كشف اللواء محمود نصر عضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة عن أن الدول الخليجية عرضت تقديم مساعدات لمصر جزء منها منح والآخر قروض بشروط سياسية ولكن مصر رفضت قبول تلك المساعدات.. وأضاف اللواء محمود نصر خلال لقاء مع صحفيين واعلاميين أن مصر أمامها صعوبات وتحديات اقتصادية كبري تبدو في تآكل الاحتياطي لدي البنك المركزي وتراجعه من 36 مليار دولار إلي 24 ملياراً في يونيو الماضي مع احتمال وصوله في نهاية يناير المقبل إلي 15 مليارًا واحتمال توقف مصر عن سداد أقساط الديون المستحقة عليها.. وأن حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة الدكتور الجنزوري عليها مواجهة تلك التحديات والصعوبات . كلام اللواء محمود نصر يكشف أن قادة الدول الخليجية يكررون خطأ الماضي ويتنكرون لمصر في محنتها.. فقبل نحو 35 عاما كان الاقتصاد المصري في أعقاب حرب أكتوبر 1973 يعاني من ظروف مشابهة وربما أكثر صعوبة.. واتجه تفكير الدكتور عبد المنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية إلي تصور إقامة عدد من المشروعات الاقتصادية الكبري لانعاش الاقتصاد وضخ استثمارات في شرايينه.. وقام رئيس مصر الأسبق السادات بجولة في الدول العربية الخليجية التي بدأت تكنز مليارات ضخمة من عائدات البترول في أعقاب حرب أكتوبر 1973 بعد إقدامها علي رفع أسعاره بقرار منفرد مع باقي دول «الأوبك» دون الرجوع للشركات البترولية العالمية السبع التي كانت تحتكر إنتاج وتصدير وتصنيع البترول والتي كانت تسمي «SEVEN SISTERS THE » حيث ظل سعر البرميل منذ 1948 وعلي مدي 25 عاما عند دولارين و60 سنتًا للبرميل.. وقفز في أعقاب حرب أكتوبر عدة مرات ووصل لنحو 20 دولارا للبرميل.. وقد فوجئ الرئيس السادات أثناء جولته الخليجية أن تقديم المساعدات لمصر مشروط برجوع نائب رئيس الوزراء المصري إلي وزير مالية احدي الدول الخليجية للحصول علي موافقته في كل قرار بشأن إدارة واستثمار المساعدات وهو ما أثار استياء رسميا وشعبيا عارمًا هنا في مصر.. ومع ذلك ظلت مصر كبيرة وشامخة في مواقفها خاصة عندما قام صدام بغزو الكويت يوم الخميس 2 أغسطس 1991 وأعلن ضمها للعراق حيث وقفت مصر إلي جانب الكويت وطالبت بضرورة عودة الكويت دولة ذات سيادة.. وقررت مصر التدخل عسكريا إلي جانب الدول الخليجية وأرسلت فخر تشكيلاتها العسكرية البرية وهي الفرقة الرابعة المدرعة والفرقة الحادية والعشرين مشاة ميكانيكي إلي حفر الباطن بالسعودية للمشاركة في تحرير الكويت.. وأعطت بتدخلها العسكري غطاءً وشرعية لكل الجيوش التي جاءت لتشارك في حرب تحرير الكويت.. وسقط مصريون علي ارض الكويت شهداء وجرحي ولم ينس شعب الكويت الشقيق وشعوب الإمارات والسعودية والبحرين وقطر وعمان تضحيات أشقائهم المصريين.. ولكن يبدو أن البعض من المسئولين في تلك الدول لا يريدون أن تخرج مصر وشعبها من أزماتها.