بقلم : ناجح إبراهيم الشعب المصري اختار الإسلاميين في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية.. وعلي أعضاء البرلمان الجدد أن يستعدوا جيدا ً لحساب هذا الشعب الذي اختارهم.. فالحساب علي المسئولية سيكون عسيرا ً أمام الله ثم أمام الشعب المصري الحي اليقظ الذي اختارهم. معظم المحللين الذين أطلوا من شاشات القنوات الفضائية حذروا من إجراء الانتخابات لأن مذابح ومجازر آدمية ستحدث في هذه الانتخابات.. وقد كذبت كل توقعاتهم وتحليلاتهم.. فلم يحدث أي عنف في هذه الانتخابات ولم يسقط قتيل واحد فيها. وذلك بعكس كل الانتخابات السابقة في العهد البائد.. فقد وقع قرابة 37 قتيلا ً في انتخابات 1999م.. ويبدو أن هذه التحليلات لم تكن تصدر من ضميرهم العلمي.. ولكنها كانت تخرج من العقل الباطن الذي تغذيه أيديولوجية معينة لا تريد فوز الإسلاميين.. وتريد ألا يكون في مصر مسئول منتخب حتي تقول له: "ارحل" في أي وقت تريده. وفات علي هؤلاء المحللين عظمة الشعب المصري وجيشه في أوقات الأزمات.. كما فاتهم أيضا ً أن الأمن المصري إذا صمم علي شيء تم بطريقة جيدة.. وأرجو أن يصمم هو والجيش علي سحق البلطجية ووقفهم عند حدهم.. مادام استطاع أن يصرف شرهم ويسلسل شيطانهم أثناء الانتخابات. تعيش إسرائيل حالة حصار إقليمي لم تحدث لها من قبل إلا في حكم الرئيس عبد الناصر.. وما يخوفها أكثر هو صعود الإسلاميين إلي سدة الحكم في عدة بلدان حولها.. وعزل الأنظمة الصديقة التي كانت تدللها وتحمي مصالحها علي حساب شعوبها. وهذا قد يغري الإسرائيليين بمغامرة عسكرية تقلب الطاولة علي التغييرات الديمقراطية الإيجابية التي تحدث في المنطقة. ولكن ما هو اتجاه هذه المغامرة؟ هل هو في اتجاه لبنان أم سوريا أم إيران أم مصر؟ ففي كل منطقة منها عوامل تغريها وأخري تمنعها وتصدها. ولنتذكر أن إسرائيل أقنعت بريطانيا وفرنسا من قبل للعدوان الثلاثي علي مصر 1956 لتحول بين مصر وبناء دولة قوية وجيش قوي بعد صفقة الأسلحة التشيكية لمصر. فلنحذر من هذه المغامرات.. لاسيما أن الدولة المصرية كلها بمؤسساتها تحتاج إلي إعادة تأهيل.. فأرجو ألا تنجرف مصر إلي صراع عسكري يجهض مشروع دولتها الديمقراطية الوليدة. ينبغي علينا ألا ندندن كثيرًا حول بعض المخالفات التي حدثت في الانتخابات الماضية من حزب العدالة والحرية والنور والكتلة المصرية .. وأن نحول هذه المخالفات للقضاء وننتظر حكمه فيها.. وأن نحذر جميعًا من تكرارها.. فأهم شيء أنه لم يتم تزوير أو عنف أو تدخل من الجهة الحكومية في الانتخابات.. فهذه الثلاثة هي الآفات الكبري في الانتخابات.. فإن سلمت منها أي انتخابات.. فالمشاكل الفرعية الأخري تحال للقضاء. كما ينبغي علي الأحزاب الإسلامية أن تترك هذه الترهات التي تسيء لها دون أي داع أو مصلحة.. ولنضرب للآخرين القدوة والمثل في الانضباط والالتزام بالقواعد المنظمة للانتخابات.