يعيش المدير الفنى للمنتخب الوطنى حسام البدرى منذ توليه المسئولية فى أزمة شديدة التعقيد، خاصة ببعض النواقص، وتحديدًا فى مركزى الجبهة اليسرى والهجوم، فى ظل حالة الندرة الشديدة التى تضرب منطقة رؤوس الحربة فى جميع الأندية دون استثناء، حتى المهاجم المتألق فى الزمالك الدولى الشاب مصطفى محمد، غير محسوب فى المقام الأول على قائمة البدرى، كونه أحد رجال المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى شوقى غريب الأساسيين، والذى تنتظره هو الآخر سلسلة أنشطة دولية ورسمية استعدادًا لدورة الألعاب الأوليمبية فى طوكيو، المقرر انطلاقها يوم الجمعة 24 يوليو وحتى الأحد 9 أغسطس 2020 ، لذا يدرس البدرى مع جهازه المعاون أمام ضيق الوقت التركيز على العناصر الدولية المعروفة قبل تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى بطولة الأمم المقبلة بالكاميرون «كان 2021» وتصفيات كأس العالم 2022، لصعوبة الرهان على تجربة عناصر جديدة لإكسابها الصبغة الدولية، الأمر الذى وقف وراء تصريح البدرى الأخير بترحيبه بضم أى لاعب متفوق فى الفترة المقبلة، ليفتح المجال أمام الحرس القديم وعلى رأسهم المحترفان عمرو وردة وأحمد حسن «كوكا»، رغم تواضع مستواهما. قد يشعل مصطفى محمد فى توقيت فارق مستقبلا الصراع من جديد بين البدرى وغريب، اللذان انتهيا مؤخرًا من صدام غير مباشر، بدأ عقب تتويج غريب ببطولة إفريقيا للشباب تحت 23 عامًا فى القاهرة، ومن ثم ضمان البطاقة الأولى المؤهلة إلى أوليمبياد طوكيو، الأمر الذى دفع الجميع للمقارنة بين انجاز غريب ونتائج البدرى المخيبة للآمال فى بداية توليه المسئولية، ومن ثم المقارنة بين أرقامهما المالية من حيث الرواتب الشهرية، وما تبعه من انتقاد غريب لتصريحات البدرى حول ضعف مسابقة الدورى العام الممتاز التى لا تفرز لاعبين دوليين بحق، وهو ما اعترض عليه غريب، مؤكدًا أنه كمدرب استفاد من قدرات 15 لاعبًا محليًا نجح بيهم فى بطولة إفريقيا، ليتدخل رئيس اللجنة الخماسية المكلف بإدارة اتحاد الكرة عمرو الجناينى لفض الاشتباك بينهما. ويتقاضى غريب راتبًا شهريًا قدره 200 ألف جنيه خالصة الضرائب، أما المدرب العام معتمد جمال 50 ألف جنيه، والمساعدان محمد شوقى ووائل رياض 30 ألف جنيه، ومدرب حراس المرمى أسامة عبد الكريم 25 ألف جنيه، بينما يتقاضى البدرى 550 ألف جنيه راتبًا شهريًا، خالصة الضرائب أيضا، ومساعداه طارق مصطفى وأحمد أيوب 120 ألف جنيه لكلًا منهما، بينما يتقاضى سيد معوض 100 ألف جنيه، ومدرب حراس المرمى أيمن طاهر 60 ألف جنيه، الأمر الذى دفع اللجنة الخماسية للتعهد بعقد جلسة خاصة لبحث الأمر والعمل على تقريب الرواتب بين الجهازين الفنيين سواء المديرين الفنيين أو أعضاء الجهاز المعاون، خصوصا أن الجهاز الفنى فى المنتخب الأول ينتظره هو الآخر عمل شاق ومهم خاص بالبدء فى التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبل بقطر. البدرى أبدى انزعاجه الشديد من ضعف القدرات التهديفية للمهاجمين فى مسابقة الدورى العام الممتاز، خصوصًا فى القطبين الأهلى والزمالك المشاركين فى دورى أبطال إفريقيا، ومن خلفهما المصرى البورسعيدى وبيراميدز المشاركان فى «الكونفدرالية»، حيث تأكدت الظاهرة أيضا فى المشاركات القارية، الأمر الذى قد ينعكس بالسلب على المنتخب فى المستقبل القريب، فى ظل ارتباط «الفراعنة» بتصفيات مصيرية على الصعيد القارى، بسبب اقبال الأندية وتحديدًا القطبين على التعاقدات مع أجانب، كما فعل الأهلى مؤخرًا بالتعاقد مع السنغالى أليو بادجى المنضم حديثًا من نادى رابيد فيينا، بدلا من المهاجم المغربى وليد أزارو الذى تمت إعارته لمدة ستة أشهر إلى نادى الاتفاق السعودى، وكذلك الزمالك الذى أبرم صفقة وحيدة تعد قديمة بالنسبة له خلال فترة الانتقالات الشتوية فى يناير الجارى، باستعادة مهاجمه الكونغولى كابونجو كاسونجو، بعد فسخ عقد إعارته من الزمالك مع الوداد البيضاوى المغربى.