شدد القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي علي أن مصر تمر حالياً بمرحلة دقيقة من تاريخها، تشهد تحولاً شاملاً في المسيرة الوطنية، لا يمكن تجاهل ركائزه ومرجعياته، في ظل متغيرات وأزمات باتت تلوح في الأفق، تتطلب من الشعب علي اختلاف توجهاته السياسية وغير السياسية، أن يعي تداعياتها ومتطلبات عبورها والخروج من طريقها الصعب. وقال المشير طنطاوي في كلمته التي وجهها أمس في ذكري نصر أكتوبر المجيد: إنه كان واجباً علينا مواجهة هذه الأزمات والمخاطر حتي لا تعرقل مسيرتنا وأهدافنا القومية، وتنزلق بالوطن والشعب إلي منزلق مجهول العواقب، يحول دون المضي نحو المستقبل الذي ننشده، في أن تكون مصر دولة قوية آمنة بش0عبها ووحدة وتماسك ابنائها والتفافهم حول راية الوطن. وفيما يلي نص كلمة المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي وجهها اليوم في ذكري نصر أكتوبر المجيد.. الإخوة والأخوات أبناء شعب مصر العظيم تحتفل مصر اليوم بالذكري الثامنة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد، ذلك النصر الذي رد لمصر عزتها وللشعب كرامته وللعسكرية المصرية كبرياءها. إن هذا النصر سيظل علي مر التاريخ تجسيدًا لعظمة شعب وكبرياء وطن، وستظل معاركه رمزاً لشموخ العسكرية المصرية وقدرتها علي تحقيق إنجاز عسكري ضخم بكل الثقة في الذات رغم التحديات والصعاب، فلقد كان الطريق إلي النصر محفوفاً بالمخاطر والأهوال، وكان الشعب المصري العظيم علي ثقة كاملة في قدرة قواته المسلحة علي تحقيق النصر واسترداد الأرض والكرامة لنسقط من ذاكرة التاريخ حقبة الهزيمة بعد نكسة عابرة عاش الشعب تداعياتها. وسيبقي نصر أكتوبر موضع الفخار الدائم لشعب مصر، الذي كان علي مستوي المسئولية الوطنية، وحمي جبهته الداخلية بكل ما أوتي من قوة، ووقف خلف قواته المسلحة يدعمها ويناصرها ويمدها بخيرة الرجال والأبناء، لتقوي علي التحديات والصعاب، وتحقق الأهداف العليا للوطن. لقد تمثلت عظمة ذلك اليوم المجيد من تاريخ شعبنا في روعة الأداء البطولي، الذي اضطلع به جيل أكتوبر، وجلال التضحية والفداء، الذي جاد به شهداؤنا الأبرار، الذين افتدوا مصر بأرواحهم الطاهرة، ورووا أرض سيناء بدمائهم الزكية. لقد أعاد لنا ذلك النصر الثقة في النفس والذات، وعلمنا كيف نواجه التحديات والصعاب، بإيمان راسخ بصحة الهدف وسلامة القرار، وبروح أكتوبر التي عبرت خير تعبير عن عظمة شعب مصر، وهو يلتف حول قواته المسلحة رافضاً الهزيمة، ومؤكداً أنه لن يقبل بغير النصر وتحرير الأرض بديلاً، مهما كانت التحديات والصعاب. إن شعبنا العظيم الذي رفض النكسة والهزيمة وحرر كل شبر من أرضه المقدسة، لقادر علي عبور هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من تاريخه الوطني بالتفافه حول أهدافه القومية، والحفاظ علي وحدته الوطنية، وسعيه لتحقيق قيام الدولة المدنية الحديثة، علي أسس ديمقراطية سليمة تتيح لكل أبناء الوطن المشاركة في صنع القرار، وتقيم العدل الاجتماعي وترعي حقوق الوطن والمواطنين، تأسيساً علي مبدأ المواطنة لكل المصريين، وأن السيادة علي أرض مصر لابنائها علي اختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم في ظل الدستور والقانون. إن شباب هذا الوطن هم ركيزته الأساسية في بناء الحاضر واستشراف آفاق المستقبل، بما يملكونه من طاقات فتية متجددة وولاء مطلق للوطن، واستعداد كامل لبذل الجهد من أجل تقدمه وازدهاره. وشباب هذا الجيل امتداد لشباب جيل أكتوبر الذي كان علي مستوي المسئولية الوطنية الكبري يوم أسهم في تحقيق النصر بما قدمه من عظيم التضحية والفداء. لقد جسدت معارك السادس من أكتوبر أعظم صور التضامن العربي.. واليوم وبعد ثمانية وثلاثين عاماً من تحقيق نصر أكتوبر، فإن منطقتنا تواجه صعابا وتحديات لا يمكن تجاهلها أو الانعزال عنها. ولقد كانت مصر ولاتزال وستبقي سنداً لقضايا أمتها العربية، تحمي مصالحها القومية وتدافع عن حقوقها التاريخية العادلة إيماناً منا بوحدة الهدف والمصير. إننا واثقون في قدرة وإرادة الشعب علي بناء مصر الحديثة، دولة قوية لا تفرط في أمنها واستقرارها، ولا تنزلق إلي ما يهدد مصالحها.. وسيظل نصر أكتوبر المجيد رمزاً لعظمة وطن، وصلابة شعب تمسك بكرامته وحافظ علي تاريخه وأمجاده، وتضحيات وبطولات جيش أبي رجاله إلا أن يستردوا العزة والكرامة، ويحرروا الأرض المقدسة في سيناء، وكان لهم ما أردوا. حفظ الله مصر ووفق أبناءها إلي ما فيه خيرها ومجدها. وكل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته