في الوقت الذي يواصل الرئيس السوري بشار الأسد قمع المحتجين المطالبين برحيل نظامه، كشف جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط ان بعض الزعماء العرب أبلغوا الولاياتالمتحدة انهم عرضوا اللجوء علي الرئيس السوري لإقناعه بالتخلي عن السلطة. وقال فيلتمان امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي "بعض القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء علي الاسد لدفعه الي التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة". وإن لم يحدد الدول التي عرضت اللجوء علي الأسد. جاءت تصريحات فيلتمان في جلسة استماع حول قمع حركة الاحتجاج في سوريا بمجلس الشيوخ، أعرب فيها عن أمله بأن يقرر الأسد والدائرة المقربة حوله طواعية مغادرة سوريا. وقال فيلتمان "تقريبا كل الزعماء العرب ووزراء الخارجية الذين أتحدث اليهم يقولون الشيء نفسه.. حكم الاسد يتجه الي نهاية. هذا أمر محتوم". وأكد فيلتمان ان واشنطن ستواصل دعم المعارضة السورية مع استمرار الضغوط الدبلوماسية والمالية علي النظام حتي رحيله، مضيفاً: إن الولاياتالمتحدة لا تسعي الي عسكرة الصراع قائلا "سوريا ليست ليبيا." وقال فيلتمان: إن الولاياتالمتحدة تؤيد عقوبات متعددة الاطراف علي سوريا في الاممالمتحدة، مضيفا: انه اذا واصلت روسيا والصين عرقلة قرار يدين دمشق في مجلس الامن الدولي فإن واشنطن ستدرس خطوات اخري، موضحاً أن العقوبات الامريكية والاوروبية تشدد الخناق حول النظام الحاكم في سوريا. من جانب آخر قال فيلتمان: إن السفير الأمريكي الي سوريا روبرت فورد، الذي غادر دمشق في نهاية أكتوبر سيعود خلال أسابيع لسوريا. في غضون ذلك، حذرت نافي بيلاي رئيس مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان من خطورة انزلاق سوريا نحو حرب أهلية. ونقلت أمس هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"عن بيلاي إن دمشق تماطل في تفعيل المبادرة العربية التي وافقت عليها، مضيفة: إن المجتمع الدولي يجب أن يصر علي تطبيقها والالتزام بها. كانت المنظمة الدولية قد أعلنت أن ضحايا أعمال القمع في سوريا تجاوزوا 3500 قتيل منذ بداية الانتفاضة ضد نظام الأسد. فيما أعلن حسين عريان المسئول الميداني في تنسيقية الثورة بحمص أن المدينة استطاعت في الأسابيع الأخيرة أن تنهك النظام السوري وتضعفه إلي أقصي الحدود من خلال حركات الاحتجاج المتواصلة رغم كل التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها النظام، مبرراً ضراوة الحملة العسكرية ضد المدينة بسبب مخاوف النظام من أن حمص تتحول إلي بنغازي الليبية مما قد يخرجها عن طور سيطرته. وأشار إلي إن حمص دفعت ما يزيد علي ألف قتيل منذ انطلاقة الثورة، مؤكداً وقوع مجازر ومقابر جماعية دفن فيها المئات ولم تتمكن المعارضة من توثيقها بسبب الحصار المفروض علي المدينة. ميدانياً، أعلن نشطاء ان القوات السورية قتلت ثمانية محتجين وأصابت 25 آخرين بجروح في دمشق أمس الأول في واحدة من أكثر الحوادث دموية في العاصمة منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد المستمرة منذ سبعة شهور. وقالت لجان التنسيق: إن 16 شخصا قتلوا في مناطق أخري أغلبهم في محافظتي حمص وحماة في الحملة العسكرية المتواصلة ضد الاحتجاجات المناهضة للأسد. وأفاد ناشط ميداني بحي الخالدية في حمص ان الدبابات والمدرعات مستمرة في القصف العشوائي علي المنازل، مضيفاً: إن القناصة منتشرون فوق أسطح البيوت والمدارس والمستوصفات في الوقت ذاته، كشفت مصادر مطلعة لروزاليوسف ان اجتماع اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية المقرر عقده اليوم برئاسة قطر وعضوية كل من مصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان سوف يناقش ورقة حول طبيعة التعامل مع النظام السوري في ضوء عدم التزامه ببنود المبادرة العربية التي وافق عليها في الاجتماع الوزاري الاخير، وقالت المصادرل" روزاليوسف": إن فرض عقوبات علي سوريا من قبل الجامعة العربية امر وارد مشيرة إلي أن العقوبات قد تشمل تعليق مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة وفرض حظر جوي علي سوريا اضافة إلي تعليق عضويتها لحين وقف اعمال العنف ضد الشعب السوري.