لم تعد القاهرة عاصمة المحروسة التي نعرفها ويعرفها روادها من المصريين والأجانب ،والمشتاقين لزيارتها، لم تعد القاهرة الحالمة والتي تحتضن نهر النيل والضفتين والوادي الجميل، والشوارع النظيفة، والمباني ذات الطرز المعمارية الباريسية والإيطالية والإسلامية الشهيرة ،لم تعد القاهرة أم الأوبرا، والحسين، وخان الخليلي، والأهرامات، والقلعة وأحيائها المتميزة بعبق التاريخ ،المعز لدين الله الفاطمي، ومصر القديمة، والكنيسة المعلقة، وحلوان وجزر النيل الشهيرة (الزمالك ومنيل الروضة) وغيرها من الجزر الصغيرة، والمراكب الشراعية التي تجوب النهر وسط القاهرة كالحمائم البيضاء ومع (اكتظاظ) القاهرة بالناس، والعشوائيات وكثرة التعدي علي حرم الشارع والميدان والرصيف أصبحت القاهرة قبيحة المنظر غير معني بجمالها أحد ،سواء كان هذا (الأحد) مسئولا عنها أو ساكنا فيها، أو حتي باكيا عليها، أصبحت القاهرة مرتعا للقاذورات ومرتعا للحيوانات الضالة التي كانت في الأصل (حيوانات أليفة) وأصبحت العشوائيات سمة من سماتها حيث وصل عدد العشوائيات فيها إلي أكثر من 1250 منطقة عشوائية حسب تعداد معلن من المحافظة نفسها وأصبحت القاهرة ذات شوارع غير منضبطة ذ وطرق (مكسرة) وحوادثها يومياَ علي مدار الساعة ، قتل الأبرياء نتيجة طرق سيئة الصنع، تم إنشاؤها في حالة من غياب الضمير لدي المصمم والمنشيء والمستلم (المالك) لأن الجميع فقدوا الإحساس بأن هذه المدينة هي القاهرة قاهرة المعز وقاهرة صلاح الدين، وقاهرة محمد علي وقاهرة اسماعيل باشا، وقاهرة شعب مصر كله ،حيث أطلق عليها المصريون اسم (مصر) فمحطة قطاراتها اسمها (محطة مصر) وأقدم أحيائها سمي (مصر القديمة) وأحدثها سمي (مصر الجديدة) القاهرة هي ملخص للوطن كله للأسف الشديد، ولعل (ما زاد الطين بلة) هو حالة المرور في مصر، التي أصبحت في وضع لا يمكن احتماله، ولا يمكن السكوت عليه وقد كتبت في هذا الموضوع وتحدثت في برامج تليفزيونية عن كيفية الخروج من هذا المأزق المروري في القاهرة، لكن لم أستقبل رداً فالمسئولون (صم بكم عمي) فهم غير مهتمين. ولكن من الملاحظات الهامة التي يجب أن يلتفت إليها المسئول عن إدارة القاهرة محليا، هو الآتي:- أولاً :- النظر في إعادة تخطيط مروري جديد لوسط العاصمة بما فيها رفع الرصيف الأوسط (القاسم لشارع القصر العيني) ورؤية كيفية إحلال المرور في منطقة جاردن سيتي مع الاهتمام بالاحتياطيات الأمنية لمنطقة سفارات وسط البلد التي لا سبب لوجودها اليوم. ثانياً :- ضرورة إعادة تخطيط ميدان رمسيس وكيفية الدخول والخروج إلي "محطة مصر" التي أصبحت شيئا لا يصدقه عقل إنسان، ولقد زاد الإهمال في هذا الميدان، بعد رفع التمثال الملكي (رمسيس ) من وسطه، وكأنه وبنقله من الميدان أصبح ميدانا بلا صاحب (شكلاً ومضموناً)!! ثالثاَ ميدان الأوبرا، والتقاطع الرهيب بين السيارات القادمة من شارع ثروت، ومن شارع الجمهورية، والمتجهة إلي أعلي كوبري الأزهر، وفي نفس الوقت وفي طول (مسافة حوالي 20 متراً) إلي مدخل نفق الأزهر، شيء غير مصدق، أن يترك كذلك منذ افتتاح النفق، ولم يتم أي تخطيط مروري أو حتي وضع اشارات مرور لكي يتسني، لقائدي السيارات التنفس أثناء إتخاذ طريقهم عبر هذا التقاطع القاتل!! رابعا- جميع مناطق وسط البلد المخصصة للانتظار استولي عليها مجموعة من (البلطجية) للأسف الشديد أن يطلق عليهم هذا الوصف، لكن هذا هو الواقع ،فلا تسليم للإيصالات الدالة علي الدفع مع المتعاملين لهذه الأماكن من قائدي السيارات وسط البلد! وبالتالي فإن العائد للمحافظة (صفر) ، ونعتقد وبصورة قاطعة أن هناك (فساد)، حيث من غير المعقول، أن يكون المسئول عن الباركينج (مناطق الانتظار) وسط البلد، ويحمل بالقطع إيصالات مختومة من الجهة الإدارية، ولا يقوم بتسليمها للمستخدم، ويحتفظ بالمقابل لنفسه!! أعتقد أن هذا غير ممكن دون اشتراك، فعلي من أحد العاملين بالجهة الإدارية! هذا جزء من كل، في أزمة مرور العاصمة!!