فى الوقت الذى يواصل فية فيروس «كورونا» حصد الأرواح وتصاعد المخاوف فى العالم من زيادة انتشاره وجه «كورونا» ضربة جديدة للاقتصاد العالمى فى قطاع الاتصالات حيث بات من المؤكد انسحاب العديد من الشركات العالمية من حضور معرض ومؤتمر برشلونة الدولى للاتصالات الذى يقام خلال الفترة من 24 إلى 27 فبراير الحالى. يأتى ذلك وسط ترقب فى السوق المصرية على خلفية قيام المستوردين بوقف استيراد أجهزة المحمول مؤقتًا من الصين نتيجة إغلاق عدد كبير من مصانع الالكترونيات فى بكين. أكد كريم غنيم عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة ورئيس شعبة الاقتصاد الرقمى والتكنولوجية أن الشعبة ناقشت فى اجتماعها الأخير مدى تأثر سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصرى خاصة قطاعات الهواتف الذكية واجهزة الحاسب الآلى بدرجة كبيرة بسبب أزمة وباء كورونا الذى يجتاح الصين الآن والذى أدى إلى إغلاق عدد كبير من مصانع الالكترونيات لتدخل البلاد فى عطلة تمتد حتى 10 فبراير منعًا لتفاقم الأوضاع وانتشار العدوى. وأشار إلى أن الشركات والموزعين عادة للهواتف الذكية تحتفظ بمخزون احتياطى قبل إجازة رأس السنة الصينية لعلمهم المسبق أنها أكبر مدة إجازات بالصين إلا أن الأزمة الحالية نشأت من تتابع إجازة السوق الصينية خلال رأس السنة مع الأزمة الحالية. أضاف أن توقف الشحن سيؤثر على السوق بدرجة أو بأخرى لأننا نعتمد بدرجة كبيرة على استيراد الأجهزة الالكترونية وإذا توقف الأمر على إغلاق السوق الصينى أبوابه حتى 10 فبراير الجارى فستكون هناك فرصة لتدارك الأمر ولكن لو تم استمرار الأزمة لما بعد هذا التاريخ سيكون الأمر أكثر تعقيدًا وينبئ لحدوث أزمة والشعبة فى حالة اجتماع لبحث مجريات الأمور وتأثيرها على السوق المصرية ومناقشة الخطط البديلة ويرجع تأثر السوق بالإغلاق المفاجئ لأسواق الصين أننا نعتمد بشكل أساسى على الاستيراد فى قطاع التكنولوجيا والاتصالات مما يدق ناقوس الخطر تجاه ضرورة تشجيع الصناعة المحلية وتجارب التصنيع المختلفة وضخ استثمارات فى هذا المجال خصوصًا فى الصناعات الالكترونية التكميلية. كما أشاد غنيم بموقف الكوادر الصينية العاملة فى السوق المصرية التى عادت لعملها بعد قضاء إجازتهم فى الصين والتى اختار الكثير منها العزلة الجبرية لفترة الحجر الصحى بإرادتهم الشخصية دون إجبار حتى يتم التأكد من عدم حملة للفيروس وتعريض الآخرين للخطر وهو موقف أخلاقى يحسب لهم لتحملهم المسئولية المجتمعية. من جانبة أكد مصدر مسئول بسوق المحمول فى مصر أن غلق مصانع تصينع أجهزة المحمول بالصين تسببت فى استغلال العديد من التجار للأزمة فى رفع أسعار الموبايلات فى السوق المحلية بنسبة تتراوح ما بين 10إلى 15%. وأوضح المصدر الذى رفض ذكر اسمه أنه ليس هناك مخزون لدى الشركات المصنعة للمحمول ولا التجار ولا وكلاء هذه الشركات فى السوق المحلية مما قد ينذر بأزمة حقيقية خلال شهرين اذا استمرت هذه الأزمة. ومن جانبه قال المهندس ايمن طاهر رئيس قطاع المنتجات فى شركة «ابوموبايل» أن اسعار الاجهزة ثابتة ولم ترتفع مبينا انه فى حالة التأكد من وجود احد التجار برفع الاسعار يتم معاقبته بفرض غرامة عليه. وبين طاهر أن «أوبوالصينية» للهواتف المحمولة برئية من قيام بعض التجار بزيادة أسعار أجهزتها بالسوق المحلية، بنسب تتراوح بين 10 و15% على خلفية نقص الشحنات المستوردة بسبب انتشار فيروس «كورونا». واوضح طاهر أن فيروس «كورونا» سيتسبب فى عدم نزول أجهزة الموبايل فى مواعيدها. واشار الى أنه حتى الآن ليس هناك شيء واضح أن هذا الفيروس سيؤثر على مستقبل الشركة ام لا. وقالت مروة منير مدير العلاقات العامة بشركة أوبو الصينية لأجهزة المحمول أن عمليات البيع والشراء لم تتأثر حتى الآن بسبب توافر الموبايلات. وأضافت أن الشركة تمتلك مصانع فى الصين والجزائر وإندونيسيا والهند وبنجلاديش لذلك فإن عملية التصنيع ليسبها أى مشكلة، إضافة إلى وجود مخزون من الأجهزة بمخازن الشركة بسبب غلق المصانع المؤقت بأمر القانون فى الصين تخوفًا من فيروس كورونا . وبحسب مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK»، تصدرت العلامة الكورية سامسونج مبيعات سوق المحمول فى مصر خلال ال11 شهرًا الأولى من العام الماضى، بحصة سوقية بلغت 32.3٪ مقارنة بنحو 29.4٪ خلال الفترة نفسها من 2018، تلتها شركة أوبوالصينية بحصة سوقية نحو 22.4٪ مقابل 17.7٪ خلال فترة المقارنة. جاءت هواوى الصينية فى المركز الثالث بحصة بلغت 17.5٪ خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2019 مقابل 23.1% فى الفترة نفسها من 2018، بتراجع 5.6٪. من جانبها قررت شركات إريكسون السويدية لحلول الاتصالات، وإل جى الكورية للإلكترونيات، وزى تى اية الصينية لحلول الاتصالات عدم المشاركة هذا العام فى فعاليات معرض ومؤتمر برشلونة الدولى للاتصالات الذى يقام خلال الفترة من 24 إلى 27 فبراير الحالي. وبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، أرجعت الشركات الثلاثة السبب وراء الانسحاب إلى تفشى فيروس كورونا فى جميع أنحاء العالم، وسط مخاوف من أن تؤدى المشاركة لإصابة موظفيها أوعملائها. ومن المقرر أن تسلط دورة العام الحالى الضوء على حلول تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات، بمشاركة 2400 شركة و100 ألف خبير وتقنى فى قطاع الاتصالات حول العالم. بينما أصدرت الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول GSMA (المنظمة المسئولة عن المؤتمر) بيانها الخاص بشأن فيروس كورونا، قائلة: «هناك تأثير ضئيل على الحدث حتى الآن، وتجمع الجوالات العالمى MWC سوف يمضى قدمًا كما هو مخطط له».