قالت الفنانة هالة صدقى: إن مسلسل «ليه لاء» يستعرض حالات حقيقية موجوة فى مجتمعنا ونماذج لبنات كثيرة تترك أهلها وتسافر للخارج سواء للعمل أو الدراسة, مشيرة إلى أنها تلقت العديد من التليفونات لفتيات وأمهات تأثروا بالمسلسل وموضوعه لمدى قربه من حياتهم نافية فى الوقت ذاته ان يكون هناك دعوة من فريق عمل المسلسل لتمرد البنات. وفى حوارها التالى تحدثت هالة صدقى عن الجدل الذى أحدثه المسلسل على السوشيال ميديا والصعوبات التى واجهتها أثناء التصوير وكيف ساعدتها والدتها الراحلة فى تجسيد شخصية الأم بواقعية شديدة وتفاصيل أخرى فى السطور القادمة. ■ بداية كيف استقبلتِ ردود الأفعال الذى حققته الحلقات الأولى لمسلسل «ليه لاء» رغم عرضه على منصة إلكترونية؟ - الحمد لله المسلسل حقق جدلًا كبيرًا وردود الأفعال التى حققها لم أكن أتوقعها خاصة الأمهات اللاتى اعتبرونى أحقق ما يتمنونه مع بناتهم. ■ هل استوحيتِ شخصية الأم فى «ليه لاء» من شخصيات حقيقية؟ - استوحيتها من أمى الله يرحمها, فهى كانت شديدة وصارمة جدا فى تربيتها لى وكان ممنوع أسافر بمفردى أو إنى أزور اصحابى أو همّا يزورنى وغير وارد أخرج معاهم وممنوع دخول البيت بعد الساعة 8 والنوم والأكل بمواعيد ولوقت تخرجى واحترافى التمثيل كانت ترافقنى فى أى مكان أذهب له علاوة على المعركة التى خضتها حتى أقنع أمى بدخولى الفن, وهذه الصرامة فى التربية نابعة من أن والدى كان يعيش فى أمريكا وهى بمفردها فكان عليها انها تكون الأم والأب بالنسبة لى وكل هذه الصفات ساعدتنى أن أقدم شخصية الأم بالشكل الذى ظهرت به هذا بجانب بعض اللمسات التى أضافتها, فعلاقة الأم وابنتها فى المسلسل قريبة جدًا من علاقتى أنا وأمى. ■ هل من الممكن أن تتعاملين مع ابنتك بنفس الشدة التى قدمتيها فى المسلسل؟ - ليس بهذا الشكل, لكن هذا لا يمنع أن الحزم موجود فى تربيتى لأولادى ومن وجهة نظرى ان الأم فى مسلسل «ليه لاء» وحزمها مع ابنتها نابع من خوفها عليها وهذا الخوف سببه انها عاشت دون راجل فى حياتها وامها لم تكن بنفس صفاتها فعندما يكون هناك اب موجود يكون هناك مرونة وحالة توازن بين أفراد الأسرة والأب والأم دورهم بيكملوا بعض لكن ام امينة خليل فى المسلسل قامت بدور الاب والام ومن هنا ينبع القسوة التى يكون فى باطنها خوف فى معاملة عالية ابنتها. ■ كيف ترين الهجوم على المسلسل بعد ظهور «دينا مراجيح» فتاة السوشيال ميديا فى أحد المشاهد؟ - أعتقد ان هذا وجهة نظر مخرجه وعن نفسى كنت أول مرة أراها وأسمع عنها فى المشهد الذى ظهرت فيه, ومن وجهة نظرى أن الأم التى جسدتها فى المسلسل حافظت على بنتها فى طبقة معينة بكل عاداتها وتقاليديها فى المقابل مجتمعنا فيه طبقة من البشر لا نعرف عنهم شيئًا وموجودين بكثرة وعنف ولا نسطيع ان نتجاهل وجودهم ومهما استطاع اى ممثل ان يؤدى شخصيته بتمكن واحترافية لن يستطيع أن يقدم هذا المشهد بنفس طبيعتهم ولغتهم. ■ اللمسة النسائية سيطرت على مسلسل «ليه لاء» سواء إخراج أو تأليف أو بطلات كيف تقيّمين هذه التجربة؟ - بالتأكيد سعيدة بها لان هذه التركيبة تكون لها تأثير على الممثل ومن جانب آخر فهناك تفاصيل صغيرة فى العمل مهما كان المخرج الرجل يكون عظيمًا ومتمكنًا لن يستطيع أن يقدمها بشكل أعمق مثل المخرجة والكاتبة الست وتصل بشكل أسرع للمتفرج خاصة عندما يكون الموضوع نسائيًا. ■ واجه المسلسل اتهامًا بأنه يدعوا البنات للتمرد على العادات والتقاليد ما تعليقك ؟ - لست مع هذا الكلام, فالعمل يستعرض حالة موجودة فى مجتمعنا وأغلب البنات أصبحوا بيسافروا للخارج ليكملوا دراستهم ويكون هناك حوارات كثيرة بين الأولاد وآبائهم لمحاولة إقناعهم بالسفر, فمثلا من ضمن التلفونات التى تلقتها كرد فعل للمسلسل بنت تبكى بقوة وعندما سألتها عن سبب البكاء قالت لى اننى اشعرتها بمدى الألم الذى سببته لوالدتها عندما تركتها وانفصلت عنها وهكذا ومن هنا أقول: إن المسلسل يدعوا البنت ان يكون لها شخصية بعيدًا عن السطحية فليس من المعقول ان يكون عمرها فوق الثلاثين ولا تعرف شيئًا فى الحياة. ■ حدثينا عن كواليس التصوير فى ظل أزمة كورونا؟ - للأسف كواليس المسلسل كانت صعبة جدا بدأنا متأخر والورق لم يكن مكتملًا وكان علينا ان ننتهى قبل رمضان, خاصة أنه كان مقررًا له العرض على قناة ام بى سى مصر فى النصف الثانى من رمضان وليس على منصة شاهد ثم جاءت أزمة كورونا وأجريت وقتها عملية جراحية فى عينى وشرين رضا قدمها اتكسرت كل هذه الأشياء جعلت هناك حالة توتر فى التصوير الذى استمرينا فيه حتى الأسبوع الأخير من رمضان لكى يلحق بالعرض على منصة شاهد بعد العيد ومن حسن حظنا انه لم يلحق بالعرض الرمضانى لانه يحتاج لدقة وتركيز فى الحوار بين الأبطال والعيش مع موضوعه بهدوء وهذا سيكون صعبًا مع كم الأعمال التى عرضت فى الموسم الرمضانى. ■ أعاد المسلسل نجاح الأعمال ال15 حلقة التى افتقدناها منذ أعوم طويلة ما تفسيرك؟ - سعيدة لعودة هذه الظاهرة فمنذ سنوات سيطرت الإعلانات على العرض التليفزيونى وتحولنا من مسلسلات ال15 حلقة أو السبعيات ل30 حلقة وهذا جعل هناك مط وتطويلًا باستثناء أعمال مثل زيزينيا وأربيسك وغيرها, وكانت هذه الاعمال يكتبها مؤلفون كبار مثل أسامة أنور عكاشة فالموضوع طالما لا يتحمل أكثر من 15 حلقة فما الداعى ان نقدمه فى أكثر من ذلك وانا مشجعة عودة هذه الظاهرة.