كتب - جيمس دورسى تمثل أحداث الشغب التي حدثت يوم الأربعاء في مدينة بورسعيد والتي خلفت أكثر من 73 قتيلاً، لحظة فاصلة في مصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك. هذه المأساة ليست مجرد قصة مباراة، فالقصة لها أبعاد سياسية وعواقب وخيمة ومهمة وواسعة النطاق...ماحدث مسيس إلي حد كبير، كما أنها تعرض رجال الشرطة إلي انتقادات جديدة وتعزز المطالب بفرض القانون والنظام. ذكرت تقارير أولية أن أحداث العنف التي اندلعت خلال المباراة بين النادي الأهلي والمصري كان بها عدد قليل من قوات الأمن، وعلي الرغم من أن وجود مشجعين متشددين أمر ليس بغريب – كما يوجد في صربيا وايطاليا – إلا أن ماحدث يشكل أسوأ احداث عنف شهدها تاريخ الكرة في مصر، الحادثة ليست سوي واحدة من سلسلة من الأحداث العنيفة التي تنطوي علي مشجعي كرة القدم منذ سقوط مبارك. يتكهن المصريون بأن قوات الأمن سمحت بهذه الاشتباكات عن عمد حتي تثبت للشعب أنهم بحاجة الي قوات الشرطة لتجنب انهيار القانون والنظام. ويقول البعض الآخر إن الحكام العسكريين قللوا من وجود الأمن لاستفزاز الالتراس وتقويض مصداقيتهم في بلد يعاني اقتصاده من الإحباط. لقد اشتبك الالتراس مع قوات الأمن المتطرفة في الملاعب المصرية منذ أربعة أعوام قبل تنحي الرئيس مبارك، كما شاركوا في معارك العام الماضي التي قتل فيها عشرات الأشخاص واصيب فيها الالآف. بجانب ذلك، لعبوا دورا رئيسيا في الانتفاضة التي دامت 18 يوماً، واقتحموا مبني أمن الدولة في فبراير الماضي وشاركوا في حصار السفارة الإسرائيلية في شهر سبتمبر، واشتبكوا في أحداث شارع محمد محمود في نوفمبر والتي قتل فيها أكثر من 5 أشخاص وجرح فيها الالاف. يتعرض الالتراس لمخاطر كبيرة، فهو يتكون من زعماء تسبب النظام القديم في أن يصبحوا عاطلين عن العمل وساخطين من الأوضاع المتردية في البلاد... أغلبهم شباب غير متعلم ويري انه حان الوقت لاسترداد القوة ضد الشرطة وكان شعار الالتراس هو «كل الشرطة لقطاء».. وبعد الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين الأمن في مباراة تونس في ابريل، ناقش القادة تعليق أنشطتهم، ولكن بعد ماحدث في بورسعيد، قالوا إنهم سيكون لهم وقفة حاسمة. كان من الطبيعي أن يكون غياب الأمن في الملعب للمرة الأولي في تاريخ الكرة المصرية مع استفزاز الالتراس أن تكون هناك حالة من الهياج، وهذا شيء طبيعي لمشجعين متشددين يرون أنفسهم الانصار الحقيقيين للنادي الأهلي. لقد تم توجيه عنف الالتراس ضد الاندية المنافسة كما هو الحال ضد قوات الأمن.ولكن قبل أيام، اتفق التراس الأهلي والزمالك علي هدنة قبل المباراة المقررة في 7 فبراير ، وقال التراس الزمالك في بيان نشروه علي الصفحة الخاصة بهم علي موقع الفيس بوك: «نحن نطالب بوضع حد لسفك الدماء والمصالحة من أجل الوطن». إن أعمال الشغب التي وقعت في بورسعيد سوف تزيد رغبة المجلس العسكري الحاكم في اتخاذ اجراءات صارمة خاصة ضد الألتراس، العمود الفقري للاحتجاجات في الشوارع.ولكن من الواضح انه خلال الايام المقبلة سوف يقف الشعب المصري بجانب البرلمان المنتخب والالتراس حتي يتم انتخاب رئيس جديد قريبا. الرئيس التنفيذي لموقع تويتر فورين بوليسي ترجمة - داليا طه