كما يبدو من قراءة الأحداث فإن منطقة الشرق الأوسط كلها على أبواب تطورات كبيرة وخطيرة.. ولا يستبعد أن تفتح أبواب جهنم على المنطقة فى حال حدوث مواجهة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل من ناحية وبين إيران من ناحية مقابلة.. حيث تنظر واشنطن وتل أبيب إلى إيران على أنها تمثل مصدر خطر كبيراً للمصالح الاستراتيجية المشتركة للدولتين فى الهيمنة والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط كلها.. وتعمل الدولتان منذ سنوات فى إطار التعاون الاستراتيجى فيما بينهما على التصدى للطموحات الإيرانية لأمتلاك أسباب القوة التكنولوجية والعلمية وامتلاك قدرات التصنيع العسكرى المتطور لجميع أنواع الأسلحة بما فى ذلك الصواريخ والطائرات العسكرية والغواصات إضافة إلى سعى إيران لامتلاك المعرفة بأسرار الذرة والسيطرة على الانشطارات والتفاعلات النووية.. وتسعى الدولتان حالياً إلى محاولة فرض حصار على ايران وعزلها دولياً قبل استدراجها إلى مواجهة عسكرية فى إطار سيناريو يشبه ما جرى مع مصر فى يونيو 1967.. يمكن القول إن خطوات هذا السيناريو قد بدأت بالفعل حيث يجرى الآن تصعيد العقوبات على إيران لتصل إلى فرض حظر على تصدير البترول الإيرانى.. واستفزاز ايران بأرسال أكبر حاملة طائرات أمريكية إلى بحر عمان ومياه الخليج برفقة مجموعة من القطع البحرية.. ومن ثم التحرش عسكرياً معها بما يؤدى بتداعياته إلى اندلاع مواجهة وتوجيه ضربة مدمرة لمنشآت التصنيع العسكرى والمنشآت النووية الإيرانية.. ولكن حسابات تلك الضربة كانت ولا تزال تشير إلى صعوبات فى تنفيذها حيث إنها لن تكون أبداً بضربة خاطفة وسريعة نظراً للانتشار الجغرافى للمنشآت الإيرانية الاستراتيجية على أكثر من موقع باتساع إيران.. إضافة إلى وجود تعليمات قتال فى القوات المسلحة والحرس الثورى الإيرانى تتضمن التعامل الفورى مع أى أهداف معادية تخترق الأجواء والمياه الايرانية وتوجيه ضربات صاروخية مضادة فوراً إلى أهداف محددة فى عمق اسرائيل وإلى منشآتها النووية والاستراتيجية فى نفس اللحظة التى تتم فيها مهاجمة إيران.. ولا يستبعد هنا أن تقوم إيران بمهاجمة الوجود العسكرى الأمريكى فى دول الخليج وتوجيه ضربات صاروخية للقواعد العسكرية والمنشآت الأمريكية الموجودة فى قاعدة الشيخ عيسى الجوية والمحرق والجفير وميناء سلمان فى البحرين.. وقاعدة أحمد الجابر الجوية وقاعدة على السالم الجوية ومعسكر الدوحة فى الكويت.. وقواعد مصيرة والمسنة والثمريات الجوية فى سلطنة عمان.. وقاعدة السيلية والعيديد وقاعدة أم سعيد فى قطر.. والقواعد الجوية السعودية فى الظهران والمنطقة الشرقية.. إضافة إلى قواعد الظفرة والشارقة فى الإمارات.. وما يمكن قوله إن مخطط استهداف إيران قد بدأ تنفيذه ودخل مرحلة العد التنازلى.. وللأسف الشديد فإن دولاً عربية تشارك فيه.