قبل عام مضى نويت لله أداء فريضة الحج خلال عام 2011 وجنبت خمسة وعشرين الف جنيه هى كل ما فى حسابى بالبنك لتغطية نفقات أداء الفريضة.. كنت أول من كتب استمارة الحج عن طريق نقابة الصحفيين ولكننى فوجئت قبل منتصف شهر رمضان بأن تكاليف الحج زادت الثلث عن الاعوام السابقة وبشكل لن أستطيع معه توفير تلك الزيادة خاصة أن حقوقى المالية التى حرمنى منها الطغاة والمتآمرون فى «روزاليوسف» على مدى عشر سنوات مازلت مجمدة ومازلت أجرى وراءها فى المحاكم ومكاتب خبراء وزارة العدل.. وفى مواجهة هذا الموقف طرح على أحد موظفى نقابة الصحفيين فكرة الحصول على تأشيرة من السفارة السعودية وأداء العمرة خلال ما تبقى من أيام شهر رمضان بعد أن تعذر أداء الحج.. وبالفعل حصلت على تأشيرة عمرة وسافرت وبصحبتى الصديق الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين.. وصلنا فى الايام العشرة الأخيرة من رمضان وكان الزحام فى مكة وحول الكعبة شديداً وكانت حرارة أغسطس تزيد من مشاق أداء المناسك ولكننى بحمد الله أديت العمرة ودعيت الله وأنا فى الكعبة أن يمكنى من أداء فريضة الحج ولم أستطع أن أمنع نفسى كذلك من الدعاء لله بأن ينتقم لى من كل من ظلمنى وتآمر على ظلمى وشارك فى ظلمى وفرح لظلمى.. وسافرت بعد اداء العمرة برفقة صديقى أسامة داود إلى المدينةالمنورة لزيارة الرسول وأمضيت أربعة أيام فى أحب مكان إلى نفسى على ظهر الأرض وعدت بعدها إلى القاهرة وقلبى معلق بمكةوالمدينة.. مع اقتراب موسم الحج تولدت فى نفسى رغبة جامحة فى السفر لأداء فريضة الحج رغم قلة الامكانيات المالية.. كانت لدى نية الحج إلى الله وما تبقى من مدخرات بعد أن أنفقت خمسة آلاف جنيه فى رحلة العمرة.. وجدت الأبواب تفتح أمامى والعقبات تذلل واحدة تلو الاخرى والطريق يبدو ميسراً لأداء فريضة الحج. وبخطاب من نقابة الصحفيين وعن طريق صديق التقيت الرجل الفاضل السيد عبدالعزيز القطان السفير السعودى بالقاهرة وحصلت منه على تأشيرة حج.. وسافرت تسبقنى روحى وفؤادى إلى بيت الله والرغبة فى الوقوف بعرفة.. لم يكن لدى أى ترتيبات خاصة بالإقامة أو الانتقالات وكنت أحمل بعض الهم لهذا الامر لكننى ومنذ لحظة وصولى إلى مطار جدة وجدت نظاماً رائعاً وضعته وزارة الحج السعودية أزاح عنى هذا الهم حيث يجرى استقبال «الحجاج الفرادى» الذين يأتون عن غير طريق الشركات السياحية والمجموعات ويتم ضمهم فى مجموعات يتولى كل واحدة منها مطوف سعودى يكون مسئولاً عن تنقلاتهم وتسكينهم فى مكة وتفويجهم إلى منى وتصيدهم إلى عرفات ونقلهم بعد غروب شمس التاسع من ذى الحجة إلى المشعل الحرام والمبيت بالمزدلفة.. وبعد إتمام رمى الجمرات وطواف الافاضة والتحلل ثم طواف الوداع يكون المطوف مسئولاً عن نقلهم إلى المدينةالمنورة لزيارة الرسول ثم نقلهم من المدينة إلى مطار جدة للمغادرة .. وما أريد قوله أن الله قد يسر لى أداء العمرة وبعدها مباشرة فريضة الحج لمجرد وجود النية فى قلبى.. ولم تتجاوز نفقات رحلتى العمرة والحج مبلغ العشرين ألف جنيه.. وربنا يوعدكم بعرفات وزيارة النبى.