كرنفال سياسي وإقبال جماهيري منقطع النظير شارك فيه كبار السن قبل الصغار وتسابق فيه الكل لصالح مصر، "أول مرة انتخب" هي الكلمة التي ترددت كثيراً صباح أمس فالجميع اعترف أنه للمرة الأولي يكون ايجابياً وهو الامر الذي تحقق بعد ثورة 25 يناير فالشباب وكبار السن ترتسم علي وجهوهم ابتسامة تضيء مستقبل مصر.. شعور مختلف يتقاسمونه بعد سنوات طويلة من الإجبار و التهميش، الجميع عرف قيمة صوتهم الذي اصبح أمانة يحملها حتي يصل الي صندوق الانتخاب ليتأكد أن رأيه وصل في مكانه الصحيح. شباب يرسم مستقبل «مصر الجديدة» ومشاركة «الكبار» تأخرت 30 عاما وفي طابور الانتخابات الطويل التقينا "علياء أحمد" محاسبة بإحدي الشركات الخاصة- وقفت في طابور طويل امام مدرسة المبتديان حاملة طفلتها الصغيرة في انتظار دورها وعلي الرغم من ذلك لم تمل من طول الطابور بل كانت متحمسة للإدلاء بصوتها لاول مرة مثلها كأغلب المصريين، وأكدت أنها سعيدة بالتجربة وهو ما دفعها للنزول دون الاستسلام الي الاصوات التي تدعو الي عدم الانتخاب في ظل الظروف الراهنة او تخويف المواطنين من عدم إحكام الأمن والأمان في الشارع وهو عكس ما وجدته في اللجنة التابعة للدائرة الرابعة. تكمل موضحة أنها اعتمدت علي اختيار مرشحها الانتخابي من خلال الانترنت والبحث عن البرامج الانتخابية للاحزاب التي أسست بعد الثورة كما قامت بتبادل المعلومات مع أصدقائها بالمنطقة وجيرانها حتي تمكنت من الاستقرار علي رأي ادلت به في صندوق الانتخابات ولكنها أبدت تخوفها من جهل عدد كبير من المواطنين بالمرشحين وكذلك أسس الاختيار السليم فمنهم من يختار بناء علي المرشح الذي يقدم له خدمات فورية من توظيف او توزيع مواد غذائية وهي خدمات مؤقتة تنتهي بانتهاء اعلان النتائج. وأضافت أنها شاهدت بعض الدعاية للاحزاب داخل الطابور وهي تستهدف كبار السن والمواطنين البسطاء الذين لا يعرفون حقوقهم الانتخابية. أحمد رمضان: أنا ذاكرت مصر كويس "احمد رمضان" (20 عاما) استيقظ مبكراً علي غير العادة ليذهب الي المقر الانتخابي ويدلي بصوته فهو علي حسب قوله "ذاكر كويس علشان مصر تنجح" ولم يغمض له جفن الا بعد ان استقر علي مرشحيه فهو حتي اللحظة الاخيرة كان يبحث علي شبكة الانترنت عن مرشحي الفردي لدائرته والتعرف علي برامجهم ومعلومات اضافية عنهم. سعادة بالغة يشعر بها بعد ان تجدد الامل في الشعب المصري ومدي تأثيره علي مستقبل مصر وهو ما تأكدمنه من خلال الطابور الذي وقف به كبار السن والشباب ليدلوا بأصواتهم دون تذمر بل كانت الابتسامة والفخر يظهران علي الوجوه كما أن الاحاديث الودية بينهم لم تتوقف رغم اختلاف ترشيحاتهم. في الإسكندرية تقول "هبة محرم" لم أشاهد رشاوي للناخبين لكن الدعاية بالمنشورات والسيارات المعلق بها الميكروفونات كانت هي سيدة الموقف كما اختفي النظام و ضبط النفس من جانب القائمين علي اللجان وأضافت أن رئيس اللجنة التي قامت والدتها بالتصويت أمامها - والتي انتظرت وصول الأوراق ما يزيد علي 4 ساعات من 8 صباحاً حتي 12 ظهرا -رفض أن تدلي بصوتها من موقعها لأنها لا تستطيع الصعود إلي اللجنة في الدور الخامس فقام اثنان من المجندين برفع مقعدها حتي مقر اللجنة في الدور الخامس .. وكان من نصيب رئيس اللجنة كم من العبارات الناقدة الساخطة. الحاجة هاجر: أنا مصرة علي الانتخاب الحاجة "هاجر ابراهيم" جلست علي كرسي بجوار مدرسة الاندلس بحي العباسية وعند الاقتراب منها للتعرف علي سر انتظارها اكدت انها كشفت عن لجنتها الانتخابية علي موقع انتخابات مصر وظهرت لها هذه المدرسة، ولكنها لم تجد اسمها او الرقم القومي الخاص هناك فجلست بجوار المدرسة مع ابنها حتي يأتي احد اصدقائه باللاب توب للبحث مرة اخري علي الموقع و معرفة لجنتها الصحيحة. وأشارت إلي أنها لن تعود الي منزلها الا بعد ان تدلي بصوتها فهي علي مدار سنوات عمرها التي تجاوزت 65 عاماً لم تشارك في الانتخابات اطلاقاً فهي المرة الاولي التي تشعر فيها بقيمة صوتها و اهميته لذلك دققت كثيراً قبل تحديد اختيارها واستمعت الي عدد من البرامج التليفزيونية للتعرف اكثر علي الاحزاب والمرشحين وفي النهاية جاء اختيارها وفقاً للسمعة الطيبة للمرشح ليكون اهل للثقة وأمينًا علي الشعب المصري. الحاجة ابتسام: أخيرا استخدمت حقي "ابتسام علي"- 67 عاماً - تنتخب اول مرة لتدلي بصوتها ورغبتها الحقيقية فقد كانت من قبل تجبر علي الانتخاب من قبل الحزب الوطني الذي اخرج لها كارنيه عضوية وكان يستخدمه في الانتخاب بدلاً منها دون علمها و لكن هذه المرة تشعر بإحساس مختلف لأهمية صوتها وتأثيره في العملية الانتخابية فهي تمكنت من اختيار الحزب الذي تجد فيه العدل و تحقيق الحرية وقد اعتمدت علي زوجة ابنها لتعريفها بالمرشحين عن طريق مواقعهم الالكترونية علي شبكة الانترنت فهي لم تتمكن من معرفتهم عبر التليفزيون أو من خلال الاتصال المباشر.