كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي ل«روزاليوسف» أن وليد المعلم وزير الخارجية السوري أرسل خطابًا إلي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يتهم فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها وراء أعمال العنف والقتل والاختطاف التي تحدث في سوريا، مشيرًا إلي أنها تقوم بتمويل تلك الجماعات التي وصفها بالإرهابية بالمال والسلاح. وطلب في خطابه من الدول العربية أن تقوم بمساعدة سوريا اتجاه الهجمة الأمريكية عليها، وطالب بتعميم الخطاب علي وزراء الخارجية العرب. من ناحية أخري، تكثف دول الخليج العربي برئاسة قطر مساعيها وجهودها من أجل فرض عقوبات علي سوريا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده السبت المقبل. بعد أن دعت المعارضة السورية وعلي رأسها المجلس الوطني لتوفير "حماية دولية" للمواطنين بحمص واعتبارها مدينة منكوبة نتيجة لاستمرار الحصار وتزايد حدة القمع دموية ووحشية من قبل قوات النظام السوري. لقي تسعة أشخاص مصرعهم برصاص قوات الأمن، في حمص وادلب حسبما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان. كما قتل خمسة آخرون في احياء بابا عمرو والبياضة والنازحين ودير بعلبة وبلدة الحولة، كما قتل اثنين في قرية كفرزيتا بريف حماة، بالاضافة إلي وفاة جريح متآثرا باصابته في بلدة الكسوة بدمشق، وآخر في قرية ابل كان اصيب منذ اربعة ايام، كما استشهد عسكريان منشقان بحي الوعر وحي بابا عمرو. وبرغم موافقة دمشق في الثاني من نوفمبر الجاري علي خطة العمل العربية للخروج من الازمة، واصلت قوات النظام عملياتها الأمنية واوقعت اكثر من 70 قتيلا معظمهم بوسط حمص. من جانبها حذرت صحيفة "الثورة" السورية الموالية لنظام الأسد من أن أمريكا تسعي لإدخال جامعة الدول العربية في "متاهات" سيكون من الصعب الخروج منها علي حد زعم الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلي أن التحذير من تلك "المتاهات المنصوبة" ينطلق من الحرص علي الجامعة والعمل العربي، مؤكدة أن هناك من ينصب الكمائن السياسية والأفخاخ لاصطياد الجهد العربي حتي قبل أن يولد. من ناحية أخري أكدت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الرئيس السوري بشار الأسد بدأ يشعر بتأثير العقوبات التي فرضها الغرب عليه. وأوضحت أنها تلقت تقارير من السفارة الأمريكيةبدمشق تظهر مدي تأثير العقوبات علي اقتصاد النظام مشيرة الي تزايد عدد المنشقين بصفوف الجيش السوري، واعتبرت أن قمع المحتجين تحركات يائسة ينفذها نظام يائس. وكانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بدأ في فرض عقوبات اقتصادية علي النظام السوري وقياداته منذ شهر أبريل الماضي لوقف تدفق الأموال التي يستعملها النظام لتمويل تمرده المسلح علي الشعب الاعزل. وأوردت الفاينانشيال تايمز تقريراً عن زيادة تهريب الاموال الي خارج سوريا عبر الحدود مع لبنان مع استمرار الانتفاضة الشعبية ضد قمع الأسد. واكدت ان حركة نقل الاموال تجري علي قدم وساق، مشيرة الي ما ذكرته وكالة الانباء السورية الرسمية مؤخرا عن ضبط محاولة تهريب 100 ألف دولار من النقود السورية. وتنقل التايمز عن رجل اعمال سوري بدبي قوله: إن مواطنيه اخرجوا ما بين 3 و5 مليارات دولار من اموالهم خارج البلاد في الآونة الاخيرة، وتعاني الحكومة السورية من شح النقد الاجنبي بسبب تزايد العزلة المفروضة عليها حسبما أوردت الصحيفة. وفي باريس أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان بلاده ستتشاور مع حلفائها بالامم المتحدة بشأن النداء الذي وجهته المعارضة السورية لتوفير حماية دولية لاهالي حمص، مشددا علي ان طريقة تصرف النظام غير مقبولة ولا يمكن الوثوق فيها. وتصطدم فرنسا منذ اشهر بمعارضة الصين وروسيا والعديد من الدول النامية مثل البرازيل وجنوب افريقيا والهند لاي اجراء إلزامي ضد النظام السوري.. وفي سياق متصل أكد أرشد هورموزلو المستشار السياسي للرئيس التركي أن حكومته قد تتخذ إجراءات معينة لحماية المدنيين في سوريا، وللحد من وصول الأسلحة إلي الأراضي السورية لاستخدامها ضد المواطنين هناك ، موضحا أنه تم تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين بالأراضي التركية .