كتب أحمد إمبابى وأحمد قنديل وأحمد عبدالهادى «الرئيس»، حرص على المشاركة المنتظمة فى الاجتماعات السنوية الدورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقًا لتقرير هيئة الاستعلامات، للأهمية الكبيرة التى أصبحت تحتلها هذه الاجتماعات فى صياغة مسارات العلاقات الدولية، ففيها يناقش قادة العالم كل قضايا المجتمع الدولى، من قضايا السلم والأمن الدوليين، وإدارة الصراعات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، إلى جانب قضايا التنمية المستدامة والتعليم ومكافحة الفقر، وقضايا الصحة والتعاون الدولى فى مكافحة الأمراض، وصولًا إلى قضايا المناخ، لذلك يتسابق كبار القادة والزعماء فى السنوات الأخيرة لعرض مواقف دولهم، والسعى من أجل كل ما يحقق المصالح الوطنية لشعوبهم، ويعزز دورهم فى إطار العلاقات الدولية التى أصبحت بالفعل تدار بشكل جماعى بعد انتهاء حقبة الثنائية القطبية، وإخفاق محاولات انفراد قوة أو حتى عدد محدود من القوى الدولية بفرض دورها وإرادتها ورؤيتها على النظام الدولى. الشراكة لتنمية إفريقيا فى الوقت نفسه، قال تحليل «هيئة الاستعلامات»: «إن وجود الرئيس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام له دلالات إضافية مستمدة من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى التى تسلمها «السيسى» فى 10 فبراير الماضى، وهى مهمة تضاعف من المسئولية التى يضطلع بها الرئيس بالفعل تجاه قضايا القارة الإفريقية والتى عبر عنها أصدق تعبير خلال المشاركات الخمس السابقة فى اجتماعات الجمعية العامة، حيث يضاعف من أهمية الملف الإفريقى هذه المرة أيضًا، أن أحد أهم البنود على جدول أعمال الدورة الحالية «74» للجمعية العامة هو موضوع «الشراكة الجديدة من أجل التنمية فى إفريقيا» واستعراض التقدم المحرز فى هذا المجال. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، عن هذا البند الذى يحمل رقم «66- أ»، أشار إلى الإنجازات المهمة التى تحققت على هذا الصعيد وفى مقدمتها «تدشين منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ودخولها حيز التنفيذ فى 19 يوليو 2019»، والتى دشنها الرئيس السيسى كرئيس للاتحاد الإفريقى مع عدد من القادة الأفارقة فى قمة «النيجر يوليو2019»، واصفًا هذا الحدث بأنه خطوة متميزة نحو رؤية الاتحاد الإفريقى المتمثلة فى أن «إفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية من أجل شعوبها». «التقرير»، أوضح أنه بفضل هذا الزخم تم إحراز تقدم جيد فى مبادرات عديدة منها «برنامج تطوير البنية التحتية فى إفريقيا» و«البرنامج الشامل للتنمية الزراعية فى إفريقيا» وكذلك مبادرات فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار والاتصالات وفى تمكين المرأة، كما تحسن الناتج المحلى الإجمالى فى القارة الإفريقية. حشد الدعم الدولى المهام الجديدة للرئيس فى نيويورك تجاه القارة الإفريقية، تضاف إلى العديد من المناسبات الدولية الكبرى التى شارك فيها الرئيس خلال الشهور الماضية، ومنها مؤتمر ميونخ للأمن الذى طالب الرئيس من على منصته بحق إفريقيا فى السلام والأمن والاستقرار لتحقيق تنمية مستدامة لشعوبها، ثم فى القمة «الأوروبية الإفريقية» فى النمسا، وفيها طالب الرئيس بشراكة عادلة بين الطرفين، ثم قمة مجموعة العشرين الكبرى فى أوساكا فى اليابان، والتى دعا فيها الرئيس إلى حشد الدعم الدولى للتنمية الإفريقية، وبعدها كان الموقف نفسه فى قمة السبع الكبرى فى فرنسا، ثم فى قمة التيكاد باليابان وكانت كل أعمالها تتعلق بقضايا التنمية فى إفريقيا، وقام السيسى خلالها بدور كبير كرئيس لمصر ورئيس للاتحاد الإفريقى، وهكذا تضاعفت ثقة الشعوب الإفريقية فى قدرة الرئيس وإخلاصه فى التعبير عن مصالح إفريقيا وقضاياها، وهو ما يثق الجميع أنه سيفعله بنفس القدر من القوة والتأثير العالمى من على منبر الأممالمتحدة، بالإضافة إلى كل ذلك، يتطلع قادة العالم وشعوبه إلى الاستماع إلى الرؤية المصرية بشأن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحوال مضطربة وتصعيد خطير فى العديد من الأزمات المشتعلة بها. جدول أعمال حافل «هيئة الاستعلامات»، رصدت فى تقريرها أهمية الدورة الحالية للجمعية العامة حيث من المقرر أن تشمل مباحثات واجتماعات القادة فى جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال74 سبل تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة وحماية حقوق الإنسان والتقدم الاجتماعى والقضاء على الفقر والجوع وقضايا التعليم الجيد والعمل المناخى، كما من المقرر بحث ملف تغير المناخ والحوار رفيع المستوى حول التمويل من أجل التنمية، وحقوق الإنسان وتمكين المرأة والشباب وتعزيز التكافؤ بين الجنسين. كما يعد ملف نزع أسلحة الدمار الشامل، ووضع تدابير لمنع الإرهابيين من حيازة تلك الأسلحة، إضافة إلى مناقشة أهم المبادئ التى يتعين على الدول الالتزام بها فى إطار جهود مكافحة الإرهاب من الملفات الرئيسية، فضلًا عن تسويات للنزاعات والأزمات القائم. 5 مؤتمرات عالمية وطبقًا لجدول الأعمال الرسمى لدورة الجمعية العامة، فإنها تشمل 5 قمم وملفات عالمية كبرى سيكون لمصر دور فى كل منها، فإلى جانب الخطب المعتادة التى سيقدمها رؤساء الدول وقادتها، تنعقد خلال الجمعية العامة هذا العام 5 مؤتمرات واجتماعات رفيعة المستوى، تغطى العديد من القضايا الرئيسية التى تواجه العالم اليوم. 1 تغير المناخ تعقد قمة العمل المناخى اليوم، بهدف تقوية طموحات دول العالم فى هذا الشأن، ومتابعة التقدم فى الوفاء بالالتزامات الدولية، التى قطعتها هذه الدول على نفسها، بخفض الاحتباس الحرارى، وهى التزامات مثلت جزءًا من اتفاق باريس حول العمل فى مواجهة تغير المناخ فى عام 2019. وسيجمع المؤتمر حكومات العالم، ومؤسسات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدنى، والسلطات المحلية من حول العالم، وعددًا من المنظمات الدولية الأخرى للعمل على حلول طموحة فى 6 مجالات، «انتقال عالمى نحو استخدام الطاقة المتجددة، المدن والبنية التحتية المرنة والمستدامة، الزراعة المستدامة، إدارة الغابات والمحيطات، المرونة والتكيف مع تأثيرات المناخ، مواءمة التمويل العام والخاص مع اقتصاد كلى «لا أحفورى». 2 الرعاية الصحية الشاملة فى نفس اليوم الذى تقام فيه قمة العمل المناخى، تستضيف الأممالمتحدة ولأول مرة اجتماعًا رفيع المستوى حول «التغطية الصحية الشاملة للجميع» تحت عنوان «التحرك معًا لبناء عالم أكثر صحة»، وتدعى الأممالمتحدة أن هذه القمة ستكون أهم لقاء سياسى على الإطلاق لمناقشة موضوع التغطية الصحية الشاملة، حيث التزم العديد من الدول بالسعى نحو تحقيق هدف التغطية الصحية الشاملة للجميع بحلول عام 2030، التى تتضمن التأمين من المخاطر المالية، وخدمات الرعاية الصحية عالية الجودة، وتوفير سبل الحصول على الأدوية واللقاحات الآمنة والفعالة بأسعار معقولة للجميع. 3 تحقيق أهداف التنمية المستدامة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، هى أكبر المشاريع طموحًا على الإطلاق بهدف تعزيز الرخاء وضمان الرفاهية للجميع وحماية البيئة، ويتضمن 17 هدفًا للتنمية المستدامة، وستعقد يومى 24 و25 سبتمبر قمة أهداف التنمية المستدامة وهى القمة الأولى من نوعها، منذ اعتماد دول العالم بالإجماع للخطة فى عام 2015، وستمثل فرصة لتسريع الخطوات نحو تحقيق الأهداف ال17. 4 تمويل التنمية لا يمكن الوصول إلى تحقيق أى من الأهداف السابقة دون المال اللازم، لكن توفير التمويل الكافى لتحقيقها يشكل تحديًا ضخمًا، فمخاطر الوقوع فى الديون المتزايدة بالإضافة إلى التدابير المقيدة للتجارة، تعنى أن الاستثمارات المطلوبة بشدة لأجندة 2030 لا تزال تكابد من نقص التمويل، وسيجمع «الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية» فى 26 سبتمبر، القادة الحكوميين وممثلين عن قطاع الأعمال والقطاع المالى، فى محاولة لإطلاق العنان للموارد والشراكات اللازمة، وتسريع التقدم نحو تمويل التنمية المستدامة، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة ماسة إلى استثمارات سنوية تتراوح بين 5 و7 تريليونات دولار فى كل القطاعات، لتحقيق تلك الأهداف التنموية. 5 مسار «ساموا» آخر مؤتمرات القمة الخمسة هى «استعراض منتصف المدة رفيع المستوى الخاص بإجراءات العمل المعجل للدول الجزرية الصغيرة النامية «مسار ساموا»، والذى ينعقد بعد 5 سنوات من التوصل إلى اتفاق طموح، لدعم التنمية المستدامة فى الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتعتبر هذه البلدان من بين أضعف الدول فى العالم، وتواجه مجموعة فريدة من القضايا المتعلقة بحجمها الصغير وبعدها وتعرضها للصدمات الاقتصادية الخارجية والتحديات البيئية العالمية، بما فى ذلك آثار تغير المناخ. وهكذا، فإن وجود ومشاركة مصر على أرفع مستوى أمر فى غاية الأهمية لمصالح مصر وأمنها وأهدافها، ومن أجل القارة الإفريقية التى تتشرف مصر برئاستها، ومن أجل تسوية الصراعات وإحلال السلام فى منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، لصالح جميع شعوبها.