شهد الاجتماع الذي جمع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع عدد من ممثلي الأحزاب المصرية بأحد فنادق وسط القاهرة أمس، حديثا حول قلق القوي المدنية من صعود الإسلاميين في مصر للحكم وقال د. محمد أبوالغار القيادي بالحزب المصري الديمقراطي: «نخشي من أفكارهم إزاء الإمرة والأقباط»، ورد أردوغان علي ذلك قائلا: «لابد أن يقف النظام القادم علي مسافة واحدة بين جميع الأديان ولا مجال للحديث عن الخلافة الإسلامية بمفهومها القديم ولابد من الاستفادة من التجربة التركية ورفض خلط الدين بالسياسة والالتزام بالدولة العلمانية التي لا تنحي الدين جانباً»، وتابع أردوغان في الاجتماع الذي حضره عدد من رجال الأعمال منهم الإخواني حسن مالك والسيد البدوي رئيس حزب الوفد ونجيب ساويرس وكيل مؤسسي المصريين الأحرار: «الفتنة الطائفية في مصر لابد أن تنتهي بعد الثورة لأننا نتحدث عن واقع جديد تعيشه البلاد ويجب أن تحرص القيادة الجديدة علي ذلك حفاظاً علي تماسك ووحدة الشعب». وكان لافتا غياب الأحزاب السلفية عن اللقاء وكذلك صمت د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما جعل الحضور يتحدثون عن حرص اردوغان علي دعوة الأحزاب الليبرالية والإخوان فقط وحول الانتخابات البرلمانية المقبلة نصح اردوغان بإجرائها في يوم واحد واستخدام نظام اسرع في الفوز واظهار النتائج رافضا حدوث أي صراع ايديولوجي بين التيارات السياسية المتواجدة علي الساحة المصرية بقوله: «لابد من بناء البلاد أولا بتطبيق سياسات التنمية والقضاء علي الفساد علي أن يليها التنافس السياسي». وقال جورج اسحق الذي شارك في اللقاء في تصريحات خاصة: «تم الاتفاق علي عقد اجتماع بين ممثلي الغرفة التجارية المصرية والتركية ورجال الأعمال المصريين والأتراك خلال الأسبوع الجاري لدراسة تطوير الاقتصاد المصري وبحث سبل التعاون». كان اللقاء قد بدأ بكلمة وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو حول العلاقات المصرية - التركية وتلتها كلمة اردوغان حول الثورة المصرية، حيث قال: «الثورة اثبتت أن مصر ستظل دولة الفراعنة ولدينا إيمان أن الأمور ستستقر وتتحسن بعد مرحلة البناء»، وشرح اردوغان تجربة حزب «العدالة والتنمية» داعيا للاقتداء بها ودراستها. في السياق ذاته التقي اردوغان أمس د.محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة، وذلك في مقر الحملة الانتخابية للبرادعي. أكد البرداعي خلال اللقاء أن تركيا دولة شقيقة مرت بظروف مقاربة للوضع في مصر، وتمتلك الكثير من التجارب في مجال التطور السياسي، الاقتصادي، والاجتماعي التي يمكن لمصر الاستفادة منها خاصة بعد التقدم المبهر الذي حققته تركيا في العهد الماضي.