فيما يواصل نظام الرئيس السوري بشار الأسد قمع الاحتجاجات المستمرة في سوريا للمطالبة برحيله، بث التليفزيون السوري الحكومي اعترافات مواطن أردني من أصل فلسطيني وصفه بأنه "جاسوس إسرائيلي" يقر فيها بدوره في اغتيال عماد مغنية، احد القادة العسكريين في حزب الله اللبناني عام 2008. وقال التليفزيون إن المخابرات الإسرائيلية جندت اياد يوسف انعيم (35 عاما) منتصف 2006 خلال زيارته لمدينة الخليل بالضفة الغربية وتم ارساله الي سوريا لعمليات استخبارية، موضحاً أن الجاسوس خريج فلسفة من جامعة اللاذقية وقد زود الإسرائيليين بمعلومات عن ميناءي اللاذقية وطرطوس وسكان اللاذقية.. يذكر أن مغنية الذي كان قائد العمليات العسكرية في حزب الله قتل في 2008 في دمشق بانفجار سيارته وقال إنعيم المولود عام 1976 إن جهاز الموساد جنده عام 2006 لدي زيارته إلي الضفة الغربية من أجل مناسبة عائلية، حين تعرف علي شخصين ادعيا أنهما من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وتبين له لاحقا أنهما من الموساد. وفي عام 2007 طلب منه الموساد التوجه إلي سوريا وتزويده بمعلومات تفصيلية عن المعابر وإجراءات السفر وأجهزة الكشف، وعاد بعدها إلي الخليل بالضفة الغربية. وأضاف إنعيم إن إسرائيل منحته شريحة تليفون دولية بلجيكية وتم تدريبه علي استخدام الخرائط في مدينة القدس، لجمع معلومات عن اللاذقية وحركة الميناء فيها وعن السكان وأعمالهم والطوائف. وبحسب اعترافاته، فقد طلب الموساد منه في 2008 التوجه إلي دمشق ثلاث مرات، كانت المرتان الأولي والثانية لاستكشاف مكان بالقرب من السفارتين الكندية والإيرانية والبحث عن لافتات تتعلق بمكاتب حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس وفي المرة الثالثة أرسل إنعيم إلي شارع جانبي للتحقق من وجود سيارة من طراز باجيرو فضية اللون، وأعطي رقم السيارة للموساد، وهي السيارة التي اكتشف بعد تفجيرها بأنها تخص مغنية. واعترف باستمراره في التجسس لصالح الموساد حتي تم القبض عليه من قبل السلطات السورية، ولكنه لم يذكر شيئا عن عملية القبض عليه. وكان مغنية من أهم المطلوبين لدي الولاياتالمتحدة، حيث اتهم في 1983 بتدبير تفجيرات للسفارة الأمريكية وقاعدة بحرية أميركية وقاعدة لقوات حفظ سلام فرنسية في بيروت، قتل فيها 350 شخصا. وقال التليفزيون السوري إن تصريحات إنعيم تظهر حجم المؤامرات الخارجية ضد سوريا التي تواجه احتجاجات شعبية منذ ستة أشهر ضد الرئيس بشار الأسد ميدانياً، كشف ناشطون سوريون عن وقوع تبادل لإطلاق النار بين جنود منشقين وقوات الأمن السوري عند حاجز أمني بمحافظة دير الزور شرق سوريا. فيما ذكرت لجان التنسيقيات السورية أن تسعة أشخاص لقوا مصرعهم أمس الأول برصاص الأمن السوري، في حين شيع السوريون 51 شخصا سقطوا في جمعة" ماضون حتي إسقاط النظام". في سياق مواز، كشفت تقارير صحفية أردنية عن أن البنك المركزي السوري أجري عمليات مالية متعددة علي أرصدته في الأردن خشية إصدار الأممالمتحدة قرارا بتجميد أمواله في الخارج، موضحة أن البنك أجري خلال الشهر الجاري تحويل أرصدة قيمتها 400 مليون دولار من الدولار إلي عملات أخري وسحوبات نقدية وتحويلات من بنوك محلية إلي سوريا.. إلي ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ل"روزاليوسف" أن قطر تسعي خلال هذه الأيام للحصول علي دعم وتأييد عربي من أجل تمثيل المجلس الوطني الانتقالي السوري بالجامعة العربية واستبداله بمندوب سوريا الحالي السفير يوسف أحمد ، وأوضحت المصادر أن هناك تفاهمات مشتركة بين كل من انقرة والدوحة في هذا الشأن ، ونوهت المصادر ان انقرة التي سمحت بتشكيل المجلس السوري علي أرضها تكثف اتصالاتها علي الصعيد الغربي في حين تقوم قطر بمهمة إقناع الدول العربية بتجميد عضوية سوريا واستبدالها بالمجلس الوطني ، ولفتت إلي أن التحركات دفعت مندوب سوريا بالجامعة يوسف احمد إلي إرسال مذكرة احتجاج رسمية شديدة اللهجة الي الأمين العام نبيل العربي اعتراضا منه علي قيام العربي باستقبال اعضاء من المعارضة السورية من بينهم أعضاء من المجلس الانتقالي السوري واتهم المندوب السوري قطر بتنفيذ أجندات غربية لضرب العمل العربي المشترك وتدميره.