ارتبط الجمهور بعدد من الاغنيات التى عبرت بصدق عن نصر اكتوبر والتى كانت كلها بلا استثناء وليدة لحظة العبور وفرحة النصر، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسى فى نجاحها واستمرارها حتى يومنا هذا فعقب اعلان عبور الجيش المصرى للقناة وتحطيمه لاسطورة خط بارليف الوهمية فتحت الإذاعه أبوابها وتسابق مطربى مصر والعالم العربى على تسجيل اغنيات حماسية بدون أجر. وردة.. على الربابة من أوائل النجوم الذين غنوا للعبور وكونت مع زوجها الملحن بليغ حمدى دويتو غنائيا ومعهم الشاعر عبدالرحيم منصور وخرجت اغنية على الربابة. حليم.. عاش اللى قال وابنك يقولك يا بطل قدم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مجموعة من الأغانى التى عبرت عن فرحة النصر بدأها باغنية «عاش اللى قال» من كلمات الشاعر محمد حمزة والحان بليغ حمدى ايضا هناك « لفى البلاد يا صبية» كلمات محسن الخياط والحان محمد الموجى وأغنية «ابنك يقولك يا بطل» للشاعر عبدالرحمن الابنودى والحان كمال الطويل. شريفة فاضل.. أم البطل رغم استشهاد ابنها الوحيد فى الحرب هذا لم يمنع المطربة شريفة فاضل من تسجيل اغنية تشارك بها المصريون فرحة النصر وخرجت بصدق شديد اغنية «ام البطل» كتحية لأم الشهيد التى دفعت اغلى ما عندها وهو ابنها لتعود سيناء وقد كتبت الأغنية الشاعرة نبيلة قنديل بعد أن جلست داخل غرفة ابن شريفة فاضل بعد استشهاده وقام بتلحين الأغنية على إسماعيل. سعاد حسنى.. دولا مين من الاغانى الحماسية والناجحة جدا فى تاريخ سعاد حسنى اغنية «دولا مين _ دولا مين _دولا عساكر مصريين» التى كتبها الشاعر احمد فؤاد نجم ولحنها كمال الطويل وكان الاذاعى الراحل وجدى الحكيم صاحب الفضل فى خروج هذه الاغنية للنور، بعد ان تواصل مع السندريللا وقاما بتسجيل الأغنية خلال ساعات قليلة ولاقت نجاحا كبيرا خاصة وان كلمتها لمست الكثيرين من الشعب المصرى خلال هذه الفترة. رايات النصر.. كورال ولا يمكن أن نتناسى أغنية ريات النصرى التى قام بغنائها مجموعة من الشباب المصري، وقد تم كتابة هذه لأغنية قبل عدة أشهر من تحقيق نصر أكتوبر المجيد وبالتحديد فى عام 1972، حيث قامت بكتابتها الشاعرة نبيلة قنديل ولحنها إسماعيل الملحن لتكون أغنية فيلم «العصفور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، وبعد أن حقق الجيش المصرى وأبطال نصر أكتوبر المجيد أفرج يوسف شاهين عن هذه الأغنية وأهداها للإذاعة المصرية، وحققت هذه الأغنية التى تقول كلماتها «رايحين رايحين.. شايلين فى إيدنا سلاح.. راجعين راجعين.. رافعين رايات النصر.. سالمين سالمين.. حالفين بعهد الله.. نادرين نادرين.. واهبين حياتنا لمصر.. باسمك يا بلدى.. حلفنا يا بلدى.. جيشك وشعبك يرد التحدى» نجاحا كبيرا بالرغم من أن مقدميها مجموعة شباب لديهم حماس شديد وقناعة كبيرة بالنصر. ومن ناحيته قال الموسيقار هانى مهنى أن هذه الأغانى الوطنية تم تقديمها للجمهور بسبب حالة الوطنية التى كان يعيشها صناع هذه الأغانى وحالة الانتماء والوفاء لبلادهم فى أهم فتراتها، وأرجع مهنى عدم خروج أعمالا غنائيا وطنية خلال الفترة الحالية إلى أن التجارة أصبحت تسيطر على الفن، فلا يوجد حاليا أمثال صلاح جاهين والأبنودى والموجى وكمال الطويل ونبيله قنديل ووغيرهم الكثيرين من صناع الأغنية الذين كانوا يقدموا هذه الأعمال من باب الفن فقط دون النظر للعائد المادى الذى أصبح يسيطر على سوق الغناء، وأشار مهنى إلى أن هذه الأغانى لن تعود مجددا من من خلال الدولة فقط التى تسعى دائما للحفاظ على إستعادة ذكرى هذا النصر العظيم من خلال الحفلات الغنائية والأفلام السينمائية وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تغيرا كبيرا فى الأغنية الوطنية وسيتم تقديمها بشكل كبير على الساحة الفنية.