حالة إنسانية وتفاعل كبير صنعه مسلسل الاختيار منذ الحلقة الأولى وجعله يغرد خارج السرب فى منطقة خاصة به بعيدًا عن حسابات الدراما الرمضانية وصراعاتها, حيث تفاعل معه المصريون بعد أن قدم جانبًا من حياة أبطال القوات المسلحة وتضحياتهم الكبيرة. عدد من النقاد أرجعوا سبب نجاح العمل إلى حالة الصدق والواقعية التى جاءت فى الأحداث خاصة إنه لم يمر وقت طويل على وقوعها. وهذا ما أكده الناقد طارق الشناوى, مشيرًا إلى أن الاستعانة بمشاهد أرشيفية لوقائع حقيقية مثل القبض على الإرهابى هشام عشماوى وحادث استشهاد جنودنا فى رفح وأزمة انقطاع الكهرباء وطوابير البنزين كان لها أثر إيجابى فى نجاح المسلسل. وقال الشناوى: شخصية الشهيد المنسى احتاجت لممثل قوى وليس ممثل صحته جيدة ولياقته البدنية مرتفعة وهذا ما أثبته الفنان أمير كرارة منذ المشاهد الأولى الذى يتطور فى ادائه ويثبت نضجه الفنى. وأضاف الشناوى, أن العمل على مستوى الصناعة الفنية والتصوير جيد جدًا وأثبت مدى حرفية المخرج بيتر ميمى الذى استطاع أن يجمع بذكاء بين الجانب الوثائقى وتناول أحداث حقيقية ومشاكل واجهت المجتمع وبين الجانب الدرامى الإنسانى. وأشار الشناوى إلى أن تقديم المسلسل لوقائع حقيقية وبطولات عاصرها الشعب المصرى منذ سنوات قليلة فى فترة حكم الجماعة الإرهابية وليس سنوات بعيدة جعل الاحداث ما زالت فى الذاكرة والجمهور متفاعلين معها اكثر, مؤكدًا أن الحلقات القادمة لو صارت على نفس المستوى سيكون من أهم الأعمال الرمضانية. ويتفق معه الناقد محمود قاسم, مؤكدا انه لا يوجد بيت فى مصر إلا وكان مجروحًا من هذه الجماعه الإرهابية ولا يوجد بيت إلا وبه شاب او اثنين فى الجيش يخدم على الحدود او فى الشرطة ويدفع ثمنًا من حياته وراحته ليدافع عن أهل بلده ليعيشوا مطمئنين. وقال: قرب زمن الأحداث جعل المسلسل قريبًا من الناس خاصة انه لم يمر على إعدام هشام عشماوى وقت طويل وأعتقد أن الفنان أحمد العوضى أثبت نفسه كممثل قوى من خلال الشخصية وكونه جعل الناس تكرهه منذ الحلقة الأولى بهذا الشكل فهذا يدل على نجاحه وأعتقد أنه سيكون مشروعًا لنجم قادم. وتابع قاسم قائلًا: الاختيار قدم ضيوف شرف نجومًا على مستوى الحدث ففى الحلقات الأولى ظهر إياد نصار وآسر ياسين وكريم محمود عبدالعزيز, أيضا نجح صناع العمل فى ايقاظ الشعور الوطنى لدى الجمهور وأثبت أنهم محتاجون لهذه النوعية من الأعمال الجادة مثلما حدث من قبل مع فيلم الممر ومن قبلهم فيلم ناصر56 عام 1996 وقتها نتنياهو كان متولى الحكم جديدًا وتوعد العرب فجاء الفيلم ليرد عليه ويقول إن هناك رجلًا اسمه جمال عبدالناصر تصدى للصهاينة. يذكر أن مسلسل الاختيار تصدر خلال الأيام الماضية مواقع التواصل الاجتماعى, حيث قام عدد كبير رواد السوشيال ميديا سواء كان جمهورًا أو فنانين بالإشادة بالعمل وصناعة.