قبل أيام أدلي أحد القادة العسكريين الإيرانيين البارزين وهو العميد أمير علي حاجي قائد القوات الصاروخية بالحرس الثوري الايراني بتصريحات في غاية الاهمية والخطورة حيث صرح القائد الايراني بأن اكثر من 70 بالمائة من مواقع «العدو» بمنطقة الخليج تقع في مرمي الصواريخ الايرانية القصيرة ومتوسطة المدي.. وأن معظم مواقع العدو تقع علي مسافة تتراوح من 300 إلي 400 كم من اراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية.. كما أوضح القائد الايراني أن قواته قادرة علي استهداف اكثر من 20 هدفا في المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة عبر استخدام منصاتها لاطلاق الصواريخ .. وأن هناك أكثر من منصة إطلاق واحدة للهدف الواحد من مواقع العدو.. وبمعني آخر ان كل موقع للعدو سيتم استهدافه من خلال عدة منصات مختلفة.. ولا يمكن تفسير كلام القائد العسكري الايراني عن مواقع العدو التي تقع علي مسافة من 300 إلي 400 كيلومتر إلا بأنه يعني القواعد الامريكية في دول الخليج العربية وهو ما سبق أن أشرنا إليه هنا في «روزاليوسف» في مقال الخميس 5 يناير حيث ذكرنا أنه لا يستبعد أن تقوم إيران في حال تعرضها لاي هجوم اسرائيلي أمريكي يستهدف منشآتها النووية والاستراتيجية بمهاجمة الوجود العسكري الامريكي في دول الخليج من خلال توجيه ضربات صاروخية للقواعد والمنشآت الامريكية الموجودة في المنطقة.. وحددنا تلك الأهداف وقلنا إنها تشمل قاعدة الشيخ عيسي الجوية وقاعدة المحرق والجفير وميناء سلمان في البحرين.. وقاعدة أحمد الجابر الجوية وقاعدة علي السالم الجوية ومعسكر الدوحة في الكويت.. والقواعد الجوية مصيرة والمسنة والثمريات في سلطنة عمان.. وقاعدة السيلية والعيديد وقاعدة أم سعيد في قطر.. والقواعد الجوية السعودية في الدمام والظهران وحفر الباطن وعرعر.. إضافة إلي القواعد الجوية في الإمارات خاصة قاعدتي الظفرة والشارقة.. الشيء الاخر الذي يقرأ من تصريحات القائد العسكري الايراني هو الثقة الكبيرة في قدرات بلاده الصاروخية خاصة الصواريخ البعيدة المدي طراز «شهاب 3» التي يصل مداها إلي أكثر من 1200 كيلومتر وتفوقها علي قدرات الصواريخ الاعتراضية الامريكية طراز «باترويوت» والاسرائيلية طراز «حيتس» حيث أكد العميد أمير علي حاجي انه ليس بمقدور أحد حتي الأمريكيين أنفسهم مواجهة الصواريخ الإيرانية البعيدة المدي في حالة إطلاقها علي نطاق واسع.. ولا يستبعد هنا في ضوء كلام القائد العسكري الإيراني أن يكون الخبراء والمهندسون في منشآت التصنيع العسكري الايراني قد نجحوا ومن خلال الهندسة العكسية في زيادة القدرة الاستراتيجية لصواريخهم من خلال طلائها بمواد قادرة علي تفادي وامتصاص اشعاعات أجهزة الرادار الخاصة بوحدات الدفاع الجوي والصواريخ الاعتراضية مما ييسر من وصول الصواريخ الايرانية إلي أهدافها داخل اسرائيل وإلي القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج.