شيء يجب ألا ننساه، ويجب أن نغرسه في نفوس أبنائنا وبناتنا، سواء في المنزل أو المدرسة، أو حتي علي المستوي الجامعي، فهناك من لم يستطع أن يتعلم في حياته أن احترام ذاته هو المكون الأساسي لكرامته! وأن الاحترام لا يتجزأ عن الشخصية وكيفية بنائها، وتركيبتها النفسية، فاحترام الذات هي صفة في الجينات، ولكن يجب تنميتها،، مثل تنمية المهارات لدي الإنسان.. الاحترام للذات ليس تعالياً علي الآخرين، أو انكماشاً عن المجتمع وليس أيضًا إحساساً بالتميز، أو العنصرية الذاتية، ولكن احترام الذات في رأيي، أن يكون الشاب أو الشابة، مُقَدِراً لدوره في مجتمعه ومحاولاً ألا يستدعي الرغبات الشخصية قبل العامة، ومراعياً لحقوق الغير كحقوقه، ولا يفضل لغيره ما لا يفضله لنفسه. الإحساس بالاندماج في المجتمع، والعمل علي الارتقاء به، والسعي للمساعدة، وتقديم الخدمات للغير، خاصة غير القادر، ومراعاة مشاعر الآخرين، وعدم التزايد في إظهار ما نمتلكه أمام من لا يمتلكون شيئاً! هناك حياة تحتاج لاحترام الذات من الرد، ومن الجماعة، من الوطن نفسه، هناك مجموعات تحترم ذاتها وتحترم نفسها، ولا تقبل الإهانة، أو أن تُهين أحداً، وتتعامل برفق ومودة مع جماعات أخري تعيش معها.. إما علي مستوي الأسرة أو المؤسسة أو حتي تلك التجمعات ذات العقائد المختلفة!. الاحترام المتبادل، هو احترام للذات، وما ينطبق علي الجماعة ينطبق علي الأوطان والأمم. في المشهد العالمي نجد شعوباً فقيرة، مذلولة، مسكينة، تظهر أحوالها السيئة علي شاشات التلفاز والفضائيات، تعاني من حروب أهلية ومجاعات، وفساد، وضياع الحقوق بين أفرادها وجماعاتها، ويتناحر سادتها علي سلطات الحكم فيها، وتعاني أوصال تلك الأوطان من ضعف علي شكل فقر في بنيتها الأساسية.. ورغم أن في أكثر الأحوال نجد أن الله قد حبا أهل الأرض بأرزاق متنوعة، من حياة، أو أراضٍ، أو مناخ طيب، أو مناجم، أو ثروات جيولوجية، أو حيوانية، وزراعية، فقد قسم الله الرزق بين البشر بالعدل. وهذه التحليلات ليست علي سبيل الإنشاء في مقالي ولكن ثابتة من خلال مؤسسات علمية عالمية ومتحضرة، إلا أن احترام الذات هو المنبع للتقدم، فاحترام الذات يولد القدرة علي قوة الإدارة والإرادة لدي الشعوب، احترام الذات هو المثبت لقواعد العدل، والعدالة الاجتماعية. احترام الذات، هو قدرة التصدي للعيب في مهده، والقضاء علي الفساد، والرخوة في اتخاذ القرارات المصيرية. احترام الذات واجب أسري ومجتمعي في الأوطان المتمتعة بالحرية والديمقراطية، احترام الذات يجب أن يكون نواة صغيرة تنشأ مع الطفل في تربيته من المنزل وفي مراحل تعليمه الأولي، وتنمية الاحترام في المراحل العليا من التعليم، فاحترام الذات، مكون أساسي للشخصية المعتدلة المحترمة، المتقدمة، المتقدة، السوية . نحن في هذه الأيام للأسف الشديد نفتقد كثيراً خاصية احترام الذات.