عقد وفدان حركتي فتح وحماس اجتماعاً امس في القاهرة،لبحث سبل المضي في تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، ذلك تمهيدا للقاء بعد غد الذي سيشمل جميع الفصائل الفلسطينية، علي أن يعقبه اجتماع آخر للقيادات لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الخميس المقبل، والذي يبحث الاتفاق علي رؤية فلسطينية مشتركة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة: إن الوفدين وصلا أمس الاول إلي العاصمة المصرية القاهرة، تمهيدًا لعقد الاجتماع بينهما، ورأس عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية وفد حركة فتح، بالإضافة إلي صخر بسيسو وزكريا الأغا ومحمود العالول أعضاء اللجنة المركزية وأمين مقبول أمين سر المجلس الثوري للحركة. في المقابل،رأس موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الوفد الذي يضم عزت الرشق ومحمد نصر من دمشق ومحمود الزهار وخليل الحية ونزار عوض الله من قطاع غزة. وبحث الاجتماع تشكيل حكومة التوافق بين الحركتين وملفات الانتخابات العامة المتفق علي إجرائها في مايو المقبل، والمعتقلين السياسيين ومنظمة التحرير. وكانت حركتا حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية، قد اتفقت علي توقيع المصالحة مطلع مايو الماضي في القاهرة برعاية مصرية، إلا أن خلافاتهما بشأن حكومة التوافق أدت إلي تعطيل تنفيذه. وعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس اجتماعًا الشهر الماضي في القاهرة، اتفقا خلاله علي العمل كشركاء والمضي في تنفيذ اتفاق المصالحة. في سياق متصل اكدت مصادر مطلعة في حركة حماس ان جولة المحادثات الحالية ستكون حاسمة وان الحركة لن تقبل المماطلة والتأجيل وانها ستعلن علي الملأ المسئول عن تعطيل او فشل المحادثات في ظل عدم تطبيق اي من البنود التي تم الاتفاق عليها في المحادثات الاخيرة بين مشعل وعباس كحل مشكلة جوازات السفر واطلاق سراح المعتقلين. وتسود خلافات عميقة بين الحركتين اللتين تحظيان بأكبر شعبية في الشارع الفلسطيني، تفاقمت بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. وقامت كتائب القسام التابعة لحماس بالسيطرة علي قطاع غزة بعد عام من فوز الحركة في الانتخابات وطردت القوات التابعة للسلطة الفلسطينية من هناك، وبعدها حدث خصام بين الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس, وتأتي هذه اللقاءات فيما اتهمت حركة حماس اجهزة الامن الفلسطينية التابعة للسلطة بمواصلة ملاحقتها لعناصر حماس في محافظات الضفة الغربية، ذلك بعد اعتقالها ثلاثة من الحمساويين بينهم الاسير المحرر احمد الزعتري في محافظة الخليل. وحول ملف الاسري الفلسطينيين افرجت اسرائيل امس عن 550 اسيرا فلسطينياً تنفيذا للمرحلة الثانية من صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس التي افرج بموجبها عن الجندي جلعاد شاليط. ونقل معظم الاسري الي معبر«بيتونيا» اذ عادوا الي منازلهم في الضفة الغربية بينما افرج عن 41 اسيرا في معبر «كرم ابو سالم» علي حدود قطاع غزة، وتم نقل اسيرين اردنيين الي جسر اللنبي في حين افرج عن اسيرين من سكان شرقي القدس في حاجز عطروت. في سياق متصل أكد زياد أبو عين وكيل وزارة شئون الأسري والمحررين أن العملية نفذت مساء امس حسب ما ذكره الصليب الأحمر رسميًا. مشيرة إلي أنه جري تجميع الأسري في معتقلات عوفر، وهشارون، وايشل، قبيل اطلاق سراحهم, وقال قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني: إن المرحلة الثانية من صفقة التبادل شملت 6 أسيرات،بالإضافة إلي أسيرين أردنيين، وآخرين مقدسيين، و41 أسيرًا غزيًا، والباقي من الضفة، مشيرا إلي أن معظم الأسري المفرج عنهم قد امضوا ثلثي المدة، موضحا ان هذه الدفعة لم تشمل أسري من ذوي الأحكام العالية والمؤبدة. في المقابل أكدت مصادر سياسية اسرائيلية »أن الصفقة لا تشمل أياً من أفراد حماس بل ينتمي جميع المفرَج عنهم إلي فتح والفصائل الفلسطينية الأخري«، مشيرا الي أن نحو 400 من الاسري المشمولين في الصفقة قضوا ثلثيْ فترات محكومياتهم علي الأقل، وقد وقع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز امس علي كتب العفو الخاصة ب340 اسيرا فلسطينياً من بين السجناء الذين افرج عنهم.