من وحى حكايات مصر القديمة صنعن حُليِ من النحاس المطلى بالذهب والبلاتين، وعلى ورق البردى روين الأساطير والتاريخ، وأسسن «سيبيا» لتكون بوابتهن لإحياء التراث الفرعونى. 5 فتيات فى أوائل العشرينيات من أعمارهن «منار محمد- دارين علاء الدين- يارا محمد- يارا عيد- دينا طارق» جمعهن حب التاريخ والفن، فقررن تدشين مشروع يعبر عن الهوية المصرية بتحويل الرموز الفرعونية لقطع حُليِ يمكن ارتدائها بشكل عصرى. تقول منار التى تخرجت فى كلية فنون جميلة، دفعة 2019: «أطلقنا على مشروعنا اسم سيبيا، وهو درجة من درجات اللون البني، استخدمه ليوناردو دافنشى فى لوحاته لإحياء الفن فى عصر النهضة، ونحن أيضا رغبنا فى إحياء تراث الحضارة الفرعونية من خلاله». تعرفن على بعضهن خلال سنوات الدراسة الجامعية، إلا أن صداقتهن توطدت فى العام الثالث، حينما عملن معا فى مشروع بمادة تاريخ الأزياء، وخلال شرائهن للخامات اللازمة لتنفيذ المشروع الدراسي، فكرن بصناعة منتجات بأيديهن تعبر عن روح التراث المصرى وتحييه، وفقًا لمنار. وتضيف:» شعرنا أن ملابسنا لا تعبر عن حضارتنا، فحبينا نعمل حاجة تعبر عنها، ووظفنا ما درسناه فى تصميم الأزياء وتاريخ الفن والسينما والمسرح لصناعة قطع حُليِ واكسسورات تحكى الحدوتة المصرية، من خلال ورقة بردى مكتوب عليها حكاية القطعة». وتوضح: «هدفنا هو زيادة الوعى بحضارتنا وتاريخنا، فمصر تمتلك تراثًا متنوعًا، يحتاج إلى من يبرزه ويوظفه بشكل يناسب العصر». خاتم على شكل زهرة اللوتس، يصاحبه ورقة بردى صغيرة، تشرح تلك الزهرة التى تغلق أوراقها يوميا عند الغروب لتفتحهم مجددا بالصباح، واتخذها المصريون القدماء رمزًا للشمس والتجدد، لتذكرنا بأنه يوجد دائما بداية جديدة، أسورة على شكل جعران، وهو تميمة الحظ عند الفراعنة، فتقول الأسطورة أن الدوران حوله فى معبد الأقصر يحقق الأمنيات، أقراط على شكل عين حورس رمز الوقاية والحماية، وغيرها من القطع الفنية التى صممتهن الفتيات الخمس خلال فترة عملهن بالمشروع التى تجاوزت العام. وتسرد منار الخطوات التى ساروا عليها للبدء فى مشروعهن قائلة:»كانت البداية عبارة عن تصميمات على اسكتشات، ولم نكن نعرف كيف ننفذها، فذهبنا إلى ورش النحاس، وشرح لنا أصحابها كيفية التنفيذ فإما شراء النحاس بأنفسنا، او تكليف احدى الورش بالشغل، ولكن قررنا خوض التجربة وشراء النحاس بأنفسنا، حتى نقيم كم تحتاج كل قطعة من النحاس، وبعد شرائه ننشره بالأركيت وننفذ التصميم ثم نطليه بالذهب، وبعد فترة من الوقت قررنا التعامل مع إحدى الورش لتنفيذ التصميمات بكميات أكبر، واشتركنا فى عدة معارض ككرافيتى وديارنا». وتختم حديثها: «بنحلم أن شغلنا يتعرض فى المتحف المصرى ويوصل لكل الناس فى الداخل والخارج، وأن كل واحد يدرك أن بلدنا فيها حاجات حلوة كتير بس محتاجة تتوظف صح». 2 3 4 IMG-20200115-WA0034