هذه هي الحكومة التي تتولي شئون بلادنا اليوم أسموها حكومة الإنقاذ الوطني، ولا أعرف من أين جاءوا بتعبير «الإنقاذ الوطني»!! إنقاذ ممن ووطني بأمارة إيه!! شيء من الخيال أن يذهب «عصام شرف» وحكومته وهي حكومة «خيال المآتة»، لكي تأتي حكومة تسمي بالإنقاذ، وهي في حد ذاتها تحتاج لمن ينقذها من رأسها وليس من ذيلها.. حيث يأتي علي رأس الحكومة - رجل في الثمانين من العمر، له تجربة فاشلة مع شعب مصر، وغير طيبة -كتبت بالأمس بعضا من اللقطات التي ميزت حكومته، ولكن الأكثر تميزاً لحكومة «الجنزوري» الأولي أنها صاحبة أكبر ضربة للتحرر الإعلامي، فهو صاحب قانون حبس الصحفيين، وهو صاحب قرار فتح البنوك علي مصراعيها للصوص، وهو صاحب قرار المشروعات الفاشلة والكاذبة وهو صاحب أكبر عمولة تم دفعها في بيع القطاع العام، ولعل شركة الاتصالات موبينيل هي خير دليل علي ذلك، ولم تستطع أي جهة أن تكذب ذلك بالوثائق أو المستندات، وهو الشهير بالتكويش علي السلطات حيث كان رئيساً لعدد مائة وأربع لجان وزارية وهيئة وغيرها كما لم يحدث في تاريخ الإدارة في مصر. وهو صاحب قرار إنهاء عصر حرية الكلمة كما تميز عهده وحكومته أيضاً ببدء فساد توزيع الأراضي حيث نشأ «محمد إبراهيم سليمان» وترعرع في بطن وعلي حجر حكومته ثم تولاه بالرعاية خلفه «عاطف عبيد»!!. ثم يأتي الجنزوري لكل يخطيء خطأ جسيما من وجهة نظر فرعون مصر. حيث كانت الكلمة التي علي لسانه بأنه مساعد رئيس الجمهورية وليس برئيس وزراء فقط، حتي إنه في تصريح له عن تعديلات وزارية، وإذ بزكريا عزمي «رئيس الديوان السابق» يطلبه للرئاسة، وإذ بعاصفة من الشتائم تنهال عليه من الرئيس السابق ، سائلا إياه، من أنت؟ من أنت حتي تصرح بأن تعديلا وزارياً سيحدث وهذا علي عيون وآذان كل من في القصر الجمهوري- وحديث آخر عن رواية أخري بأن أزواج بناته قاموا بأعمال استغلال منصب رئيس الوزراء وحينما جاءته رسالة من الرقابة الإدارية تساءل الجنزوري - ولماذا لا يسائلوا «جمال وعلاء مبارك» وكانت الطامة الكبري. ولكن الكذبة الكبري ليست كانت علي رئيس الدولة (الفرعون) بل علي شعب مصر وبأموال شعب مصر، التي أهدرت في مشروعات وهمية، سهل الطين، وغرب خليج السويس، وشرق التفريعة والمصيبة الكبري «توشكي»، ولعل قولته إن مصر لأول مرة تخرج من الوادي بعد عصر «محمد علي باشا»، خرجت في عهد مبارك، هذه الكذبة أمام حقيقة ثابتة وهي مشروع الوادي الجديد عام «1958» الذي أقامه «جمال عبدالناصر» الذي كان «الجنزوري» نفسه محافظاً عليه لمدة عام في تاريخه الوظيفي، ومديرية التحرير، وجنوب التحرير، وتعمير الصحاري. هكذا كان الكذب في عصر الجنزوري العائد لينقل بلادنا إلي الديمقراطية!! شيء من الخيال والعبث، وشيء لا يجب أن نقف أمامه ساكنين. بل أحذر - «يا جنزوري» أنت ومن ستأتي بهم نحن لك راصدون، لكل موقف ولكل حركة، إما مصر أو الخروج علي كرسي متحرك، كما فعل بك الرئيس السابق بل أكثر من ذلك، فنحن لا نعلم لماذا جاءوا بك!!؟