أسود يوم في تاريخ الكرة المصرية.. إنه أقل وصف يقال عن أحداث بورسعيد التي أعقبت مباراة المصري والأهلي وأسفرت عن قتلي بالعشرات ومصابين بالمئات. «روزاليوسف» حرصت علي التواجد داخل مقر النادي الأهلي الذي تصدر الأحداث أمس لرصد كل ما هناك من تحركات وإجراءات وقرارات حيث أجمع كل من في النادي علي ضرورة القصاص لدم الشهداء. واحتشد الآلاف من جماهير الألتراس خارج مقر النادي ورددوا هتافات ضد مجلس الإدارة بسبب عدم اتخاذ قرارات سريعة، كما هتفوا ضد المجلس العسكري وجهاز الشرطة.. وشارك الألتراس في مسيرة حاشدة بدأت من أمام النادي، ووصلت لمقر وزارة الداخلية وسط تصاعد نيران الغضب بسبب الضحايا مرددين هتافات كثيرة أبرزها: «يا نموت زيهم.. ينجيب حقهم». وعقد مجلس إدارة الأهلي اجتماعًا مطولاً صباح الأمس امتد حتي الثالثة عصرًا من أجل دراسة الموقف بشكل كامل واتخاذ قرارات حاسمة ترضي طموح وتطفئ نيران غضب الجماهير، من خلال بيان رسمي.. ويذكر أن الأهلي أعلن عن اتخاذ عدة إجراءات أبرزها تجميد النشاط الرياضي، وإعلان حالة الحداد لمدة ثلاثة أيام والتقدم بشكوي للنائب العام ورئيس الوزراء تتضمن ملفا شاملا عن الأحداث.. وعلمت «روزاليوسف» أن الذي اتخذ هذه الإجراءات هو حسن حمدي رئيس النادي وخالد مرتجي عضو مجلس الإدارة حيث كانا يجتمعان في منزل الأخير. وقرر مجلس الأهلي الاستمرار في تعليق جميع الأنشطة الرياضية بالنادي ومقاطعة أي نشاط يقام بمدينة بورسعيد لمدة 5 سنوات، وعدم الاكتفاء بإقالة محافظ بورسعيد ومدير أمنها والمطالبة بالتحقيق معهما في مسئوليتهما عما حدث، وتكليف اللجنة القانونية بالنادي برئاسة المستشار محمود فهمي بمتابعة بلاغ النادي للنائب العام والتحقيقات التي تقوم بها النيابة العامة مع مطالبة المجلس الأعلي للقوات المسلحة بمعاملة شهداء ومصابي النادي نفس معاملة شهداء ومصابي الثورة. كما قرر المجلس إقامة نصب تذكاري للشهداء بمقر النادي بالجزيرة واعتبار الأول من فبراير من كل عام يومًا لشهداء الأهلي. بإلاضافة لفتح حساب بنكي للتبرع لأسر الشهداء علي أن يودع النادي مبلغ مليون جنيه في هذا الحساب.. وأعلن الأهلي الحداد 40 يومًا علي أرواح الشهداء واستقبال وفود الجهات الرسمية والأهلية في تقديم واجب العزاء لمدة ثلاثة أيام بداية من اليوم الجمعة وحتي الأحد المقبل. وشدد مجلس الأهلي علي أنه في حالة انعقاد دائم لمتابعة قراراته، كما عقد حسن حمدي جلسة منفردة مع البرتغالي مانويل جوزيه قبل المؤتمر الصحفي الذي أقيم في السادسة من مساء الأمس لإقناعه بالعدول عن قرار الرحيل، إلا أن جوزيه أصر علي موقفه لاسيما بعد تكرار أحداث الشغب وتعرض حياته للخطر حيث اعتدي عليه أحد المشجعين في بورسعيد وضربه بآلة حادة ورأي الموت بعينيه ولولا تدخل رجال الأمن في اللحظات الأخيرة وأيضًا كامل أبوعلي رئيس المصري ونجحت المحاولات لإنقاذه. وكان جوزيه قد صرح لإحدي الصحف البرتغالية إنه بات قريبًا عن اعتزال التدريب نهائيًا وأنه متمسك بالرحيل من مصر. من ناحية أخري أجري السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم اتصالاً هاتفيًا بحسن حمدي أعرب فيه عن استيائه الشديد وحزنه لأحداث بورسعيد وسقوط ضحايا من جماهير الأهلي في يوم أسود علي الكرة المصرية. وقال رئيس الاتحاد الدولي إنه مستعد لتقديم أي دعم للأهلي من أجل تجاوز المحنة، مضيفًا أنه تابع الأحداث بألم ولم يصدق أن كل هذا تم في ملعب كرة قدم.. جدير بالذكر أنه وصلت صباح أمس طائرة حربية تقل 54 جثة من جماهير النادي وتواجد مندوب ممثلاً لمجلس الإدارة داخل مطار ألماظة لتسلم الجثث وتسليمها إلي ذويهم في مشهد محزن.