انطلقت خلال الفترة الماضية احتفالات الكنائس المصرية بعيد الميلاد المجيد والتي بدأت أجواؤها ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر الماضى وهو التاريخ الذي تحتفل به الطوائف المسيحية الغربية بالعيد وتشترك معها في ذلك بعض الكنائس التي تتبعها في مصر والتي يغفلها كثير من المصريين لعدم شهرتها وقلة أعداد المنتمين لها، بينما يحتفل الأقباط الأرثوذكس والإنجيليين فى السادس والسابع من يناير من كل عام . وفي كل عام يوفد رئيس الجمهورية مندوبين عنه إلى كل طائفة لتهنئة أعضائها بأعياد الميلاد ما يمثل اعترافاً رسمياً من الدولة بهم. ظلت مصر خلال القرون الأولى للمسيحية لا تعرف سوى الكنيسة الأرثوذكسية التي أسسها مار مرقس الرسولى، ولم تدخل الطوائف المسيحية الأخرى إلا عام 1219عبر الحروب الصليبية، أي قبل 797 عاماً من اليوم ،ففي القرن الخامس حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقيةوالغربية بسبب مجمع خلقيدونيا عام 451، فأصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تُعرَف بالكنائس الأرثوذكسية، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس الكاثوليكية، إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث انفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية. وفي القرن السادس عشر عام 1529 قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح، اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين "البروتستانت" وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرجت منها طوائف عديدة. وتقسم المذاهب المسيحية في مصر إلي الأرثوذكسية والكاثوليكية البروتستانت وكل مذهب ينتمي إليه مجموعة من الطوائف.. ويعد المذهب الأرثوذكسي هو المذهب الغالب في مصر للمسيحيين وهو محصور في أربعة طوائف هي طائفة الأقباط الأرثوذكس وأفرادها مصريون أصلاً وتتبع الكنيسة القبطية المصرية . وهناك "طائفة الروم الأرثوذكس" ويرجع جذور أفرادها إلى سكان الجزء الأوربي وتتبع الكنيسة اليونانية، أما طائفة الأرمن الأرثوذكس فأفرادها من أصل أرمني وتتبع الكنيسة الأرمينية، كما يوجد أيضا طائفة السريان الأرثوذكس وأفرادها من أصل سوري وتتبع الكنيسة السورية . وكان لكل طائفة من هذه الطوائف مجلس قبل صدور القانون رقم 462 لسنه 1955 والذي نّظم مسائل الأحوال الشخصية وألغى المجالس الملية الخاصة بكل طائفة وجمعها تحت قيادة واحدة. أما المذهب الكاثوليكي فهو يتبع كنيسة روما وينقسم إلي سبعة طوائف هي الأقباط الكاثوليك، والروم الكاثوليك، والأرمن الكاثوليك، والسريان الكاثوليك، والموارنة الكاثوليك، والكلدان الكاثوليك، واللاتين الكاثوليك وتخضع كل هذه الطوائف لرئاسة بابا الفاتيكانبروما. أما الكنيسة الإنجيلية فتشمل 17 طائفة، أبرزهم الكنيسة المشيخية، والإخوة، ونهضة القداسة، والرسولية، والخمسينية، والأسقفية. الروم الأرثوذكس من الطوائف الدينية المسيحية الصغيرة نسبياً، حيث لا يتجاوز عدد المنتمين لها فى كل أفريقيا، حسب إحصاءات رسمية، نحو نصف مليون نسمة، ويقع مقرها الرئيسى فى مصر بمدينة الإسكندرية، فى حين يقع فرعها القاهرى بكنيسة القديس نيقولاس فى منطقة الحمزاوى بالأزهر والبطريرك وغالبية أفراد الإكليروس رجال الدين يونانيون. والبطريرك الحالى الذى يحمل لقب "بابا" هو ثيودوروس الثانى وهو من مواليد كريت فى اليونان فى سنة 1954 وانتخب فى منصبه فى أكتوبر 2004، ويقوم الأنبا نيقولا بمسئولية المتحدث الرسمى للطائفة. ويبلغ عدد الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس فى مصر 18 كنيسة أغلبها فى الإسكندرية والقاهرة ودمياط وبورسعيد وطنطا والمنصورة أشهرها مارجرجس فى مصر القديمة، وهى كنيسة أثرية أقيمت فوق حصن بابليون. وتأسست كنيسة الإسكندرية لطائفة الروم الأرثوذكس عام 64 على يد القديس مرقس الرسول، وفى القرن الرابع تقريباً انتشرت هذه الكنيسة عبر مصر وليبيا وأصبح لديها نحو مائة إيبراشية، وكانت مدرسة الإسكندرية آنذاك نقطة ارتكاز لاهوتية لمسيحي الشرق وانشقت الكنيسة بعد ذلك عن مجمع خلقيدونية عام 451 ونشأ عنه بطريركيتان البطريركية المصرية المعروفة بالبطريركية القبطية، والبيزنطية والتى أطلقت على نفسها اسم بطريركية الروم الأرثوذكس منذ عام 1453 وبعد عام 1517 اتخذ البطاركة الروم القسطنطينية كملجأ لهم، وعادوا للإقامة فى مصر بشكل دائم فى القرن الثامن عشر، وشكل القرن التاسع عشر بداية حياة جديدة للبطريركية بسبب تزايد عدد المنضمين من اليونانيين والعرب والروم الأرثوذكس. وخلال فترة ما يعرف بالإصلاح الكنسى قام البطاركة الكريتيون القادمون من جزيرة كريت اليونانية بإدارة بطريركية الإسكندرية وكان آخرهم البطريرك متروفاتس كريتوبولس الذى تولى منصبه عام 1630 وترك ثروة من كتبه للمكتبة البطريركية التى تعتبر إحدى أهم ممتلكات الكنيسة وتحوى أكثر من 40 ألف مجلد و500 مخطوطة ولديها 15 ألف نسخة نادرة من الكتب. وقال المطران فيلاتوف، مطران كنيسة مارجرجس الأثرية بمصر القديمة للروم الأرثوذكس: توجد 12 كنيسة فى القاهرة تابعة للطائفة أبرزها كنيسة الحمزاوى التى تدير شئون أبناء الطائفة فى القاهرة نيابة عن البطريركية الأم فى الإسكندرية، وتنتشر كنائس الروم فى حلوان ومصر الجديدة والفجالة، ويرأس البطريرك الكنيسة بالتوافق مع السينودس، ويتكون مجمع البطريركية الأرثوذكسية للإسكندرية من 13 رئيس أساقفه، ويتبع كنيسة الروم الأرثوذكس أربع عشرة إيبراشية منها أربع إيبراشيات فى مصر وبالتحديد فى الإسكندرية والقاهرة وطنطا وإيبراشية للإسماعيلية وبورسعيد والقنطرة. وتتمتع الكنيسة بعلاقات جيدة مع الكنائس الأخرى، وتعتبر العلاقات بين الأقباط الأرثوذكس والروم الأرثوذكس طيبة فهناك خيط رفيع يفصل بين الكنيستين يتمثل فى وجود اختلافات طفيفة عقائدية، وتسرى على الروم الأرثوذكس فى مصر القوانين المصرية، فالزواج يتم فى الكنيسة ثم يتم توثيقه مدنيا، وغالبية الروم الأرثوذكس من اليونانيين الذين توطنوا فى مصر منذ عشرات السنين وحصلوا على الجنسية المصرية وتربطهم علاقات طيبة بالمصريين ولهم مدارس يونانية وناد فى القاهرة وآخر فى الإسكندرية لممارسة الأنشطة المختلفة. ويتكون المجلس الطائفي العام للروم الأرثوذكس العرب بمصر الذي تأسس عام 1923 من عدد من المجالس الطائفية فى المحافظات ومنها المجلس الطائفى بالقاهرة، والمجلس الطائفى بالإسكندرية، والمجلس الطائفى ببورسعيد، والجمعية الطائفية بطنطا، الجمعية الطائفية بالمنصورة، والمجلس الطائفى بدمياط ويترأس المجلس العام المهندس روبير حصنى. السريان الأرثوذكس هي كنيسة أنطاكية أرثوذكسية مشرقية، ومقرها دمشق تتمركز في منطقة الشرق الأوسط وينتشر أفرادها في مختلف بقاع العالم، وهي كنيسة مستقلة ترتبط بباقي الكنائس الأرثوذكسية بوحدة الإيمان والأسرار والتقليد الكنسي.. وقد أطلق عليها اسم "السريان" نسبة إلى سوريا وطنهم التاريخي. ويمثل هذه الطائفة في مصر كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس والتي أسسها المطران كيرلس ميخائيل مطران القدس للسريان الأرثوذكس والنائب البطريركى بمصر فى بداية التسعينيات. وهي واحدة من أجمل الكنائس في مصر، ويعود تاريخها إلى عام 1935، حيث تتميز بهندسة معمارية متميزة تتسع لحوالي 200 فرد وتقع في 21 شارع بمنطقة غمرة بالقرب من الكاتدرائية المرقسية للأقباط الأرثوذكس. وفي الماضي كان عدد أبناء هذه الكنيسة 200 أسرة أما اليوم فتقلّص العدد وبات يتراوح ما بين 20 و30 أسرة. ولا يتبع السريان الأرثوذكس في مصر أي مؤسسات اجتماعية أو تربوية بسبب قلّة عدد أبناء الكنيسة. الأرمن الكاثوليك نشأت طائفة الأرمن الكاثوليك فى مصر عام 1734، حين هاجرت 40 عائلة من أرمينيا إلى القاهرة فشيدوا كنيسة صغيرة عام 1737 ومنذ 1753 تولى بطاركة الأرمن الكاثوليك فى لبنان الرعاية الروحية للأرمن فى مصر وعُين أول نائب بطريركى لهم فى عام 1820 وفى 1926 افتتحت كاتدرائية القاهرة ويقدر عددهم فى مصر حاليا بنحو 1600 شخص والمطران الحالى فى مصر كريكور أوغسطونيوس مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك. وبسبب عدم وجود مكان عبادة خاص لهم، كان أبناء الطائفة يمارسون شعائرهم الدينية فى كنيسة اللاتين، وكانوا يدفنون موتاهم فى مدافنهم، واستمر هذا حتى تمكن الأسقف أكشهيرليان من استئجار منزل أقام فيه مذبحاً صغيراً ومكان مبيت للكاهن أيضاً، وتم تكريس المذبح الأول رسمياً فى الإسكندرية، وفى عام 1899 أصبح للأرمن مدافن خاصة بهم. وتقع بطريركية الأرمن الرئيسية بشارع صبرى أبوعلم وسط القاهرة، وتوجد 3 كنائس أخرى تابعة لهم فى القاهرة هى كنيسة القديس جريجورى المنور الرسولية وكنيسة كريكور لوساوريتش الرسولية وكنيسة القديسة تريز الكاثوليكية، فضلا عن بطريركية الأرمن الكاثوليك فى الإسكندرية. وللأرمن مساهمات عديدة ومتنوعة فى الحياة المصرية، وقد اندمجوا فى كل مجالات الحياة تقريبا وبرزوا فى مسارات مختلفة خاصة فى التجارة والصرافة قبل ثورة يوليو 1952، وتولى نوبار باشا الأرمني الأصل رئاسة الوزراء، ومازال اسمه عنواناً لأحد أشهر شوارع وسط القاهرة. وفنياً ظهرت أسماء عديدة من الفنانين والفنانات الأرمن بينهم رسام الكاريكاتير الشهير صاروخان والفنانات لبلبة واسمها الأرمنى "نونيا كوبليان"، وميمى جمال واسمها الأصلى "مارى نزار جوليان"، وفيروز الصغيرة "آرتين كالفايان"، والمطربة أنوشكا. السريان الكاثوليك كان يُطلق على السريان قبل مجيء المسيح اسم "الآراميين" وهم مجموعة من القبائل سكنت آرام فى شمال بلاد الشام ومنذ 1850 أصبحت هناك طائفة سريانية كاثوليكية فى مصر تشمل مهاجرين من العراقوسوريا، ولهم إيبراشية فى القاهرة تضم مدرسة ومستوصفاً وجمعية خيرية باسم مار منصور ونادى للعائلات. ومنذ القرون الأولى للمسيحية كان هناك سريان مقيمون بمصر، وامتلكت الطائفة السريانية وقتها أديرة وكنائس خاصة بها منها دير السيدة العذراء فى وادى النطرون الذى يحمل إلى الآن اسم دير السريان وللطائفة السريانية الكاثوليكية كنيستها الخاصة المعروفة باسم القديس إيليا بالموسكى. وقد تم تقسيم السريان الكاثوليك إلى نيابتين بطريكيتين واحدة بالقاهرة والأخرى بالإسكندرية، واستجابة لتوصيات مجمع الشرفة سنة 1888، قام السينودس البطريركى للسريان الكاثوليك المنعقد عام 1965 بتوحيد النيابتين البطريركيتين، وأقام منهما إيبراشية واحدة كاملة الحقوق وأطلق عليها "إيبراشية القاهرة للسريان الكاثوليك". ويتولى منصب بطريرك السريان الكاثوليك الشرفى الآن أغناطيوس يوسف الثالث يونان وهو من أصل سورى، فى حين أن المطران الحالى هو المطران إقليميس يوسف حنوش المولود بالقاهرة فى 1950 وتدرج فى المناصب الدينية المختلفة حتى وصل إلى منصبه فى 1996. وللسريان الكاثوليك مجلس استشاري لإدارة ممتلكات الإيبراشية، كما أن للطائفة جمعية خيرية تعرف بالقديس أفرام وأخرى باسم جمعية القديس منصور، وأندية للعائلات، ومجموعات كتاب مقدس، وجنود مريم، وكورال، ومدارس الأحد. الروم الكاثوليك تضم رعايا الروم الكاثوليك فى مصر والسودان وليبيا نحو تسعة آلاف شخص، لذا فهى طائفة صغيرة نسبياً، وكان القديس مرقس الإنجيلى- أحد تلاميذ السيد المسيح- هو أول أسقف على الإسكندرية وعندما اعتلى مكسيموس الثالث مظلوم سدة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق، عام 1833 انتعشت إيبراشية الروم الملكيين الكاثوليك فى الأسكندرية وتمتعت بكيان ذاتى، ومنذ 1837 أصبح لبطريرك الروم الكاثوليك وكيل فى مصر برتبة أسقف يدير شئون الكنيسة فى مصر والسودان والبطريرك هو غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق ومصر، ولكنه تقدم باستقالته لبابا الفاتيكان منتصف 2017 وقد قبلها البابا فرنسيس وعين راعي ابرشية الروم الملكيين الكاثوليك في حلب المطران يوحنا جنبرت عين مدبرا رسوليا للكنيسة لتولي المرحلة الانتقالية حتى انتخاب بطريرك جديد، أما النائب البطريركى العام في مصر حاليا فهو المطران جورج بكر. وتكونت طائفة الروم الكاثوليك بالأساس من مهاجرين جاءوا من فلسطينوسورياولبنان وكانوا يتبعون الكنائس اللاتينية المؤسسة من الآباء الفرنسيسكان، واستمر الحال هكذا حتى عام 1771، حين وُكل الكرسى الرسولى إلى غبطة البطريرك ثيؤوروس دهان بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك، رعاية أبنائه المقيمين بمصر وفلسطين. ولما تكثفت الهجرة فى القرن التاسع عشر، منح قداسة البابا غريغوريوس السادس عشر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم، عام 1838، لقب بطريرك أنطاكية والإسكندرية وأورشليم. ومن هذا التاريخ بدأت الكنيسة الملكية للروم الكاثوليك تزدهر فى مصر، وأخذ بطاركتها يقتسمون الرعاية بين سوريا ومصر، وقد انخفضت الهجرة إلى مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد حرب عام 1956، اتجهت الهجرة إلى بلاد أخرى من أوروبا وأمريكا وكندا. الكلدان الكاثوليك يعود نشأة الكلدان الكاثوليك إلي النصف الثانى من القرن التاسع عشر عندما هاجرت عائلات كلدانية من بلدان مختلفة شرق أوسطية للاستيطان فى مصر، وفى سنة 1890 كان تعداد الكلدان في مصر لا يقل عن مائة وخمسين أسرة تضم 600 شخصاً، تعود جذورهم إلى العراق وتركيا وإيران. وعُين بطريرك الكلدان راعياً لأبناء كنيسته فى مصر أول نائب بطريركى له، هو الخورى أسقف بطرس عيد. وفى عام 1891، تبرعت سيدة من أصل عراقى هى هيلانة عبدالمسيح بقطعة أرض فضاء فى حى الفجالة، لبناء كنيسة لأبناء الطائفة باسم القديس أنطونيوس الكبير، ووضع حجر الأساس لها فى عام 1891. فى سنة 1950، كان عدد الكلدان الكاثوليك فى مصر قد وصل إلى 1200 شخص، فتم بناء كنيسة جديدة باسم العذراء فى مصر الجديدة بحى سانت فاتيما، فانتقل مقر النيابة البطريركية من الفجالة إليها. وفى 6 إبريل 1993 منح البابا يوحنا بولس الثانى بابا الفاتيكان الأسبق لقب "بازيليك" للبطريرك الحالى الكاردينال مارعمانوئيل الثالث بطريرك بابل على الكلدان، ويتولى أعماله بالقاهرة المطران يوسف صراف، الذى ولد بالقاهرة فى 1940 وانتخبه السنودس البطريكى فى 1984أسقفا لإيبارشية القاهرة خلفا للمطران أفرام. الموارنة في عهد العصر العثماني توافد بعض التجار الموارنة إلى مصر وأقاموا فيها، وانتشروا فى القاهرة ودمياط والزقازيق والمنصورةوالإسكندرية، وفى عام 1906 أنشئت لأول مرة بطريركية للموارنة فى مصر، وفى 1946 وافق الفاتيكان على إنشاء مطرانية مارونية فى مصر تمتد صلاحياتها إلى السودان ويقدر عدد الموارنة فى مصر بنحو 5آلاف شخص والبطريرك الحالى الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ويرأس الكنيسة فى مصر المطران فرانسوا عيد. تاريخياً ظهر الموارنة فى مصر فى المخطوط رقم 493 المحفوظ فى المتحف البريطانى وعنوانه "الابتهالات" وجاء فيه: "إن راهبًا مارونيًا قد نسخه سنة 1498 وهو القس موسى، الراهب اللبنانى، وأن هذا الراهب كان مقيمًا فى القاهرة، وكان خادمًا لموارنتها". ويُظهر المخطوط تسجيل الولادات والعمادات وزواج ودفن موارنة فى سجلات الآباء الفرنسيسكان المحفوظ فى دير الموسكى الذى يعود إلى سنة 1627ما يؤكد أن وجودهم فى البلاد كان سابقاً لهذا التاريخ. وأسس الموارنة العديد من الكنائس الخاصة بهم فى مصر وبعدة أماكن منها شبرا ودرب الجنينة ومصر القديمة ومصر الجديدة والزيتون بالقاهرة وكذلك فى المنصورة ودمياط وبورسعيد وطنطا. ونظرًا لزيادة تعداد الموارنة أصبح لمصر والسودان نيابة بطريركية عام 1906ترأسها فى البداية المطران عمانوئيل فارس وصولا للمطران الحالى فرانسوا عيد الذى انتخب مطرانا للقاهرة عام 2006 خلفا للمطران يوسف ضرغام الذى استقال لبلوغه السن القانونية والنائب البطريركى الحالى المطران فرانسوا عيد لبنانى الأصل وهو يجيد اللغات الفرنسية، الإيطالية، الإنجليزية، اللاتينية والسريانية إلى جانب العربية. اللاتين فى عام 1839 أنشئت نيابة رسولية للاتين فى مصر والجزيرة العربية، وظل النواب الرسوليون من 1839 إلى 1921يقومون بمهمة النائب الرسولى والقاصد الرسولى فى آن واحد لمصر والجزيرة العربية. وفى هذه الأثناء أصبح لمصر إدارة منفصلة قامت بمهام النيابة الرسولية وكان مقرها بالإسكندرية، حتى تولى المطران إيجيديو سمبييرى نائبا رسوليا للمسيحيين اللاتين فى مصر عام 1978، وعينه البابا بولس السادس، نائبًا رسوليًا للنيابات الرسولية الثلاث، التى تقرر فيما بعد أن تكون نيابة رسولية واحدة باسم "النيابة الرسولية للإسكندرية ومصر الجديدة وبورسعيد"، لجميع اللاتين فى مصر، ويتولى مهام الوكيل العام السنيور جنارو دى مارتينو، وحسب إحصاءات شبه رسمية يبلغ عدد التابعين للنيابة الرسولية فى مصر حوالى 22 ألف نسمة بما فيها الرهبان والراهبات. وتصدر عن النيابة الرسولية للاتين فى مصر جريدة أسبوعية باللغتين العربية والفرنسية هى لوميساجى حامل الرسالة، وللطائفة مجلس روحى بمصر يترأسه الأب فرنسيس نوير. الأسقفية فى 1839 خصص محمد على باشا والى مصر، قطعة أرض فى ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كنيسة القديس مرقس الأسقفية، واهتمت الكنيسة برعاية الجاليات الأجنبية، وفى 1925 تمت رسامة أول قسيس مصر هو القس جرجس بشاى ليصبح هذا التاريخ نقطة تحول للكنيسة الأسقفية الإنجليكانية فى مصر. وفى نفس العام، أصدرت الكنيسة الأسقفية وثيقة توضح أن هدفها هو التعاون مع كل الطوائف فى مصر، حتى تحين اللحظة التى ستتوحد فيها الكنائس المسيحية فى مصر فى كنيسة واحدة، ثم قام رئيس أساقفة كانتربرى عام 1919 بتعيين الأسقف "للوين جوين" ليكون أول أسقف لمصر والسودان، واستمر فى خدمته حتى عام 1946 وتولى بعده الأسقف "جيفرى ألن" الذى خدم حتى عام 1953 تلاه الأسقف "فرانك جونستون" حتى عام 1958 إلى أن عاد إلى إنجلترا بسبب مرضه. بعدها أصبحت إيبراشية مصر تحت إشراف رئيس أساقفة القدس، ثم تم تعيين الأسقف "كنيث كراج" مساعدًا لرئيس أساقفة القدس ومشرفًا على إيبراشية مصر. كنائس وطوائف إنجيلية الإنجيليين أو ما يُطلق عليهم البروتستانت أكثر الطوائف التى يتبعها كنائس متعددة، إذ تضم نحو 17 كنيسة، هي الكنيسة المشيخية، وكنائس الأخوة، وكنيسة نهضة القداسة، والكنائس الرسولية، وكنائس الإخوة المرحبين، والرسالة الهولندية، وكنيسة الله، وكنيسة المثال المسيحي، وكنائس النعمة، وكنائس النعمة الرسولية، وكنيسة الكرازة بالإنجيل، والكنائس الخمسينية، وكنيسة المسيح، وكنائس الإيمان، والكنيسة المعمدانية الوطنية المستقلة، والكنيسة الأسقفية بعضها متناهى الصغر فى انتشارها أو فى عدد التابعين لها. وقد تم تنصيب أول مطران مصرى للكنيسة الأسقفية بمصر وهو المطران اسحق مسعد، و بعده جاء المطران غايس عبد الملك ثم تلاه المطران الحالى الدكتور منير حنا أنيس منذ عام 200 حتى الآن. فى عام 1938 تم تدشين كاتدرائية جميع القديسين فى منطقة ماسبيرو بكورنيش النيل، لكنها هُدمت عام 1974 لإنشاء كوبرى أكتوبر، وبموجب اتفاقية مع الدولة تم بناء كاتدرائية بديلة فى حى الزمالك، صدر لها قرار جمهورى من الرئيس أنور السادات وتم تدشينها رسميا فى 1988. ويتبع الكنيسة عدد من المستشفيات والمدارس والمراكز الاجتماعية فضلا عن دار للنشر، وتشتهر فى مصر بخدمة اللاجئين من البلاد الإفريقية المختلفة. ويتولى الدكتور القس اندريا زكي رئيس الطائفة الإنجيلية رئاسة الكنيستين المشيخية والرسالة الهولندية، أما كنيسة "نهضة القداسة" فهى إحدى الطوائف التى خرجت من طائفة "الميثوديست" وأسسها فى مصر القس راندل والقس مور وهما كنديان الجنسية ما جعل أمور الكنيسة تابعة طول الوقت لإشراف كندى حتى عام 1959 حين تحول الإشراف من القداسة الكندية إلى كنيسة الميثوديست، ويترأس مجمع كنائس النهضة لجنة مشكلة من المجلس الإنجيلى العام. بينما بدأت "كنيسة الايمان" فى مصر بواسطة القس الكندى لويس جلين 1905 فى دمنهور بمحافظة البحيرة وبعدها انتقل نشاطها إلى الفيوم ومنها إلى سوهاج ووصل عدد كنائس الإيمان فى مصر حاليا إلى 19 كنيسة، ويرأسها حاليا القس سعيد إبراهيم. ويبلغ عدد كنائس طائفة المثال المسيحي التي أسسها القس الكندى ديستر عام 1919 حوالي 23 كنيسة وسميت بهذا الاسم من قول بطرس الرسول "تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته". الأخوة بليموث "الأخوة بليموث" فى الأصل هى حركة دينية مسيحية بروتستانتية بدأت فى العاصمة الإيرلندية دبلن ومنها إلى لندن فى أواخر عام 1820، وانقسمت الحركة إلى الأخوة المنفتحين "المرحبين" والإخوة المنغلقين أو المنعزلين. والمنعزلون يعرفون اختصاراً ب"البلاميس" وهم يحافظون على تقاليد محافظة صارمة كتعليم أبنائهم وتثقيفهم ثقافة دينية مكثفة فى البيت وعدم الظهور إلا بملابس محتشمة حتى إن بعض نسائهن يرتدين الحجاب وخصوصا فى اجتماعات الكنيسة وهم بشكل عام يكرسون أنفسهم للعمل ضمن المنظمات والمؤسسات . المعمدانية تأسست فى الفيوم عام 1955 على يد القس صديق واسيلى جرجس واعتمدها المجلس الملى الإنجيلى كطائفة فى نفس السنة ولديها مدرسة لاهوتية فى شبرا ويتبعها ست كنائس. والمعمدانية الإنجيلية هى كنيسة بروتستانتية تؤمن بأن المعمودية يجب أن تتم للبالغين فقط وتمارس بالتغطيس. وينتظم المعمدانيون فى جمعيات أو اتحادات منفصلة، يعود كثير منها إلى الاتحاد العالمى للمعمدانية، ويقدر عدد المعمدانيين الإنجليز والأمريكيين بحوالى 90 % من عدد المعمدانيين فى العالم. وتنتشر مسميات مختلفة للكنائس المعمدانية فى مصر، فمنها الكنيسة المعمدانية برئاسة القس وهبة جيد والكنيسة المعمدانية الوطنية المستقلة ويرأسها العازر بنيامين، لكن بعضها خاض معارك صحفية مع رئيس الطائفة الإنجيلية وقتها الدكتور صفوت البياضى الذى يرفض الاعتراف بها أو بقانونيتها منها اتهام القس الدكتور بطرس فلتاؤوس رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية الأولى، للبياضى باستخدام نفوذه وعلاقته للطعن فى قرار الرئيس الأسبق حسنى مبارك بالترخيص لأول كنيسة معمدانية كتابية فى مصر عام 2008، وهو مارد عليه البياضى بالتأكيد على أن فلتاؤوس ليس قساً وليست له صفة دينية فى الطائفة الإنجيلية.