كتب – وليد العدوى يعيش المدير الفنى لمنتخب مصر الأول لكرة القدم حسام البدرى عدة أزمات متلاحقة، بداية من سوء النتائج، ومرورا بتهديد راتبه الشهرى، ومؤخرا تراجع ترتيب «الفراعنة» فى عهده بالتصنيف الشهرى الأخير الصادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، فلم يلبث البدرى تشكيل جهازه الفنى وبدأ مهمته الرسمية حتى توالت عليه الأزمات، ففى الوقت الذى اخفق فيه البدرى فى أولى مهامه، اقتنص نظيره فى المنتخب الأولمبى شوقى غريب بطولة أفريقيا للأمم تحت 23 عاما، حاجزا معها بطاقة التأهل الأولى إلى أوليمبياد طوكيو 2020، خلال المنافسات التى اقيمت بالعاصمة المصرية القاهرة، لتمتد المقارنة بينهما إلى فارق الرواتب الشهرية بين أعضاء الجهازين الفنيين، حيث يفوق أعضاء الجهاز فى المنتخب الأول أضعاف ما يتقاضاه أعضاء جهاز المنتخب الأوليمبى، الأمر الذى وعدت به اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة بتحسينه، والنظر فيه بقوة بما يتناسب مع حجم الانجاز الذى تحقق. البدرى أنهى التصفيات هذا العام، ومنتخب مصر يحتل المركز الثالث فى المجموعة السابعة المتواضعة، برصيد نقطتين بعد جزر القمر المتصدر ب4 نقاط، وكينيا نقطتين، وأخيرا توجو بنقطة واحدة، فى مكانة لا تليق بكرة القدم المصرية، الأمر الذى يظل مرهونا بجولة جديدة من المنافسات، لكن فى 31 أغسطس المقبل أى بعد أكثر من تسعة أشهر من الأن، حيث منافسات الجولة الثالثة أمام توجو، وهى مدة زمنية قد تشهد تحولات ايجابية فى استعادة كثير من النجوم الدولية المصابة أو البعيدة عن مستواها، خصوصا أن البدرى خاض جولتيه دون نجم وأسطورة الكرة المصرية الأول محمد صلاح المحترف بصفوف ليفربول، بالإضافة إلى غياب سبع لاعبين من نادى بيراميدز، وقع عليهم الاختيار فى المعسكر الأخير، وجاء استبعادهم بقرار تربوى من البدري، بسبب رفض ناديهم الانضمام إلى معسكر المنتخب، لكن يظل تواضع المنافسين كينيا وجزر القمر لطمة قوية وصفعة لن ينساها جمهور الكرة المصرية، حتى لو تأهل الفراعنة للأمم الإفريقية. تحقيق نتائج متواضعة ساهم بقوة فى تراجع ترتيب المنتخب الوطني، خلال التصنيف الشهرى الأخير الصادر عن الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، حيث تراجع «الفراعنة» مركزين، ليخرج من قائمة أفضل 50 منتخبا عالميًا عن شهر نوفمبر الماضى، وكانت مصر احتلت فى شهر أكتوبر الماضى المركز 49 فى التصنيف، لكنها تراجعت مركزين فى نوفمبر لتحتل المركز 51، بعد أن خاض الفريق الوطنى مباراتين خلال شهر نوفمبر فى إطار التصفيات القارية المؤهلة نحو بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة بالكاميرون «كان 2021» أمام كل من كينيا وجزر القمر، انتهيا بالتعادل الإيجابي، الأولى فى مصر بهدف، والثانية خارج الديار سلبيا، لكنها فى الوقت نفسه حافظت مصر على مركزها على المستوى الإفريقى، إذ حلت سادسا خلف كل من السنغال العشرين وتونس السابعة والعشرين والجزائر الخامسة والثلاثين والمغرب الثالثة والأربعين وغانا السابعة والأربعين، بينما على المستوى العربى جاء منتخب مصر فى المركز الرابع خلف تونس والجزائر والمغرب، على الترتيب. يأتى هذا بالتزامن مع مناداة البعض بتصعيد المنتخب الأوليمبى بلاعبيه وجهازه الفنى بالكامل لخلافة المنتخب الأول فى المستقبل القريب، على أن يتولى مقاليد الأمور هذا الجيل الشاب الذى تحمل المسئولية من بعد الأوليمبياد المقبلة المنتظر اقامتها خلال الفترة من 24 يوليو وحتى 9 أغسطس المقبل، إلا أنها تظل مطالبة عنيفة ومؤلمة بحق البدرى الذى لم يحصل على فرصته كامله، حيث يترقب مع جهازه المعاون يوم 21 يناير المقبل، المقرر أن يشهد فيه اجراء قرعة التصفيات الإفريقية المؤهلة نحو كأس العالم 2022 بقطر، وذلك بمقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف»، بهدف معرفة المنتخبات التى سيتواجد بها الفراعنة فى التصفيات الإفريقية، حيث يبدأ منتخب مصر أولى مبارياته بتصفيات كأس العالم فى شهر مارس ثم شهر يونيو المقبل، وتنص لوائح الاتحاد الإفريقى على تأهل أول كل مجموعة فقط من المجموعات العشرة، على أن يتم إقامة مباراتين بين المنتخبات المتأهلة ليصعد خمسة منتخبات إفريقية فقط إلى كأس العالم 2022، كما هو مقرر فى كل مونديال. من جانبه أعلن شوقى غريب تمسكه بالعمل مع المنتخب الأوليمبى الذى تنتظره مهمة وطنيه فى طوكيو 2020، رادا على ما أثير حول المطالبة بتصعيده للمنتخب الأول خلفا للبدرى، مؤكدا أن ظهور «الفراعنة» فى الأولمبياد المقبل لن يكون قاصرا على التمثيل المشرف فقط كما كان فى السابق، وأنه بشكل شخصى يخطط لأهداف جديدة لهذا الفريق، مستبعدا المنتخب الأول من حساباته تماما، لكن فى الوقت نفسه أبدى غريب استيائه من تواضع راتبه وأعضاء الجهاز الفنى المعاون له، ليس من بعد تحقيق انجاز التأهل، إنما منذ ابرام العقود، لكنه فضل عدم اثارة أزمات وبلبلة دون داع، انتظارا للوقت المناسب، خصوصا أن اتحاد الكرة شهد تغيير ادارته ما بين رحيل رئيسه السابق المهندس هانى أبوريدة ومجلسه، واللجنة الخماسية الحالية المكلفة بالإدارة برئاسة عمرو الجنايني، حيث طالب غريب بتعديلات فى العقود تتناسب هذه المرة مع حجم الانجاز الذى تحقق من ناحية، ونقطة دفع لما هو قادم من ناحية أخرى. ويتقاضى شوقى غريب راتب شهرى قدرة 200 ألف جنيه، خالصة الضرائب، بينما يتقاضى نظيره فى المنتخب الأول حسام البدرى 550 ألف دولار راتب شهرى، خالصة الضرائب أيضا، الأمر الذى دفع اللجنة الخماسية للتعهد بعقد جلسة خاصة لبحث الأمر والعمل على تقريب الرواتب بين الجهازين الفنيين سواء المديرين الفنيين أو أعضاء الجهاز المعاون، خصوصا أن الجهاز الفنى فى المنتخب الأول ينتظره هو الأخر عمل شاق ومهم خاص بالبدأ فى التصفيات القارية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبل بقطر، ليستبعد أعضاء اللجنة الخماسية فكرة الاقتراب من رواتب حسام البدرى وجهازه المعاون، بينما سيتم العمل على رفع رواتب جهاز شوقى غريب.