أتطلع لأن تترفق أجهزة إعلامنا بنجمين ساطعين في سماء كرة القدم المصرية هما رمضان صبحي نجم النادي الأهلي ومصطفي فتحي نجم نادي الزمالك الخميس: في خضم احتفالات المصريين بثورة 30 يونيو المجيدة والتي أعادت مصر المختطفة إلي أهلها لا أكاد أسمع في الأماكن كلها في المقاهي، علي الكافيهات، محطات المترو، الميادين سوي رائعة محمد حمزة وبليغ حمدي والعظيمة شادية «يا حبيبتي يا مصر».. حقا إنها أم الوطنيات بعد النشيد الوطني بالطبع. سنوات طويلة وكلما حلت مناسبة وطنية إلا ويتغني الشعب كله بأغنية يا حبيبتي يا مصر.. ورغم إنتاج أغان وطنية كثيرة لكن لم يستطع أي منها أن يزحزح يا حبيبتي يا مصر عن عرشها ولعل كلماتها ولحنها الشجي وصوت شادية مصر هي السبب فما أجمل أن تجمع أغنية بين معاني البلد والحب ومصر المحروسة. حقا أغنية تجعلك تطير مع الوطنية ومعانيها السامية من الممكن أن تغير المواقف بدليل الأطفال الصغار الذين لا يدركون كافة أبعاد كلماتها لكنهم يتغنون بها وهكذا في كل موقف تواجهه بلدك تجدك بدون تفكير ولا تدبير تنطق يا حبيبتي يا مصر.. يا بلادي.. يا أحلي البلاد يا بلادي.. فداكي أنا والولاد يا بلادي.. مشفش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن.. ولا شاف العناد في عيون الولاد وتحدي الزمن.. ولا شاف إصرار في عيون البشر.. بيقول أحرار ولازم ننتصر.. أصله معداش علي مصر.. يا حبيبتي يا مصر. مداد الإبداع مثل تلك الأغاني الصرخة والتي تتحدي الزمان والمكان تفرض سؤالا عريضا يحتاج إجابة واحتال الكثيرون مثلي في فهمه فهل جف مداد الإبداع عندنا لتظل أغان تعد علي أصابع اليد نرددها دون بديل في مناسباتنا الوطنية والدينية وأيضا في أعيادنا. العيد علي الأبواب وحتما لم نجد غير أغنية يا ليلة العيد أنستينا لسيدة الغناء العربي أم كلثوم لنتغني بها فلم تستطع أغنية أخري أن تطردها من الذاكرة بل ظلت في الوجدان أبد الدهر.. وأيضا لم يجد الأطفال يوم العيد سوي أغنيات قليلة يتغنون بها مثل أهلا بالعيد مرحب بالعيد للفنانة صفاء أبو السعود. كل عام وعندما يأتي رمضان ليس عندنا سوي أغنية مرحب شهر الصوم مرحب للفنان عبد العزيز محمود أو رمضان جانا للفنان محمد عبد المطلب أو وحوي يا وحوي لأحمد عبد القادر.. وتمر السنوات الطوال أيضا دون أن تأتي أغنية جديدة تقش ما سبقها. في عيد الأم حتما ليس عندنا غير: ست الحبايب.. لا أظن أن هناك أغنية حققت انتشارا ونجاحا مثلها لأنها ببساطة تمس الأعماق وصنعت بروح الإبداع وتغني بها الموسيقار الكبير عبد الوهاب والفنانة الكبيرة الراحلة فايزة أحمد. حتي علي مستوي الرياضة لاتزال هناك أغنيات قديمة راسخة في الوجدان لا تتحرك ونستدعيها في الأوقات المناسبة ولم تستطع أغنيات أخري طردها إلي طي النسيان.. فهاهي الصبوحة تغني وتقول: بين الأهلي والزمالك محتارة والله.. كلمات محايدة لا تشجع علي التعصب الأعمي فهي تري أن الاثنين حلوين الاثنين طعمين محتارة أشيل مين جوه عيوني.. لا ضير من الغناء للرياضة شريطة عدم التعصب وأنا أتعجب من أغنية للتشجيع الكروي تحمل كلمات الموت. سألت نفسي: ولماذا تختزل ظاهرة غياب الإبداع أو تدنيه في الأغاني فقد طال التدهور أشياء كثيرة بسبب ضعف النظام التعليمي والصحي والخلل الاجتماعي الذي عانته البلاد في الأربعين عاما الأخيرة فهل لدينا الآن مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ في عالم الغناء.. لا أظن وهل لدينا مثل محمد عبد الوهاب أو رياض السنباطي أو بليغ حمدي أو كمال الطويل أو محمد الموجي في عالم التلحين.. والشيء نفسه في مجال الأدب والفكر فهل لدينا الآن كوكبة مثل العقاد أو نجيب محفوظ أو توفيق الحكيم أو إحسان عبد القدوس أو يوسف السباعي أو يوسف إدريس.. للأسف الشديد طال التقزم كل شيء لسبب أو لآخر لظروف اقتصادية أو اجتماعية أو كلتيهما معا فلم يعد لدينا نجوم بمعني الكلمة في كافة مناحي الحياة شاملة العلوم والهندسة والطب وغيرها سوي فلتات تعد علي الأصابع مثل أحمد زويل ومجدي يعقوب ويا ليتنا نحترمهم ونجلهم ونسير علي دربهم فقد استغربت وضربت كفا بكف عندما وصف شخص مثل عاصم عبد الماجد الدكتور مجدي يعقوب بالملعون.. ويا عاصم إليك المأثور القائل: إذا لم تستح فافعل ما شئت. رمضان صبحي الجمعة: يا لها من متعة أن تستقبل نسمات الصباح الأولي من الشرفة.. علي بعد أمتار أري عمود النور لايزال مضاء فالشمس لم تكشف بعد عن مكنونها والأمر قريب للظلام منه للنور بدليل الفراشات التي تلف وتدور حول المصباح في انتظار لحظة الالتصاق التي تعني النهاية.. رغم تحذيراتي المكتومة لاتزال الفراشات تتسابق نحو النور غير عابئة بما ينتظرها تلف وتدور إلي أن تكل من التعب ثم تجتذبها الأضواء لتجد نفسها في مواجهة قدرها المحتوم. هكذا نحن البشر قد نتسابق لأشياء كثيرة ظنا منا بأن فيها السعادة ثم نكتشف سرابها فنحن لا نختلف كثيرا عن دنيا الفراشات التي تجتذب للنور وتلتصق به رغم أن فيه حتفها.. ماذا إذا تعقلت هذه الفراشات قليلا هل كانت ستتسابق نحو الضوء؟ سؤال خطر علي ذهني وأنا أري أبناء موهوبين من أبناء الوطن لكنهم يتسابقون علي الأضواء مثل الفراشات تماما.. هذا ما أخشاه عليهم فهم مواهب حقا لكن لابد أن تصقل بالخبرة والعقل لتصل لمرحلة النضج.. من هذا المنطلق أتطلع لأن تترفق أجهزة إعلامنا بنجمين ساطعين في سماء كرة القدم المصرية هما رمضان صبحي نجم النادي الأهلي ومصطفي فتحي نجم نادي الزمالك بعدم النفخ فيهما أكثر من ذلك فهما لايزالان في بداية الطريق وأمامهما الكثير للوصول لطريق محمد صلاح والنني المهم ألا يصيبهما سعار الفراشات نحو الأضواء. الكلام علي النجوم الشباب بالتحديد ليس من فراغ فهناك أشياء أقل ما توصف بأنها «أوفر» وتضر أكثر مما تنفع وبالله عليكم ماذا يفيد الناس في خبر مثل هذا: قام رمضان صبحي نجم الكرة، ولاعب منتخب مصر والنادي الأهلي بحيلة ماكرة بعد انتهائه من امتحان اللغة الأجنبية الثانية بالثانوية العامة، نظام حديث، بمدرسة نبيل فرج بإدارة كرداسة التعليمية. اتخذ الحرس الخاص برمضان صبحي حيلة ماكرة، إذ انتظرته السيارة بشكل ملاصق تماما لباب المدرسة الخلفي، هربا من كاميرات التصوير ومطاردات المعجبين والمعجبات.. لاشك أن مثل هذا الكلام لن يفيد الناس في شيء لكنه بالقطع سيترك نوعا من الغرور والخيلاء لدي رمضان لصغر سنه قد يأتي عليه وهو لايزال في بداية المشوار. وعلي المنوال نفسه لا أدري لماذا يفعل فنان موهوب مثل بيومي فؤاد هكذا في نفسه.. الرجل متواجد علي جميع الفضائيات في مسلسلات عديدة - سبعة مسلسلات علي حد قوله رغم أنه عرض عليه 20 مسلسلا واللهم لا حسد.. حتي الإعلانات بكافة أنواعها لم يتركها بيومي فؤاد وأبرزها حملتا الفساد وترشيد الطاقة. هذا الفنان كان مشروع نجم كبير ظهر من خلال أدوار صغيرة وأبرزها مسلسل الكبير أوي بأجزائه الخمسة للفنان أحمد مكي، لكنه لسبب يعلمه هو وحده أصيب بسعار الفراشات وتكالب علي الأضواء لدرجة الزهق فحتما لن يطيق المشاهد أي مشاهد أن يري فنانا مهما كان محبوبا وموهوبا في عرض مستمر علي الشاشة. أتمني أن يعي الفنان بيومي فؤاد الدرس جيدا وأن يعرف أن النجومية ليست بكثرة الظهور لكن بجودة الأعمال.. إنه فنان موهوب ويجب عليه ألا يهدم موهبته وألا يحرق نفسه هكذا فقد صبر طويلا كما قال ذلك بنفسه وعليه بأن يسير دراميا «علي مهل» فلن تنفعه ألقاب مثل مكتسح الدراما أو ديناميت الدراما أو غيرها من الألقاب التي أطلقت عليه هذا العام وإذا أراد «الدكتور ربيع في الكبير أوي» أن يختبر عمليا صدق كلامي فعليه أن يستطلع آراء المقربين منه في أدواره الكثييييرة هذا العام إذا افتكروها من الأساس. بادي بوش أب السبت: متستغربش متستعجبش.. أغنية تتهادي لمسامعي لتؤجج العديد بل الكثير من المشاهد التي لا تحتمل سوي الاستغراب والاستعجاب، فإذا أردت السيل هاته من الصين مأثور جديد يفيد بأن كل شيء عملته الصين فبعد فانوس رمضان وحتي الآثار المقلدة تنتشر في أوساط الشباب موضة «بادي بوش أب» يجعلك تحصل علي جسم مثالي وبدلا من الذهاب إلي صالات الجيم للاهتمام بشكل الجسم أو أن تشيل حديد لإبراز العضلات.. ال «بادي بوش أب» يتم ارتداؤه تحت الملابس لإظهار شكل البنيان ممشوقا ومشدودا وبه عضلات دون أي مجهود. وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صوراً ل «البادي» الجديد وعليه عبارة «لو عايز عضلات من غير جيم الصين دائما عندها الحل، لبس العيد اللي جاي». أيضا لا تستغرب ولا تتعجب من أقاويل كثيرة تتردد حول تقاضي شخصيات عامة ونجوم رياضية وفنية لأموال مقابل المشاركة في الحملات الإعلانية للجمعيات الخيرية وأصدقكم القول بأن مثل هذه الأقاويل تأخذ كثيرا وكثيرا جدا من رصيد هؤلاء النجوم لدي الناس، لذا سعدت بما أكدته د. غادة والي وزيرة التضامن أن الحملات الإعلانية لمكافحة المخدرات التي شارك فيها الفنان محمد رمضان «الأسطورة» والفرعون الذهبي محمد صلاح وحملات اسم النادي الأهلي لم تدفع فيها الوزارة أي أموال، وتوضيحها أن المشاركين في الحملات الإعلانية لم يتقاضوا أموالا لكنهم شاركوا في هذه الحملات إيماناً منهم بخطورة قضية تعاطي المخدرات علي المجتمع.. ففي عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهيمنة السوشيال ميديا لم يعد السكوت من ذهب ولا ياقوت ولا مرجان ولا حتي صفيح فالشفافية وحدها هي سيدة الموقف وعلينا أن نقطع دابر الشائعات أولا بأول وعلي رأي الأستاذ فريد الأطرش «الكلمة تصبح ميت كلمة وآه من اللايمين». وفي سياق سلسلة ما تستغربش تأتي فضائياتنا لتقدم أسوأ مثل في التناقض ليرصد المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لوزارة التضامن 1141 مشهد تدخين وتعاطي مخدرات في الأعمال الدرامية خلال ال 15 يوما الأولي من شهر رمضان منها 901 مشهد تدخين و240 مشهد تعاطي مخدرات وكحوليات.. ويقينا إذا سار الشهر علي المعدل نفسه فمعني هذا أنه سيكون لدينا وعلي فضائياتنا في رمضان 2282 مشهد تدخين وتعاطي للمخدرات.. متي ستصدر وزارة التضامن قائمة سوداء بمرتكبي هذه الجرائم والذين يقحمون بها المشاهدين في البيوت دون إحم ولا دستور والأهم من إصدار القائمة التنسيق مع غرفة صناعة الإعلام لمعاقبة المخالفين أو علي الأقل إثابة الملتزمين بعدم تضمين أعمالهم الدرامية مثل هذه المشاهد. لا تستغرب أيضا ما نشرته صحيفة خليجية عن إحدي الصحف اليونانية من أن رجل أعمال مصري أنفق 5 ملايين يورو ما يعادل 50 مليون جنيه تكلفة مبدئية لحفل زفاف نجله في جزيرة ميكونوس باليونان. وتابعت الصحيفة أن الضيوف سيحضرون بطائراتهم الخاصة من مختلف دول العالم إلي مطار الجزيرة كما سيحضر آخرون باليخوت إلي ميناء اليخوت في الجزيرة وستخصص سفينة سياحية لنقل أفراد العائلة من مصر للجزيرة بعدها سيتم نقل الضيوف في سيارات فارهة إلي الفنادق والفيلات التي سيقيمون بها لحضور الحفل والتي تم إعداد أطقم الضيافة فيها لخدمتهم علي مدار 24 ساعة وتجهيز ما يزيد علي 20 فيلا للضيوف الذين سيتجاوز عددهم 400 ضيف وسيقوم بحراستهم حوالي 100 بودي جارد.. اللهم لا حسد وألف مبروك للعروسين وعقبال البكاري فمن تحكم في ماله ما ظلم لكن أليست بلدنا في حاجة لكل قرش من أبنائها في مثل هذه الظروف الصعبة؟ وأليس كان من الواجب التكتم علي هكذا أفعال حتي لا نكون في نظر من يساعدوننا من الأشقاء علي أننا «السادة المسرفون» أو علي رأي المثل «أقرع ونزهي». نقطة ضوء أثلج صدري قرار المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء باعتبار المفقودين في حادث سقوط طائرة شركة مصر للطيران القادمة من باريس في مايو الماضي (الرحلة 804) أمواتاً والبدء في استخراج شهادات وفاة للمفقودين، فهذا القرار الإنساني يحل مشاكل إنسانية كان من الممكن أن يواجهها أسر المفقودين لسنوات دون جدوي.. صحيح الرحمة فوق القانون.