«الأبلكيشن».. بوابة خلفية وسوق تجارى كبير، يدر بملايين الجنيهات للجامعات الخاصة، فى موسم طويل يمتد لأشهر، تبتز فيه هذه الجامعات طلاب الثانوية العامة وطلاب الشهادات المعادلة العربية والأجنبية، أملا فى الالتحاق بكلية من كليات القمة التى تعتبر حلم العمر للطلاب وذويهم، حيث بدأت الجامعات الخاصة والأهلية، فتح باب التقديم المبدئى للالتحاق بكلياتها المختلفة، وذلك عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بكل جامعة، التى خصصت لطلاب الثانوية العامة الحاليين، والطلاب من سنوات سابقة، والراغبين فى التحويل من جامعات أخرى، على أن يستمر باب التقديم متاحًا لجميع الطلاب حتى إعلان نتيجة الثانوية العامة، إلا أن هذا السباق ينتهى بخسارة حقيقية لكل طالب تتجاوز آلاف الجنيهات التى يتم إنفاقها فى التقديم بأكثر من جامعة دون مكسب حقيقى حجز مكان فى إحدى كليات الجامعات الخاصة. تقديم مبدئى بدأت الجامعات الخاصة والأهلية، البالغ عددها فى مصر35 جامعة، فى استقبال طلبات طلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة منذ أكثر من شهر، دون أى شروط مسبقة، إلا أنها هذه الجامعات أخلت مسئوليتها، حيث إنها أشارت إلى أن هذا التقديم مبدئى، وإجراء متبع سنويًا وقانونيًا، وتقديم الملف لا يعتبر قبولًا بالجامعة، ويتبع سحب الملف عدد من الخطوات اللاحقة ضمنها اختبار اللغة الإنجليزية، كما أن بعض الجامعات تشترط اختبارات قبول خاصة بالكليات العملية، بينما لا يتم القبول النهائى إلا بعد تحديد مجلس الجامعات الخاصة والأهلية الحدود الدنيا للقبول بالكليات، فضلا عن إعلان نتيجة الثانوية العامة، والشهادات المعادلةً الأجنبية والعربي. سوق الأبلكيشن الجديد الذى استحدثته الجامعات الخاصة فى إجراءات التقديم المبدئى، ونظرًا للتخوف من التجمعات جراء جائحة كورونا، إتاحة الجامعات خاصية سحب الأبلكيشن «الاستمارة» إلكترونيًا، بجانب الدفع إلكترونيًا عن طريق الفيزا أو من خلال شركة فورى المنتشر فروعها فى مناطق مختلفة على مستوى الجمهورية. وتنوعت أسعار الاستمارات فى الجامعات الخاصة بين 750 جنيها ووصلت إلى 1000 جنيه، وأقرت الجامعات بعدم مشروعية سحب قيمة الاستمارات، فى حالة عدم قبول الطالب، بسبب ارتفاع الحد الأدنى للقبول بالكلية عن مجموع الطالب، أو نتيجة رغبة الطالب فى التقدم إلى جامعة أخري، واعتبرت قيمة الاستمارات غير مستردة. من جانبه كشف مصدر مطلع بمجلس الجامعات الخاصة والأهلية، عن أن متوسط طلاب الثانوية العامة يتجاوز النصف مليون طالب، بجانب أكثر من 70 ألفا من طلاب الشهادات العربية والأجنبية، ويقدم منهم شريحة كبيرة لا تقل عن 300 ألف طالب، استمارة التحاق بعدة جامعات، ليصل متوسط الربح الذى تجنيه الجامعات من التقديم لأكثر من 300 مليون جنيه موزعين على الجامعات، بنسب تتفاوت من جامعة لأخرى، ويستحوذ عليها الجامعات الأكثر شهرة، والأقدم. وقال المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه، فى تصريحات خاصة ل «روزاليوسف»: على الطلاب الانتظار حتى إعلان نتيجة الثانوية العامة، وإعلان المجلس الحدود الدنيا للتقديم، والشرائح الخاصة بكل مرحلة، ثم التقديم فى الجامعات، مشيرًا إلى أن فرصتهم لن تفوت فى الالتحاق بالجامعات، خاصة أن الوزارة تراجع كشوف المقبولين فى كل جامعة والحدود الدنيا للطلاب، وتتم معاقبة أى جامعة مخالفة. وأشار إلى أن هناك لجنة مشكلة من مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، تقوم حاليًا بإعداد نظام إلكترونى للتنسيق أسوة بنظام تنسيق الجامعات الحكومية، الذى يهدف إلى التيسير على الطلاب وتفادى تكرار تقدم الطالب لأكثر من جامعة فى نفس الوقت، وجعلها أكثر تنظيماً، حيث إن النظام الجديد من شأنه تحديد الحد الأدنى لكل كلية فى كل جامعة، ودفع رسوم التقدم إلكترونياً. وأضاف: ويتضمن أيضا ترتيب رغبات الطلاب بين الجامعات الخاصة والأهلية، وترتيب الطلاب بناء على المجموع، وتضم اللجنة أمين المجلس وعددًا من رؤساء الجامعات الخاصة على رأسهم الدكتور عبادة سرحان، رئيس جامعة المستقبل، والدكتور حاتم البلك، رئيس جامعة سيناء ، والدكتور خيرى عبدالحميد، رئيس الجامعة المصرية للتعليم عن بعد، التى تعكف لدراسة النظام المقترح وتطويره ومدى إمكانية تطبيقه، والمشاكل المحتملة للنظام، ووضع خطة زمنية محكمة لتطبيقه. يذكر أن مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، اعتمد آليات القبول للعام الدراسى الجديد 2020-2021، التى تتضمن أن يكون التقديم للجامعات الخاصة والأهلية من خلال الموقع الإلكترونى لكل جامعة، الذى يتم ربطه إلكترونيا بالأمانة العامة لمجلس الخاصة والأهلية بالوزارة، ويهدف النظام الجديد وفقا لمجلس الجامعات الخاصة إلى توفير الشفافية والنزاهة وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب المتقدمين، ويتيح النظام الجديد للطالب التقدم بتظلم من خلال الموقع الإلكترونى للجامعة والأمانة العامة للمجلس بوزارة التعليم العالى.