وليد العدوى فى الوقت الذى أخفق فيه المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى الأول لكرة القدم حسام البدرى فى أولى مهامه، اقتنص نظيره فى المنتخب الأولمبى شوقى غريب بطولة إفريقيا للأمم تحت 23 عامًا، حاجزًا معها بطاقة التأهل الأولى إلى أولمبياد طوكيو 2020، خلال المنافسات التى أقيمت بالعاصمة المصرية القاهرة، لتصبح المقارنة بين الجهازين والمدربين منطقية وإجبارية فى عقول كل المتابعين، الأمر الذى دفع الكثيرين من رجال الإعلام ومن ورائهم الجماهير لإطلاق لقب «منتخب الرجالة» على «فراعنة الأوليمبي» نكاية فى تواضع أداء المنتخب الأول، لتمتد المقارنة بينهما إلى فارق الرواتب الشهرية بين أعضاء الجهازين الفنيين، حيث يفوق أعضاء الجهاز فى المنتخب الأول أضعاف ما يتقاضاه أعضاء جهاز المنتخب الأوليمبي، الأمر الذى وعدت به اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة اتحاد الكرة بتحسين والنظر فيه بقوة بما يتناسب مع حجم الإنجاز الذى تحقق. أيضا نادى البعض بتصعيد المنتخب الأوليمبى بلاعبيه وجهازه الفنى بالكامل لخلافة المنتخب الأول فى المستقبل القريب، على أن يتولى مقاليد الأمور هذا الجيل الشاب الذى تحمل المسئولية من بعد الأولمبياد المقبلة المنتظر اقامتها خلال الفترة من 24 يوليو وحتى 9 أغسطس المقبل، إلا أنها تظل مطالبة عنيفة ومؤلمة بحق البدرى الذى لم يحصل على فرصته كامله، لكن يظل الألم أكبر بعد تعادله مرتين أمام كينيا بهدف على أرضه ووسط جماهيره فى الإسكندرية، ثم تبعه بتعادل أخر مخيب للآمال دون أهداف أمام جزر القمر فى تصفيات الجولتين الأولى والثانية للمجموعة السابعة المؤهلة نحو بطولة الأمم الإفريقية المقبلة بالكاميرون «كان 2021». انهى البدرى التصفيات هذا العام ومنتخب مصر يحتل المركز الثالث فى المجموعة المتواضعة، برصيد نقطتين بعد جزر القمر المتصدر ب4 نقاط، وكينيا نقطتين، وأخيرًا توجو بنقطة واحدة، فى مكانة لا تليق بكرة القدم المصرية، الأمر الذى يظل مرهونا بجولة جديدة من المنافسات، لكن فى 31 أغسطس المقبل أى بعد أكثر من تسعة أشهر من الأن، حيث منافسات الجولة الثالثة أمام توجو، مدة زمنية قد تشهد تحولات ايجابية فى استعادة كثير من النجوم الدولية المصابة أو البعيدة عن مستواها، خصوصا أن البدرى خاض جولتيه دون نجم وأسطورة الكرة المصرية الأول محمد صلاح المحترف بصفوف ليفربول، بالإضافة إلى غياب 7 لاعبين من نادى بيراميدز، وقع عليهم الاختيار فى المعسكر الأخير، وجاء استبعادهم بقرار تربوى من البدري، بسبب رفض ناديهم الانضمام إلى معسكر المنتخب، لكن يظل تواضع المنافسين كينيا وجزر القمر لطمة قوية وصفعة لن ينساها جمهور الكرة المصرية، حتى لو تأهل الفراعنة للأمم الإفريقية. المقارنة بين البدرى وغريب كانت وستظل قائمة، بين ناجح ومخفق، لكن يظل سلاح البدرى فى عنصر العقل والمنطق الذى يرفض التغيير لمجرد تعادلين، فضلا عن ضيق الوقت أمام استحالة تصعيد غريب للمنتخب الأول خلال تلك الفترة؛ بسبب المهمة الوطنية التى تنتظره فى طوكيو بأهداف جديدة، بعد أن أعلن خلال المؤتمر الصحفى فى ختام البطولة أنه سيخطط لعمل يليق بكرة القدم المصرية، يختلف تماما عن التمثيل المشرف، رغم أن هناك أسباب كثيرة تجعل شوقى غريب يفكر فى منصب المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول، أهمها على الأطلاق السير بخطوات ثابتة وناجحة فى مهامه، خصوصا مع منتخبات الشباب، كما حقق من قبل الميدالية البرونزية فى كأس العالم بالأرجنتين عام 2001، وهو الإنجاز الأوليمبى الأبرز فى تاريخ «الفراعنة» على الأطلاق، مقدما نفسه بقوة على مائدة مدربى الكرة المصرية، تبعها ببرونزية الفرانكفون فى كندا. أحلام شوقى غريب مع المنتخب الأول مشروعة، خصوصا أن الفرصة الوحيدة التى جاءت له فى منصب الرجل الأول، كانت وسط ظروف غير عادله فى عام 2013، بعد أن لعب دور الرجل الثانى طويلا كمساعد لحسن شحاتة، وقادا جيل هو الأعظم فى تاريخ «الفراعنة»، حاصدا الفوز ببطولات أفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010، إلا أن تولى غريب فى عام 2013 منصب المدير الفني، جاء وسط حالة عدم استقرار سياسى فى البلاد، مما انعكس بالسلب على المنتخب الوطنى الأول، ولم يتمكن من التأهل لبطولة الأمم الأفريقية 2015، ليغيب «الفراعنة» عن البطولة للمرة الثالثة على التوالى وقتها، ليعلن بعدها اتحاد الكرة فسخ التعاقد معه، فى فترة لم يصادف فيها أى مدرب سواء محلى أو أجنبى أى نجاح مع الكرة المصرية، بسبب الاضطراب السياسى فى تلك الفترة، لتظل المقارنة بين البدرى وغريب قائمة، وسط هدنة مؤقتة بينهما خصوصا فى النواحى المالية.