قال الدكتور أحمد رجب أن الكنيسة الأنجليكانية(الظهور الأسقفية) من اهم كنائس مدينة بورسعيد التراثية وتقع بحى الإفرنج (الشرق) تقاطع شارعى عبد المنعم رياض(شارع التجارة سابقاّ) وشارع الشهيد محمود محمد ابو رية ( شارع المغرب سابقاّ)،وقام المطران بليث «Blythe» ( مطران القدس) بتكريس الكنيسة للصلاة يوم 12 مايو عام 1889م. رجب كشف عن حكاية هذه الكنيسة التاريخية فى حلقة جديدة من سلسلة «تاريخ على شط القنال»، حيث قال إن الكنيسة الأنجليكانية (البروتستانتية) خاصة بالجالية البريطانية،حيث كانت هذه الجالية فى مصر بشكل عام ومنطقة القناة بشكل خاص فى وضع ممتاز عن الجاليات الأخرى، خصوصاّ بعد احتلال إنجلترا لمدينة الإسكندرية عام 1882م. وبدأت مسألة حماية قناة السويس تشغل اذهان الساسة الإنجليز، ووجدت إنجلترا فى قناة السويس النقطة الضعيفة التى تستطيع ان تنفذ منها إلى مصر مباشرة لحماية مصالحها الاستراتيجية والحربية، فكان امراً طبيعياً أن يصل تعداد الجالية البريطانية فى بورسعيد إلى 2713 نسمة (حسب تعداد عام 1897م)، فكانت هناك الحاجة لوجود كنيسة خاصة بها لأداء شعائرهم الدينية، ولخدمة البحارة وطاقم السفن المترددة على الميناء. ومنذ تأسيس الكنيسة حتى منتصف القرن الماضى كانت الخدمة باللغة الإنجليزية، وبعد رحيل غالبية الجالية البريطانية عن المدينة فى خمسينيات القرن الماضى مرت الكنيسة بفترة ضعف، واستمرت الخدمة بواسطة بعض القساوسة الاجانب منهم جون كولمن (JoneKolman) والذى سعى لبذل جهد كبير لتشجيع المصريين. حتى عام 2001م بدأت الكنيسة تستعيد خدمتها، وجاء قسيس هندى يدعى راشكومار (Rajkumar) وزوجته بريملا (Premila) وبدأت حياة جديدة فى الكنيسة، ورغم ان راشكومارهندى إلا أن الكنيسة أصبحت مصرية، حيث شجع راشكومار شعب الكنيسة المصرى وولاهم المسئولية، ومع ازدياد اعضاء الكنيسة بصورة ملحوظة تم تعيين العميد هانى شنودة وزوجته مريم لرعاية اعضاء الكنيسةعام 2011م. وأثناء عدوان 1956م على مدينة بورسعيد كان الجنرال (ستوكويل) قائد الجيش البريطانى يصلى فى الكنيسة،وقام الوطنيون من قوات المقاومة الشعبية بكتابة العبارات والشعارات المنددة بالعدوان على سور الكنيسة،وعلى الرغم من بساطة بنائها إلا انها تُعد تحفة معمارية وتتبع التخطيط الصليبى. وتغطيها من الخارج قباب وأنصاف قباب،ومحتفظة بحالتها الأصلية، وما يثير الدهشة والإعجاب داخل الكنيسة النوافذ ذات الواح الزجاج الملون، والتى رُسم عليها موضوعات مسيحية»السيد المسيح والسيدة العذراء مريم»غاية فى الروعة والإتقان، إلا ان بعض منها للأسف مهشم حالياّ، والمفاجأة أنها ليست مسجلة ويبقى سؤال: هل سيتم تسجيل الكنيسة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية أم لا؟