الخميس الماضي في برنامج الحقيقة علي «دريم 2» صرح أحد المتحدثين باسم السلفيين مبرراً فتوي انه لا تجوز معايدة المسيحيين في أعيادهم بأنهم مختلفون في العقيدة، وبرر ذلك بأن حتي الطوائف المسيحية لا تهنئ بعضها البعض في أعيادهم لأنهم مختلفون في العقيدة، حاولت أن اتصل بمحاور البرنامج أثناء وبعد البرنامج والأيام التالية له لأوضح له الحقيقة التي من المفترض أنه يبحث عنها ولا يجيب عن اتصالاتي لعل يكون المانع خيراً وقد تكرر ذلك التصريح في عدة صحف. الحقيقة أن الأستاذ المتحدث يجهل تماماً أن المسيحيين حتي لو اختلفوا في بعض أمور العقيدة إلا أنهم يهنئون بعضهم البعض وذلك ليس حديثاً ولكن منذ زمن طويل بعيد، فمثلاً قداسة البابا شنودة الثالث يطوف يوم 25 ديسمبر ليهنئ البطاركة والقسوس من الطوائف الأخري والعكس صحيح، ففي احتفالات 7 يناير يذهب الجميع إلي قداسة البابا شنودة الثالث وتسجيلات التليفزيون المصري خير دليل علي ذلك وذلك خلافاً لمناسبات أخري كثيرة فالمحبة تنسحب علي الجميع فبعض الاختلافات العقائدية لا تعوق ابداً هذه المحبة وبالتالي التهاني. كذلك في كثير من المناسبات يصلي المسيحيون معاً خاصة في أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية حيث يصلي الجميع عند بعضهم البعض كل يوم ولمدة أسبوع. كذلك تقام اجتماعات تشاورية هنا وهناك كما يدعوهم مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي يجمعهم علي اختلاف طوائفهم كما صلي جميع المسيحيين علي اختلاف كنائسهم في ميدان التحرير أيام ثورة 25 يناير 2011 ورنموا معاً بقلب واحد وشاركوا إخوانهم المسلمين. بل كانوا يحمونهم أثناء صلاتهم والعكس صحيح. وليلة رأس السنة في التحرير صلوا معاً من أجل مصر. مشكلة بعض التيارات الإسلامية أنها منغلقة علي ذاتها ولا تريد أن تنفتح علي الواقع وتظل في الجهل ولا يعرف عن شركائها في الوطن شيئاً وأصرت علي إقصاء الآخر كأنه غير موجود. إن مصر تحتاج جهوداً كل أبنائها علي اختلاف أطيافهم وثورة 25 يناير 2011 أذابت الكثير من السدود التي أقامها النظام السابق، فهذه الروح ستبني مصر الجديدة الكل علي قلب رجل واحد.