كالسراب من بعيد تظنه غيثًا، وعندما تقترب منه تجده سرابًا.. هكذا بعض الأشخاص نظن من وهج تألقهم أنهم خير ثمين، وعندما نقترب منهم نجدهم كالأرض البور.. أرض خواء لا ثمر بها ولا تصلح حتى للزراعة! ارتبط فى ذهن المجتمع خاصًة جيل الشباب والمراهقين «مفهوم النجاح بالشهرة»، إلى الحد الذى جعل فئة كبيرة من الشباب والمراهقين فى المجتمع يبحثون عن أقصر وأسهل الطرق للوصول إلى الشهرة و ربطها بنجاحهم !. يظن الكثير فى مجتمعنا أن تجسيد معنى النجاح «يتلخص فى الشهرة و كثرة المعجبين بغض النظر عن مكنون هذه الشهرة وما تحويه من مفردات !. للأسف كل شخص مشهور هو ناجح فى نظر المجتمع! هكذا أصبحنا فى عصر التكنولوجيا التى أتاحت وبكل سهولة من خلال العديد من المنصات الإلكترونية وأشهرها «التيك توك» عرض أى محتوى تافه لملايين من الجمهور ليحصد فى لحظات ملايين من التفاعلات، التى وإن كانت تشير إلى دعم المجتمع للأسف لمثل هذه «النماذج التافهة». فى الحقيقة لا يمكن على أية حال إلقاء اللوم والتهم على هذه التكنولوجيا «المنصات»، ولا يمكن ايضًا حجبها أو منعها، لأن ما أتاحته من حرية فى التداول نتج عنه اكتشاف لبراعم جديدة هى بالفعل مثمرة، ولكن من الممكن» تقويم» فكر الشباب من خلال عقد ندوات تفاعلية تساعدهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المنصات الإلكترونية بما يتوافق مع استغلال مواهبهم الاستغلال الأمثل. يحضرنى فى هذا المقال، واقعة الكاتب الكبير عباس العقاد والفنان شكوكو، عندم سأل صحفى العقاد عن من أشهر «هو» أم شكوكو، فرد العقاد باستغراب: من شكوكو؟؟!!.. فنقل الصحفى لشكوكو كلام العقاد.. فقال شكوكو: اذهب للعقاد وقل له ينزل ميدان التحرير ويقف على رصيف وأنا هنزل وأقف على الرصيف المقابل ونشوف الناس هتتجمع على مين أكتر.. فعاد الصحفى لنقل كلام شكوكو للعقاد، فرد العقاد: روح لشكوكو وقوله ينزل ميدان التحرير ويقف على رصيف ويخلى واحدة رقاصة لابسة بدلة رقص تقف على الرصيف التانى ويشوف الناس هتتلم على مين أكتر. الخلاصة: {ليس النجاح بكثرة المعجبين والمصفقين والمهللين، ولكن النجاح بالقيمة التى يضيفها المرء للمجتمع، فالنجاح فى مكنونه «قيمة» وليس شهرة فقط}