تنطلق اليوم أولى مباريات المجموعة الثالثة فى بطولة أمم أفريقيا 2012 بمواجهة من العيار الثقيل بين المغرب «أسود الأطلس» وتونس «نسور قرطاج» فى مواجهة أخرى بين كرة القدم المغربية ونظيرتها التونسية بعد سلسلة من اللقاءات خاصة على مستوى الأندية. وتكمن أهمية هذا الديربى فى كون نتيجته ستحدد بشكل كبير مستقبل المنتخبين فى مشوار النهائيات، خاصة أن منتخب الجابون، صاحب الأرض والجمهور، سيقابل فى مباراة تبدو على الورق سهلة منتخب النيجر، الذى سيكتشف لأول مرة فى مساره الرياضى أجواء النهائيات القارية كما جرت العادة فى جميع المنافسات الرياضية، تكتسب المباراة الأولى، أهمية قصوى بالنسبة للمنتخبات المشاركة المتقاربة المستوى والتى تجمع فيما بينها قواسم مشتركة تتمثل فى تحقيق نتيجة الفوز الكفيل وحده بضمان بداية مشجعة ومواصلة المشوار من موقع قوة. وبالنسبة للمنتخب المغربي، الذى لم يخف منذ البداية تطلعاته فى إهداء المغرب ثانى لقب قارى فى تاريخ مشاركاته، فإنه يبقى مطالبا بمواصلة المستوى التصاعدى الذى بصم عليه خاصة فى الدور الإقصائى الثانى حيث وجد إيقاعه وتحسن مردوده سواء التقنى أوالتكتيكى أو على مستوى النتائج. ولتكريس هذا المعطى، يتوجب على جميع مكونات النخبة المغربية الحفاظ على المعنويات العالية والروح التضامنية والرغبة الأكيدة فى تحقيق الفوز، ما مكنه من تجاوز مرحلة الشك بل اجتياز التصفيات بنجاح. ومن العوامل المساعدة، التى من شأنها أن ترجح كفة «أسود الأطلس» فى مباراة اليوم كون المجموعة تتشكل من عناصر ساهمت بشكل كبير فى المشوار الإقصائى وتمتلك خبرة وتجربة فى مثل هذه التظاهرات على اعتبار أنها تشارك فى ثانى نهائيات قارية، كما أنها تملك بعض العناصر الشابة على رأسهم مروان الشماخ (أرسنال الإنجليزي) ويوسف حجى (رين الفرنسي) والحسين خرجة (فيورنتينا الإيطالي) وبدر القادورى (سيلتيك الاسكتلندي). على جانب آخر يبدو أن المدرب سامى الطرابلسى وكتيبته عازمون من خلال البرنامج الإعدادى المبكر والمكثف الذى خضع له «نسور قرطاج» على فترتين وخلالها خاض لقاءين وديين بشمال إسبانيا تعادل فى الأول بدون أهداف أمام منتخب إقليم كاتالونيا وفاز فى الثانى 2 - 0 على منتخب إقليم الباسك. ويسعى الطرابلسي، الذى توج السنة الماضية بلقب بطولة إفريقيا للأمم للمنتخبات المحلية، لتحقيق الازدواجية وهو ما دفعه إلى الاعتماد على لاعبين تتوفر لديهم الخبرة والتجربة ككريم حقى (هانوفر الألماني) ومجدى الطراوى وأسامة الدراجى ويوسف لمساكنى (الترجى التونسي) وأمين الشرميطى (زوريخ السويسري) وعصام جمعة (أوكسير الفرنسي). كما اعتمد على بعض الوجوه الشابة والجديدة ومن بينها على الخصوص حارس المرمى معز بنشريفية المتوج مؤخرا مع فريقه الترجى بطلا لدورى أبطال إفريقيا وفى مباراة أخرى يواجه أصحاب الأرض منتخب الجابون بقيادة المدرب الألمانى جيرنوت روه نظيره منتخب النيجر الذى يعتبر الحلقة الأضعف فى المجموعة الثالثة، على الرغم من خلقه لمفاجأة من العيار الثقيل.