فى إطار الجهود التى يبذلها مثقفو مصر فى الآونة الأخيرة لتكوين حائط صد بين الفن المصرى وبين أى أفكار دينية متشددة، نظم اتحاد مبدعى مصر الذى يضم رموزا من الفنانين والمثقفين لجنة للدفاع عن حرية الإبداع والتى استطعنا أن نتوصل إلى أولى خطواتها قبل الإعلان عنها فى المؤتمر المقرر إقامته بعد غد السبت والتى تتلخص فى مسيرة من مبدعى مصر يوم 23 يناير المقبل الموافق أولى جلسات مجلس الشعب ليحمل الفنانون بيانًا بمطالبهم إلى المجلس ومن أهمها ألا يفرض مجلس الشعب أى قيد على الباب الثالث للدستور والذى يحوى مباشرة الحريات، وأن تضم اللجنة التأسيسية للدستور والتى تحتوى على 100 عضو، منهم ما لا يقل عن 25 مثقفًا، بالإضافة إلى عدم تشريع أى قانون يؤذى أى حرية فنية ويكبلها، وفى حالة وضع أى قانون جديد على السينما لا يُشرع إلا فى حالة تواجد سينمائيين فى المجلس يوافقون عليه، وكان المطلب الأخير هو إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية وأن يصبح الفنان هو الرقيب على ما يقدمه للجمهور. ومن جانبه أكد المخرج داود عبدالسيد أن لجنة الدفاع عن الإبداع هدفها زيادة الحرية لكل مبدع، لأن الحرية الموجودة غير كافية، وهناك قيود منذ العصر البائد يجب القضاء عليها لأنها من أهم مكتسبات الثورة، وأضاف أنه هناك بعض التصريحات التى صدرت من عناصر متشددة فى حق رموز مصر مثل نجيب محفوظ وفى الحضارة الفرعونية التى اعتبروها حجارة. أما المنتج محمد حسن رمزى فأشار إلى أن المسألة لا تقتصر على الفن فقط بل تضم كل المثقفين ليتصدوا لأى كيان معاد للحرية وإلا ستصبح مصر دولة متخلفة وهذا هو المطلوب من أعدائها، فمصر لا يميزها عن أى دولة إلا مثقفوها وأشار إلى أنه عن طريق اللجنة سيتم وضع خط أحمر على الباب الثالث من الدستور، وندرس حاليًا آلية تنفيذ القرارات التى وصلنا إليها، وأكد رمزى أنه فى حالة تنفيذ أفكار الإخوان المسلمين سيصبح على الفن السلام، وأضاف أنه لن يترك القضية حتى لو نال الشهادة لأنه حق البلد. أما المخرج خالد يوسف فاستنكر هجوم بعض الأشخاص على لجنة الدفاع عن الحريات وقال: لا أفهم ميول من يهاجمنا من السينمائين؟ فمن المفترض أن نصبح يدًا واحدة حتى نصنع الكتلة الصلبة التى لا يستطيع أحد اختراق حرياتها، فنحن شاركنا فى الثورة ولابد أن يكون لنا دور فعال فى حماية الفن المصرى ونشارك فى صناعة مستقبلنا. وأشار نقيب السينمائين مسعد فودة إلى أن محاولات الجماعات الإسلامية للتدخل فى صناعة السينما لابد أن يقابلها تكاتف منظم من منظمات المجتمع المدنى لحماية الفن والثقافة. وأضاف أن المثقف المصرى له تاريخ وفكر يجعله أحق بالتواجد فى المشهد السياسى، ويؤكد الاتحاد على استقلال الفن وعدم تدخل السلطة فيه لذا يضم الاتحاد فنانين ومثقفين من كل الفئات سواء الأدب والثقافة والباليه وكل أنواع الفنون لتكوين درع قوى ونبحث حاليًا فى خلال اجتماعاتنا اليومية عن الآلية القانونية التى تؤهلنا لتحقيق مطالبنا بشكل سريع ومنع تدخل أى جماعة فى شأننا. وشددت المنتجة إسعاد يونس على أن حرية الإبداع حرية عامة وغير تابعة لأى جهة وستظل مستقلة عن أى كيان مؤسسى حكومى لتحافظ على مبادئها، وأن ما تسعى إليه اللجنة ليس مجرد شعارات ولكن هناك إجراءات فعلية لأنه حان وقت الوقوف للدفاع عن حرية الإبداع. وأشار المنتج محمد العدل إلى أن قانونية «جبهة الإبداع المصرى» مستمدة من شرعية جميع النقابات المكون منها من بينها نقابة السينمائيين والتشكيليين واتحاد الكتاب وسنفرض نفسنا على أرض الواقع لنحافظ على مكتسباتنا ونطالب أيضًا فى حالة عدم تواجد ممثل عن السينمائيين أو المثقفين بالمجلس القادم أن يتم استدعاء شخص يمثلنا فى حالة مناقشة أى تشريع يخص فئة بعينها من فنانى مصر، لأن المحافظة على ما نمتلكه من حريات هو واجب وليس تطوعًا ونناشد القوى الليبرالية المتواجدة بالبرلمان أن تدعمنا. جدير بالذكر أن الاتحاد يضم عددًا كبيرًا من المثقفين والفنانين من بينهم المخرج عمرو سلامة ومحمد دياب وفتحية العسال، وإقبال بركة ومحمد سلماوى وأحمد السيد وغيرهم من كبار الفنانين التشكيليين.