فى أواخر الأربعينات من القرن الماضى نشبت مشادة كلامية بين عملاق الأدب العربي «عباس محمود العقاد» والفنان محمود شكوكو عندما سأل أحد الصحفيين: «عباس محمود العقاد» من أشهر.. أنت أم محمود شكوكو؟! فرد «العقاد» مستغرباً: من «محمود شكوكو»؟! فذهب الصحفي إلي «شكوكو» وقال له عندما سألت «العقاد» من الأشهر أنت أم هو فاستنكرك وقال: من «محمود شكوكو»؟! فقال «شكوكو» للصحفي: اذهب إلي «العقاد» وقل له: «شكوكو» بيقولك انزل ميدان التحرير واقف علي رصيف وينزل هو ويقف علي الرصيف التاني، وشوف الناس هاتتلم عليه؟! ونقل الصحفي الرسالة إلي «العقاد» الذي قال له قول «لشكوكو» ينزل ميدان التحرير ويقف علي رصيف ويخلي واحدة رقاصة عريانة تقف علي الرصيف التاني ويشوف الناس هاتتلم علي مين أكتر؟ هذه الرسالة لها مغزي كبير أن الناس للأسف لم تعد تعطي القيمة حقها، بل تجري دائمًا وراء الإسفاف والابتذال.. تذكرت هذا وأنا عائد من دعوة كانت على العشاء مع نخبة من الأصدقاء لدى زميل فى التحمع الخامس وبعد العشاء الجميل.. وفجاءة بدون مقدمات سمعنا كوكتيل من "الاسفاف و الردح "التي يقشعر لها البدن من الفيلا المجاورة لصديقنا الذى وجة لنا دعوة العشاء وهنا تسالت هل وصل " القبح والردح والسباب بالألفاظ السوقية الى هذة المنطقة"! مجتمع الكلاس فوجدت من يقول لى من الضيوف أننا ياصديقى يبدو مدعوين إلى حفلة ردح! على طريقة فيلم "عبده موته " الذى وافقت علية الرقابة الفنية عندما سمحت بعرض هذا القبح الفنى الى المشاهدين مما أدى الى وصول القبح والردح ليس الى الأحياء الشعبية بل الى الأحياء الراقية ! هنا تذكرت ،و قفز أمام عينى واحد من أهم المشاهد فى تاريخ السينما من فيلم الخيط الرفيع انتاج سنة 1971 قصة الفيلم في الأساس لأحسان عبد القدوس هو كاتب الحوار والسيناريو ليوسف فرنسيس.والبطولة لفاتن حمامة ومحمود ياسين وعندما شاهدت الرقابة - المصنفات الفنية فى القرن الماضى- هذا الفيلم رفض أحد الرقباء إعطاء الموافقة على نزول الفيلم لدور العرض الأاذا حذف مقطعان من الفيلم قائلا " على جثتى أن يمر هذا المشهد وتشاهده العائلات المصرية " قالها فى وجة فاتن حمامة التى كانت موجودة مع المخرج بركات والمنتج رمسيس نجيب!! ملحوظة الفيلم عندما قدم فى البداية الى الرقابة وافقت عليه بمافيهم ماهو معترض عليه!! نيجي نشوف ماهو المشهد الأول الذى طلب حذفه مع أنه ديالوج بين أتنين بيحبوا بعض: هو: رقصْت معاها .. فيها ايه اني أرقص معاها؟! مش قلنا ان الواحد عشان ينجح لازم يجاري الجو اللي عايش فيه هي: تقوم تجاريه على حسابي هو: يقول علينا ايه حسني بيه دلوقتي؟! هي: م يقول اللي يقوله! هو: لازم تفهمي إن فيه أصول وتقاليد لازم نراعيها هي: دلوقتي بتتكلم عن التقاليد؟! كانت فين التقاليد دي أيام زمان هو: كانت دايماً موجودة هي: وايه اللي فتح عينيك عليها النهاردة هو: المجتمع اللي احنا عايشين فيه هي: تبقى غلطتي .. أنا اللي خدتك على المجتمع ده وأنا اللي عرفتك بالناس هو: الناس عمرها م اعترفت بينا احنا الاتنين هي: واعترفت بيك انت لوحدك .. مش كده؟!! ده مجتمع جبان تقدر تفرض عليه إرادتك لو كنت قوي هو: أنا مقدرش أفرض أخطائي على الناس هي: الناس كلها أخطاء هو: لكن بيداروها هي: مبيداريهاش غير الضعيف هو: يعني أنا ضعيف؟!! هي: ويعني أنا خطيئتك! هو: حبنا هو خطيئتنا هي: يبقى نصلح الخطأ ده .. نتجوز لحظة صمت واندهاش وارتباك هو: بس ………… هي: (مجروحة) اخرس!! اوعى تقول ولا كلمة .. أنا اللي حرفض أتجوزك .. أنا اللي أرفض أتجوز انسان ضعيف زيك .. حتى لو ركعت تحت رجليا هو: يا منى متحطميش كل شيء أنا بحبك .. أنا مش عايزة أسيبك أبداً .. مش قادر أسيبك أبداً .. احنا لازم نتجوز بس خايف ليكون جوازنا ضد مصلحتنا .. هي: أو مصلحتك هو: أبداً يا منى .. مصلحتنا احنا الاتنين .. تفرق ايه لو نكمل حياتنا زي م احنا عايشين؟ يغيّر ايه من حبنا لو خليناه في السر؟! فكري في المركز اللي وصلتله يا منى ! هي: المركز اللي وصلتله ده الفضل فيه ليَّ أنا .. دلوقتي بتتستر عليَّ أشاركك فيه؟! هو: لا يا منى!! انتِ اللي بنيتيني .. انت اللي عملتيني .. انتِ اللي خلقتي مني الانسان الناجح ده .. وعشان خاطر الإنسان اللي خلقتيه حافظي عليه وصونيه! هي: وأنا؟! أنا ايه نصيبي؟! هو: الخالق بيدي مبياخدش .. يكفيه عبادة خلقه .. وانا بعبدك! هي: الخالق بيطلب من الناس إنهم يعبدوه في الجهر .. انت بتعبدني في السر هو: العبادة في السر أخلص العبادات هي: العبادة مش خطيئة .. انت بتعتبر حبك ليَّ خطيئة هو: مش أنا دا المجتمع .. مجتمع من الكافرين .. محدش فيه مؤمن بيكي إلا أنا هي: خليك نبى و انشر دعوتك هو: مقدرش أكون نبي!!! هي: ومين قالك انى اقدر اكون إله ؟؟!!
أنتهى المشهد شوفتوا الرقيب كان عاوز يقص أية علشان حماية الأسرة المصرية اما الجملة الثانية التى ارادت الرقابة حذفها وقيلت على لسان شخصية منى التى أدتها فاتن حمامة وهى (يا ابن الكلب)،، سبابها الأشهر في تاريخ السينما المصرية «إن فاتن قالتها من أعماقها لأن الموقف حكم بذلك، فهي التي صنعت المهندس «محمود ياسين» وطبيعي جداً بعد أن يتركها ويتزوج غيرها أن تشتمه، هنا لابد الأشارة الى عددة ملاحظات * الكاتب الكبير أحسان عبد القدوس رفض أن يتدخل عند الرقابة *الرئيس السادات عندما علم بهذا الموضوع أتصل على أحسان عبدالقدوس وقال عاوزنى أتدخل فكان رد أحسان لاياريس حتى لايقال أننى طلبت تدخلك *الرئيس السادات كلف ا الدكتور عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزارة الذى كان يتولى وزارتي الثقافة والأعلام مع بعض سنة 1971 حتى يناير 1972.ان يشكل لجنة وبحث أمر الفيلم * اللجنة المشكلة وافقت على عرض الفيلم بدون حذف تحت كلمة للكبار فقط وهنا رفض صناع الفيلم ذلك وقالوا اننا نقدم فن واحتكموا الى وزير الثقافة الذى وافق على عرضه كاملا و وافقت الرقابة* بعد ان قالت فاتن حمامة كلمة "ياأبن الكلب "”، وبعد أن انتهى المشهد شعرت بإستياء شديد ، و حدثت المخرج بركات لكى يحذف المشهد، ولكنه رفض وتمسك بالمشهد لأنه جاء بتلقائية شديدة، وظل ضميرها يؤرقها لمدة أسبوع كامل لم تستطع فيه النوم، و لم تعد لمثل هذا أبدا أن الجمهور تَقبّل هذه الكلمة رغم أن الفيلم رومانسي، ورغم أنها قِيلت لأول مرة في السينما المصرية، لكن بعد أن قالتها فاتن أصبحت مباحة ومصرحاً باستخدامها سواء أكانت بصورة سيئة أم إيجابية فى النهاية لابد من كلمة لسنا إمعات .و لسنا مسخ ولازال بيننا من يعي ويفهم ويعرف حدود الاصول و أننى اقولها صراحة " مقدرش أكون نبي!!!: ولن اقدر اكون إله ؟؟!!