بدأت مصر لأول مرة فى عمليات استغلال الثروات البترولية فى مياهها الاقتصادية بالبحر الأحمر، نتيجة توافر إرادة سياسية قوية ودعم كامل من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الاتجاه، والذى تجسد فى توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، بما أتاح لقطاع البترول طرح أول مزايدة عالمية فى منطقة البحر الأحمر. وأعلنت مصر نتيجة أول مزايدة عالمية للبحث عن البترول والغاز بالبحر الأحمر التى طرحتها شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول فى مارس الماضى حيث فازت شركة شيفرون الأمريكية بالقطاع رقم» 1» بالمزايدة، وفازت شركة شل الهولندية بالقطاع رقم «3»، كما فاز تحالف شركتى شل ومبادلة الإماراتية بالقطاع رقم «4»، بإجمالى مساحة بحث نحو عشرة آلاف كيلو متر مربع وبحجم استثمارات حدها الأدنى 326 مليون دولار. جاء ذلك بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية حيث تم تحديد النظام الاقتصادى بالبحر من مساحة 66 ألف كيلو متر وقد شمل عرض المشروع اكثر من مرحلة تغطيها بالكامل وتم التخطيط ان تبدا المرحلة الأولى بمسح خطوط زيزينيا ثنائية الابعاد بأطوال 10000 كيلومتر كامل النطاق الاقتصادى وقد تم بالفعل تنفيذ هذه المرحلة بنجاح تام بما يزيد عن الكيميا المستهدفة التى وصلت إلى 10500 كيلو متر طولى اما ان حجم الاحتياطى المتوقع فيصعب خلال هذة الفترة تحديدا ولكن كافة التقارير العالمية تشير إلى تواجد احتياطيات من الزيت والغاز بكميات كبيرة بالبحر الاحمر وقياسة على خليج السويس الذى تدفق من حقول البترول على مدى اكثر من وتر ومازالت بة اكتشافات جديدة فإن مساحة البحر الاحمر نادرة اضعاف مساحة خليج السويس كما كان الاهتمام كبرى شركات البحث العالمية بالمشروع وحصولها على البيانات ومشاركتها الفنية الفعالة فى ورشة العمل التى عقدت بالغردقة لاستكتشاف البحر الاحمر ميعاد اكبر دليل على تواجد احتياطيات بالبحر الاحمر تضاهى مثيلاتها بالبحر المتوسط وتم طرح 10 مناطق مبدئيا بمنطقة البحر الأحمر. ووقعت وزارة البترول عقد مشروع فى 20-8-2017 مع شركة شلمبرجير لتبدأ عمليات المسح السيزمى خلال عام ونصف خاصة ان عمليات المسح السيزمى لا بد لها من الحصول على الموافقات الامنية وبيئية وتنسيقات مع قوات المسلحة واجهزة الدولة المختلفة وهذا يستغرق وقتا طويلا الا ان شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول قامت بوضع خطة تعمل من القيام بكافة التنسيقات الميدانية والحكومية مع اجهزة الدولة المعنية للحصول على جميع التصريح فى وقت غير مظبوط بوصلة سفينة الابحاث بالفعل فى منتصف ديسمبر 2017 وبدا اجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة للاجهزة للتاكد من جاهزيتة قبل بدء العمليات فى 22-12-2017 وقد جئنا إلى زيارة السيد وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا مول سفن الابحاث اثناء قيامها بالعمليات والمتابعة المستمرة دة فعل ايجابى على كافة المشاركين بالمشروع من مدافعهم للمواصلات العمليات على مدار الساعة فى ظل ظروف ملاهى صعبة حتى يتم التغلب على كافة التحديات وإنجازة خلال 100يوم فقط. أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية استمرار كافة الأنشطة الاستكشافية والإنتاجية فى مناطق الامتياز البترولية بجنوب مصر طبقاً لبرامجها المخططة وذلك بالرغم من التحديات التى تفرضها أزمة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن شركات البترول العاملة بالمنطقة تواصل تنفيذ خططها مع الالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية فى كافة أنشطتها الاستكشافية والإنتاجية وغيرها. وأضاف الملا أن الوزارة تشارك بفاعلية فى تنفيذ رؤية القيادة السياسة لتنمية جنوب مصر من خلال تنفيذ مشروعات بكافة المجالات والأنشطة البترولية بهدف وضع المنطقة على خريطة الاستثمار فى البحث والاستكشاف للبترول والغاز وتلبية احتياجات محافظات الصعيد إلى جانب جهود توصيل الغاز للمنازل والتى تسهم فى تقديم خدمات حضارية للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأعلن الملا أنه قد تم التوقيع بالأحرف الأولى مع الشركات الفائزة فى المزايدة العالمية التى تم طرحها بمنطقة البحر الأحمر لأول مرة وجارى استكمال الإجراءات التشريعية تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء، مضيفاً أن النتائج الإيجابية للمزايدة تعطى دفعة للمضى قدماً فى خطط جذب المزيد من الاستثمارات العالمية لقطاع البترول خاصة فى المناطق البكر الواعدة. وأوضح التقرير الذى تلقاة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية من المهندس محمد عبد العظيم رئيس شركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول حول موقف أنشطة الشركة فى جنوب مصر استمرار برامج الاستكشاف والتنمية والإنتاج من خلال 13 اتفاقية فى مراحل البحث و5 اتفاقيات فى مرحلة التنمية بالإضافة إلى اتفاقية للبحث والتنمية، كما أن الشركة تقوم بالإشراف على 10 اتفاقيات بترولية مع الهيئة المصرية للبترول فى مرحلة الإنتاج هذا بخلاف اتفاقيتين فى مرحلة الإجراءات وثلاثة قطاعات جديدة تم إسنادها. وأضاف التقرير أن وتيرة العمل على صعيد المشروعات المشتركة لتجميع البيانات الجيوفيزيقية مستمرة حيث يجرى الانتهاء من معالجة البيانات السيزمية ثلاثية الأبعاد بمنطقة البحر الأحمر، بالتزامن مع العمل على مشروع تجميع البيانات بالمناطق البرية حيث تم إبرام ملحق عقد المشروع لبدء المرحلة الأولى منة لمساحة تزيد علي 110 ألف كم2، وتم إكمال كافة الإجراءات والاستعدادات اللازمة للبدء فى المشروع، وجدير بالذكر أن عوائد المشروع المشترك بالبحر الأحمر سجلت خلال الشهور الماضية أعلى إيرادات للدخل منذ انطلاق المشروع وأنة قد تم فتح قنوات اتصال مع شركات عالمية كبرى أظهرت اهتماماً بالاستكشاف فى البحر الأحمر وتم عقد عدة اجتماعات مع هذة الشركات باستخدام تقنية الفيديوكونفرانس لعرض الفرص المتاحة. وأشار التقرير أن الشركة نجحت فى زيادة معدلات الإنتاج من مناطق امتيازها حيث تجاوز الإنتاج الكلى خلال العام المالى الحالى وحتى نهاية مارس الماضى 7 مليون برميل بمعدلات إنتاج يومية بلغت 23 ألف برميل زيت خام يومياً، كما بلغ اجمالى إنتاج البوتاجاز عن نفس الفترة 3244 طن بالإضافة إلى مليار و800 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، لافتاً إلى الانتهاء من حفر بئرين استكشافيين وأربعة آبار تنموية وإصلاح 43 بئراً وإعادة اكمال 8 آبار. وأضاف التقرير أن الشركة استمرت فى إضافة احتياطيات بترولية جديدة من خلال تنمية وتقييم الاكتشافات البترولية الأخيرة خاصة كشف شركة بتروجلف الأخير والذى أعاد إحياء منطقة جيسوم البحرية وأضاف احتياطيات كبيرة للزيت الخام وأنة يجرى الأن إكمال البئر التقييمى GNN-4 بكميات انتاج أولية تبلغ 2100 برميل يومياً من الزيت الخام، كما يجرى البدء فى الخطوات التنفيذية لحفر البئرين GNN-5 وGNN-6، كما حققت شركة بتروملاحة كشفاً بترولياً مؤخراً من خلال حفر البئر الاستكشافية أبو مروة بمنطقة الغردقة حيث تم تسجيل طبقات حاملة للزيت بسمك حوالى 140 قدما وجار عمل الاختبارات والدراسات لوضع البئر على الإنتاج. وأكد المهندس معتز درويش نائب رئيس مجلس إدارة شركة شل مصر العالمية فى تصريحات سابقة لروزاليوسف أن فوز الشركة بامتيازات استكشافية بالبحر الأحمر يأتى متوافقًا مع استراتيجية شل للتوسع فى أعمالها بمشروعات الغاز بالمناطق البحرية والمياة العميقة بمصر، ودعمنا لرؤية الحكومة فى تحويل مصر لمركز إقليميا للطاقة أضاف درويش أن شل حصلت على القطاع رقم «3» ورقم 4 مع مبادلة الإماراتية، وسننتظر موافقة البرلمان المصرى على النتيجة، ومن ثم نبدأ عمل المسح السبزمى الخاص بنا وبعد ذلك نبدأ حفر أول بئر استكشافى لمعرفة حجم الاحتياطيات الموجودة مشيرا إلى أن المنطقة واعدة، ولكن لكل شركة حسابتها وإمكانياتها الاستثمارية وأساليبها التكنولوجية فالمنطقة سياحية والحفر بها ليس سهلًا ولكن الموضوع يرتبط بالميزات التنافسية بين الشركات.