القيام باى تصرف ثم تقول هذا من قبل المجتمع الدولى، وفى كثير من الاحيان والمسائل اتخذت امريكا موقفا ضد ايران وفى نفس الوقت وقفت 110 دوله من دول عدم الانحياز الى جانب ايران فهل هذه الدول ال 110 ليست من المجتمع الدولى ؟ ■ كيف ستواجهون التحركات الامريكية بفرض عقوبات على البنك المركزي لمقاطعة المنتجات النفطية الايرانية وإغلاق مضيق هرمز؟ كما تعلمين ان امريكا والكثير من البلاد الاوروبية بحاجة الى النفط الايرانى وعلى هذا الاساس بعض الدول قالو: امهلونا ستة اشهر والبعض الاخر قالوا امهلونا سنة، ونحن نعتقد ان امريكا وبذريعة مسالة النووى الايرانى تقوم بتحذير منافسيها فى المجال الاقتصادى لانها تخشى فى المستقبل من ان تكون بعض الدول الاسيوية مثل الهند والصين واليابان وروسيا وحتى الاتحاد الاوروبى ستكون اقوى اقتصاديا من امريكا فى المستقبل، وهى تخدع هؤلاء وتضغط عليهم وتقول لهم يجب ان تقوموا بفرض العقوبات على ايران بعدم شراء النفط الايرانى ولكن هؤلاء اذا لم يقوموا بشراء هذا النفط فهم بحاجة الى الاستثمارات ومصادر الطاقة على الامد البعيد وهم ليسوا مطمئنين ل 30 او 40 سنة القادمة من المصادر المطمئنة لتزويدهم بالطاقة ،وبالطبع امريكا تخدع هؤلاء وكما تعلمين نحن لا نقوم بكشف الاحتياطات النفطية الجديدة ونحن وحتى ل85 عاما قادمة لدينا احتياطات نفطية للتصدير واذا لم يتم اكتشاف نفط. نحن نمتلك إحتياطى غاز يكفينا 150 سنة قادمة وبالنسبة لمضيق هرمز فنحن لا نريد إغلاق هذا المضيق بل نبحث عن أمن واستقرار هذه المنطقة والخليج الفارسى، ولكن هؤلاء اذا أرادوا ان يقوموا بإيجاد عدم فى المنطقة فان المناخ والاجواء تتغير فاذا كانت الاجواء حربية فأى شىء يمكن ان يحدث.